طرحت واشنطن مهلة تمتد لستة أشهر أمام برلين لتسوية وضع الملكية التي تؤثر على الأصول الألمانية لشركة النفط الروسية “روسنفت”، مما يسمح باستثنائها مؤقتاً من العقوبات الأميركية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
وقال الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لحساسية الأمر، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أبلغت نظراءها الألمان بأنها تدرس منح ترخيص عام محدود وغير قابل للتجديد لشركة “روسنفت دويتشلاند” (Rosneft Deutschland)، موضحة أن المسؤولين في ألمانيا يدرسون الفكرة، وسيقدمون ردّهم خلال الأيام المقبلة.
وأضاف أحد الأشخاص أن وزيرة الاقتصاد الألمانية كاتارينا رايش تعتزم مناقشة الموضوع خلال اجتماع وزراء الطاقة والبيئة في “مجموعة السبع” المزمع عقده هذا الأسبوع في تورونتو.
ضغوط على برلين لإيجاد هيكل ملكية بديل
رغم أن الترتيب المقترح من شأنه تقليل مخاطر تعطّل أنشطة التكرير الألمانية بفعل العقوبات في المدى القصير، فإنه يزيد الضغوط على برلين لوضع هيكل ملكية عملي يستبعد روسيا عند انتهاء فترة الوصاية الحالية في مارس المقبل.
وكانت الحكومة الألمانية قد صادرت أصول “روسنفت” بعد الحرب الروسية الشاملة على أوكرانيا عام 2022، ومددت الوصاية عليها عدة مرات منذ ذلك الحين. ورغم تفاوضها مع موسكو لبيع الوحدات الألمانية، فإن المحادثات مع قطر كمشتر محتمل فشلت بسبب الخلاف على السعر.
“روسنفت دويتشلاند” تملك 12% من طاقة التكرير الألمانية
تمتلك “روسنفت دويتشلاند” حصصاً في ثلاث مصافٍ ألمانية تمثل نحو 12% من إجمالي طاقة التكرير في البلاد، من بينها مصفاة “بي سي كاي” (PCK Raffinerie GmbH) في مدينة شفيدت قرب برلين. كما تمتلك حصة في خط أنابيب النفط الخام العابر للألب.
المهلة التي تطرحها الولايات المتحدة، والمحددة بستة أشهر، أقصر بكثير من الترخيص لمدة عامين الذي منحته المملكة المتحدة الأسبوع الماضي، وبدون هذا الاستثناء ستواجه وحدة “روسنفت” الألمانية خطر الانفصال عن عملائها الرئيسيين اعتباراً من 21 نوفمبر، وهو الموعد النهائي المحدد في أحدث حزمة عقوبات أميركية.
تفاؤل ألماني بإيجاد حل
قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس يوم الجمعة إنه متفائل بإمكانية توصل الحكومتين إلى حل يستثني الشركة النفطية من العقوبات الأميركية الأخيرة.
وأوضحت وزارة الاقتصاد الألمانية أنها على تواصل مع السلطات الأميركية المعنية وتسعى إلى توضيح أي مسائل قانونية في أسرع وقت ممكن، لكنها امتنعت عن التعليق على تفاصيل المحادثات. كما رفضت “روسنفت دويتشلاند” التعليق، في حين لم تردّ وزارة الخزانة الأميركية على طلب للتعليق.
حتى الآن، تجنّبت برلين تأميم الكيانات التابعة لـ”روسنفت” خشية أن يؤدي ذلك إلى إجراءات انتقامية من الكرملين ضد الشركات الألمانية العاملة في روسيا.
كما يلوح خطر تعطّل إمدادات مصفاة “بي سي كاي”، التي تعتمد حالياً على النفط الخام القادم من كازاخستان عبر خط أنابيب “دروغبا” الذي يمرّ عبر الأراضي الروسية.

