Site icon السعودية برس

هيكلة محفظة الأعمال تكبد “سابك” خسارة مليارية بالربع الثاني

تحولت الشركة “السعودية للصناعات الأساسية” (سابك)، أكبر شركة بتروكيماويات في السعودية، لتكبد خسارة قدرها 4.07 مليار ريال (نحو 1.01 مليار دولار) خلال الربع الثاني من العام الجاري، مخالفة التوقعات بتحقيق أرباح قدرها 1.11 مليار ريال، بحسب “بلومبرغ”، جراء إعادة هيكلة لمحفظة الأعمال.

عزت الشركة تحولها إلى الخسارة على أساس سنوي من تحقيق ربح قدره 2.18 مليار ريال قبل عام إلى عدد من العوامل أبرزها “تسجيل مخصصات وانخفاض في قيمة الأصول بمبلغ 3.78 مليار ريال تتعلق بإغلاق وحدة التكسير في مصنع تيسايد بالمملكة المتحدة تماشياً مع مراجعة الشركة لمحفظة الأعمال بهدف خفض التكاليف وتحسين الربحية”، وفق إفصاح منشور على موقع سوق الأسهم السعودية اليوم الأحد. 

اتخذت “سابك” تحركات صوب التخارج من عدة أنشطة في الفترة الماضية للتركيز على الأعمال الأساسية، إذ باعت حصتها في شركة ألمنيوم البحرين (ألبا) إلى شركة “التعدين العربية السعودية” (معادن)، كما تخارجت من حصتها في شركة “حديد” للصلب إلى صندوق الثروة السيادي السعودي، صندوق الاستثمارات العامة.

تراجع سهم “سابك” 1.3% إلى 53.95 ريال تقريباً في بداية التعاملات بالبورصة السعودية. 

انخفاض في قيمة الأصول بأوروبا 

أشارت “سابك” إلى أن من بين العوامل المؤثرة سلباً على نتائجها خلال الربع الثاني تسجيل انخفاض في النتائج من مشاريع مشتركة غير تكاملية وشركات زميلة بمبلغ 1.02 مليار ريال، ونتج ذلك بشكل رئيسي عن تراجع في قيمة بعض الأصول المالية في أوروبا، إلى جانب ارتفاع تكلفة المشتقات المالية لحقوق الملكية بواقع 517 مليون ريال بسبب إعادة التقييم، فضلاً عن تسجيل مصروف زكاة بقيمة 284 مليون ريال مقابل مكاسب غير نقدية في الفترة المماثلة من العام الماضي. 

وتُعد “سابك” واحدة من كبرى شركات البتروكيماويات في العالم وهي مملوكة بالأغلبية لعملاق النفط السعودي “أرامكو”.

وعلى صعيد الإيرادات، فقد استقرت تقريباً عند 35.57 مليار ريال في الربع الثاني، بانخفاض طفيف فحسب نسبته 0.419% على أساس سنوي، لكنها فاقت متوسط توقعات المحللين الذي جاء عند 34.1 مليار ريال. ولفتت “سابك” إلى ارتفاع الكميات المباعة ما قابله انخفاض في متوسط أسعار البيع.

شركات الكيماويات تواجه تحديات

أعلنت “سابك” في وقت سابق من هذا العام عن خطة لإعادة الهيكلة بهدف خفض التكاليف، حيث أثر تراجع الطلب على الأرباح وتقلص هوامش ربح شركات الكيماويات الكبرى حول العالم. ولجأت الشركات إلى بيع أصول وإغلاق مشاريع استجابةً للتحديات.

أعلنت شركة “داو” (Dow) الشهر الماضي عن تكبد أول خسارة ربع سنوية منذ خمس سنوات، وقالت إنها ستغلق ثلاثة مصانع في أوروبا. أما “ليونديل باسيل” (LyondellBasell)، فقد خالفت التوقعات في أرباح الربع الثاني، وأجلت بناء مشروع في تكساس، مع أنها لا تزال “متفائلة بحذر” بشأن التطورات الرامية إلى معالجة فائض الطاقة الإنتاجية في أوروبا وإنعاش الصناعة هناك. وقد انخفضت أسهمها بنسبة 8% يوم الجمعة بعد إعلان النتائج، بحسب “بلومبرغ”.

كما تبيع شركة “باسف إس إي” (BASF SE) وحدةً للتركيز على أعمالها الأساسية، بينما صرحت شركة “شل” مؤخراً أن أعمالها في مجال الكيماويات تواجه صعوبات منذ فترة.

ضغط على الهوامش جراء فائض المعروض

قال الرئيس التنفيذي لـ”سابك”، عبدالرحمن الفقيه، “استقر معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي في الربع الثاني من عام 2025 عند 2.5% وكنتيجة لفائض الطاقة الإنتاجية، تبقى معدلات التشغيل دون المتوسط العالمي التاريخي، مما يؤدي إلى ضغط على الهوامش الربحية نتيجة فائض المعروض. 

وأضاف الرئيس التنفيذي أن مجلس إدارة “سابك” وافق على توزيع أرباح نقدية على مساهمي الشركة بإجمالي قيمته 4.5 مليار ريال عن فترة النصف الأول 2025، كما اتخذت الشركة “قراراً منضبطاً بتعديل التوزيعات بما يتماشى مع الأوضاع الراهنة”. 

وحول مشاريع “سابك” التي تقود النمو، قال الفقيه “تتقدم مشاريع النمو الاستراتيجية، وعلى رأسها مجمع (سابك فوجيان) في الصين ومصنع ميثيل ثالثي بيوتيل الإيثر (MTBE) في (بتروكيميا) في السعودية، وفقاً للميزانية المحددة لها وفي إطار الجدول الزمني المخطط”. 

كما لفت إلى أنه يجري حالياً تنفيذ مبادرات تحسين التكلفة التي أطلقتها الشركة في الربع الأول في إطار برنامج التحول الشامل، والذي يهدف إلى تحقيق عائد سنوي متكرر قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والإطفاء بقيمة 3 مليارات دولار بحلول عام 2030، ناتج من جهود كفاءة التكلفة وتحقيق القيمة.

الإنفاق الرأسمالي

تتوقع “سابك” في الوقت الحالي إنفاقاً رأسمالياً يتراوح بين ثلاثة مليارات و3.5 مليار دولار في العام الجاري بحسب الفقيه، ما يمثل انخفاضاً مقابل توقعات سابقة تراوحت بين 3.5 و4 مليارات دولار. 

كما ترى الشركة أن الطلب سيستقر على الصناعات النهائية لـ9 قطاعات خلال فترة الربع الثالث 2025، مقارنة بالربع الثاني وهي التعبئة والتغليف، والبناء والتشييد، والزراعة، والسلع الاستهلاكية، والنقل، وحلول القطاع الصناعي، والسيارات، والإلكترونيات والكهربائيات، والعناية الشخصية والرعاية الصحية. 

أبرز النقاط الواردة في تقرير نتائج أعمال “سابك” للربع الثاني: 

  • الكميات المباعة في قطاع الكيماويات ارتفعت بنسبة 3% في الربع الثاني مقارنة بالربع السابق، في حين تراجعت الأسعار بنسبة 3% خلال نفس الفترة. 
  • الكميات المباعة في قطاع المغذيات الزراعية زادت بنسبة 2% على أساس فصلي في الربع الثاني، مع ارتفاع الأسعار بنسبة 1% خلال الفترة ذاتها. 
  • أبرز التحديات العالمية تتمثل في استمرار فائض الطاقة الإنتاجية واضطرابات المعروض، إلى جانب الانخفاض الهيكلي في الهوامش، ما يؤثر على العوائد.
  • تتوقع الشركة نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بـ2.3% خلال 2025
  • الشركة حددت أهدافها الاستراتيجية بإعادة تنظيم أصولها العالمية وتعزيز حضورها الدولي، والمشاركة في عمليات اندماج السوق، وتوجيه رأس المال نحو الأصول والأسواق ذات العائد المرتفع، ووضع إطار واضح ومحدد لتخصيص رأس المال.
  • الشركة تركز بشكل مستمر على تعظيم القيمة المقدمة للمساهمين من خلال تحسين كفاءة رأس المال وخفض التكاليف، والمحافظة على ميزانية قوية وإطار مالي منضبط، وتعزيز جهود تحسين محفظة الأعمال وتنفيذ التحول لتجاوز تحديات الصناعة، وإعادة توجيه رأس المال نحو الفرص التي تدعم النمو وتزيد هوامش الأرباح.
  • تعمل الشركة حالياً على مراجعة الخيارات الاستراتيجية لشركة الغازات الصناعية الوطنية.
Exit mobile version