Site icon السعودية برس

هجوم الدوحة يفجّر خلافًا بين ترامب ونتنياهو ويضع التحالف الأمريكي الإسرائيلي على المحك

أثار الهجوم الإسرائيلي على مقر القيادة السياسية لحركة “حماس” في العاصمة القطرية، الدوحة، ردود فعل غاضبة من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عبّر عن إحباطه العميق وتوتر العلاقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وفي اتصال هاتفي تَقَلّد فيه الغضب، استنكر ترامب عدم إشعاره بالضربة مسبقًا، وعلّق أن القرار “لم يكن حكيمًا”، لافتًا إلى أنه علم بالأمر من البنتاجون وليس من إسرائيل، مما شكّل “إهانة دبلوماسية” على حد وصفه، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.

ورد نتنياهو بأنه قام بالضربة بسبب “فرصة ضاقت بتوقيت محدود” فيما علق ترامب بمكالمة ثانية أقل حدة، طلب فيها معرفة مدى نجاح العملية، إلا أن نتنياهو لم يستطع تأكيد ذلك، وفقا لـ وول ستريت جورنال.

وفي وقت لاحق، عبّر البيت الأبيض عن استياء ترامب الشديد، مشيرًا إلى أنه أرسل مبعوثه الخاص، ستيف ويتكوف، لإبلاغ السلطات القطرية قبل الضربة—إعلام جاء متأخرًا جدًا لوقفها، حسب رويترز. 

ووصف المتحدث باسم البيت الأبيض الحادث بـ “حادث مؤسف”، مؤكّدًا أن ضرب حليف مثل قطر لا يخدم الأهداف الأمريكية والإسرائيلية معًا، وفقا لـ رويترز.

ويفضل ترامب انخفاض القصف على غزة، لاعتقاده أن الصور المتواصلة للأزمة تُضر بصورة إسرائيل عالميًا، حسب وول ستريت جورنال.

الضربة الإسرائيلية في الدوحة، التي قتلت ما لا يقل عن خمس أعضاء من حماس وضابطًا قطريًا، جاءت في وقت كانت فيه الدوحة تلعب دور الوسيط الرئيسي في محادثات وقف إطلاق النار، ما وضع ترامب في موقف حرج بين دعمه لاستراتيجية إسرائيلية قاسية وسعيه لاستعادة الزخم الدبلوماسي لحل الأزمة في غزة، حسب رويترز.

وتمثل هذه الواقعة تحوّلًا بارزًا في علاقات ترامب ونتنياهو، إذ بدا أن التفاهم الاستراتيجي يُعاقب بسبب تلك الأعمال المفاجئة، ما أعاد تسليط الضوء على هشاشة التنسيق بين واشنطن وتل أبيب.

ومن ناحية قطر، جاء ردّها جازمًا حيث وصف رئيس الوزراء القطري وصف الضربة بأنها “إرهاب دولة” وأعلن استمرار وساطة بلاده رغم العقبة الجديدة، بينما عبّر ترامب عن ندمه جراء هذا الإحراج الدبلوماسي، كما أوضحت صحيفة ذا جارديان.

وفي ضوء الضربة المفاجئة بإسرائيل إلى قلب العاصمة القطرية، تبيّن تصدع التفاهمات الأمريكية الإسرائيلية بمحاولة ترامب الحثيثة لاحتواء الموقف وأجهض هجمة لم ترقِ للحد الأدنى من التنسيق، وسط توتر إقليمي متصاعد، تبقى الدبلوماسية المتشابكة مهددة بالاختفاء تحت وطأة الردع العسكري والقرارات المنفردة.

Exit mobile version