- تدعم الأنظمة الغذائية الكيتونية فقدان الوزن على المدى القصير، ولكن الآليات الدقيقة وراء التغيرات الأيضية لا تزال غير معروفة.
- تشير الأبحاث الجديدة التي أجريت على الفئران والبشر إلى أن النظام الغذائي الكيتوني قد يحمي من السمنة عن طريق زيادة الأحماض الصفراوية المحددة وتقليل امتصاص السعرات الحرارية في الأمعاء.
- إن التأثيرات الصحية طويلة المدى للنظام الغذائي الكيتوني ليست واضحة بعد، ويوصي الخبراء باتباع أنظمة غذائية تعتمد على النباتات، مثل النظام الغذائي المتوسطي، الذي يعزز تنوع ميكروبيوم الأمعاء بشكل أكثر ملاءمة.
النظام الغذائي الكيتوني هو نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات تم اختباره على نطاق واسع كأداة لفقدان الوزن. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف يعمل على تقليل وزن الجسم.
يقترح البعض أن البكتيريا المعوية ومنتجاتها الثانوية قد تلعب دورًا في التأثيرات الأيضية المفيدة لنظام الكيتو الغذائي. ومع ذلك، لم يتم فهم البكتيريا أو المنتجات الثانوية المعنية بشكل جيد بعد.
والآن، نُشرت دراسة جديدة في التمثيل الغذائي الطبيعي تشير الدراسة إلى أن اتباع نظام غذائي الكيتون يؤدي إلى تغييرات في ميكروبيوم الأمعاء مما يزيد من مستويات الأحماض الصفراوية المحددة في الدم لدى الفئران.
قد تحمي هذه الأحماض الصفراوية، وهي حمض التاوروديوكسيكوليك وحمض التاوروسورسودوكسيكوليك، من السمنة عن طريق تقليل امتصاص السعرات الحرارية في الأمعاء. وقد يؤدي هذا إلى انخفاض وزن الجسم ومستويات السكر في الدم أثناء الصيام.
ولتمييز عملهم عن الدراسات الحيوانية النموذجية، اتخذ الباحثون خطوات إضافية للتحقيق فيما إذا كانت هذه النتائج قد تنطبق على البشر.
وقد وثق الباحثون ارتباطات مماثلة بين الأحماض الصفراوية والسمات الأيضية في دراستين أجريتا على البشر، مما يزيد من الأهمية المحتملة لنتائجهم.
يسلط هذا البحث متعدد الأساليب الضوء على تفاعل محدد بين المضيف وميكروبيوم الأمعاء والذي قد يفسر كيف يقلل النظام الغذائي الكيتوني من وزن الجسم ومستويات السكر في الدم أثناء الصيام لدى القوارض والبشر.
قام الباحثون بالتحقيق في تأثيرات النظام الغذائي الكيتوني على مستويات المواد النشطة بيولوجيًا في الدم المستقلبات عن طريق تغذية الفئران إما بنظام غذائي كيتوني أو نظام غذائي عادي لمدة سبعة أسابيع.
ووجد الباحثون أن تناول نظام غذائي الكيتو أدى إلى تغيير كبير في هذه المستقلبات، إلى جانب انخفاض ملحوظ في وزن الجسم ومستويات السكر في الدم أثناء الصيام.
وأظهر التحليل الإضافي أن 22 من المستقلبات المحددة زادت، بينما انخفضت 18 في النظام الغذائي الكيتوني.
وعندما اختبر الباحثون نظامًا غذائيًا آخر لمدة سبعة أسابيع يتضمن مكملات حمض أميني، الميثيونين، فقد أدى ذلك إلى عكس الانخفاض في وزن الجسم والصيام الناجم عن النظام الغذائي الكيتوني. كما أدى أيضًا إلى تقليل ستة أحماض صفراوية معينة مرتبطة بتغيرات الوزن والجلوكوز.
وقد كشف علاج الفئران بأربعة من هذه الأحماض الصفراوية أن اثنين منها -حمض التاوروديوكسيكوليك وحمض التاوروسورسودوكسيكوليك- خفضا بشكل كبير من وزن الجسم ومستويات السكر في الدم وحسنا من تحمل الجلوكوز. وكان هذا بغض النظر عما إذا كانوا يتبعون نظامًا غذائيًا منتظمًا أو نظامًا غذائيًا كيتونيًا مكملًا بالميثيونين.
ولم تتأثر الأحماض الصفراوية الأخرى التي تم اكتشافها بتغييرات النظام الغذائي ولم تظهر أي ارتباط بوزن الجسم أو مستويات السكر في الدم أثناء الصيام.
ومن خلال سلسلة من التجارب الإضافية، أظهر الباحثون أن تناول نظام غذائي كيتوني يزيد من مستويات حمض تاوروديوكسيكوليك وحمض تاورأورسوديوكسيكوليك في الدم لدى الفئران، مع تقليل وزن الجسم ومستويات الجلوكوز الصائم.
سعى الباحثون الذين أجروا الدراسة الحالية إلى تحديد ما إذا كانت النتائج التي توصلوا إليها في الفئران قابلة للتطبيق على البشر.
وأجرى الباحثون دراسة مراقبة، قاموا خلالها بقياس الأحماض الصفراوية في عينات الدم والبراز من 416 مشاركا يتمتعون بصحة جيدة تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 60 عاما.
كما قاموا أيضًا بفحص البيانات من دراسة سابقة منخفضة الكربوهيدرات دراسة تدخل النظام الغذائي الكيتوني شملت الدراسة 25 امرأة بالغة تعاني من زيادة الوزن أو السمنة.
وبالتوافق مع النتائج التي توصلوا إليها في الفئران، فإن انخفاض مستويات الأحماض الصفراوية المحددة في الدم لدى البشر كان مرتبطًا بشكل كبير بارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) ومستويات السكر في الدم أثناء الصيام.
كما وجدوا جينات محددة لبكتيريا الأمعاء مرتبطة بمؤشر كتلة الجسم البشري وسكر الدم أثناء الصيام. ويبدو أن التدخل الغذائي منخفض الكربوهيدرات أدى إلى تقليل هذه الجينات بشكل كبير، وكانت هذه التغييرات مرتبطة بمؤشر كتلة الجسم، ومستويات الجلوكوز أثناء الصيام، وأحماض الصفراء.
وفي هذه الدراسة، تبين أن زيادة مستويات بعض الأحماض الصفراوية – حمض التاوروديوكسيكوليك وحمض التاوروسورسودوكسيكوليك – تؤدي إلى انخفاض وزن الجسم ومستويات الجلوكوز في الصيام لدى الفئران. ولوحظت ارتباطات مماثلة لدى البشر.
يوضح مؤلفو الدراسة أن النظام الغذائي الكيتوني يقلل من مستويات بكتيريا الأمعاء المحددة التي تسمى لاكتوباسيلوس مورينوس ASF361، الذي ينتج إنزيمًا يسمى هيدروليز الملح الصفراوي.
يؤدي انخفاض مستويات هذه البكتيريا أو انخفاض هيدرولاز أملاح الصفراء إلى زيادة مستويات الأحماض الصفراوية المذكورة، حمض تاوروديوكسيكوليك وحمض تاورأورسوديوكسيكوليك.
وتؤدي هذه الأحماض الصفراوية المتزايدة، بدورها، إلى تقليل امتصاص السعرات الحرارية من خلال التدخل في التعبير عن جين مشفر للبروتين يسمى أنهيدراز الكربونيك 1 في الأمعاء، والذي قد يكون مرتبطًا بالسمنة.
ووفقا للدراسة فإن انخفاض امتصاص السعرات الحرارية يؤدي إلى فقدان الوزن وانخفاض مستويات السكر في الدم أثناء الصيام.
يقترح الباحثون هذه الآلية التنظيمية للأحماض الصفراوية، لأنها تتوافق مع النتائج التي توصلوا إليها في الحيوانات والبشر. ومع ذلك، فهم يعترفون بأنه بسبب الأدلة المحدودة، لا يمكن استبعاد تفسيرات محتملة أخرى.
الأخبار الطبية اليوم تحدثنا مع أليسا سيمبسون، RDN، CGN، CLT، وهي أخصائية تغذية مسجلة وأخصائية تغذية معوية معتمدة ومالكة Nutrition Resolution في فينيكس، أريزونا، والتي لم تشارك في الدراسة.
وعلقت بأن البحث يشير إلى آلية جديدة محتملة لنظام الكيتو الغذائي لفقدان الوزن والتي تمتد لتشمل امتصاص السعرات الحرارية، وتتأثر بالتغيرات في الأحماض الصفراوية.
ومع ذلك، فهي لا توصي بشكل عام باتباع النظام الغذائي الكيتوني للمرضى، وتشكك في استدامته على المدى الطويل وتداعياته الصحية بسبب طبيعته التقييدية.
وأوضح سيمبسون أن:
“على الرغم من فعالية النظام الغذائي الكيتوني في إنقاص الوزن (على المدى القصير)، إلا أنه يثير المخاوف بسبب تأثيره على ميكروبيوم الأمعاء، مما يؤدي إلى انخفاض التنوع وتغيير الأحماض الصفراوية، مما قد يؤثر على الصحة على المدى الطويل.”
وأشارت إلى أن الأبحاث السابقة تشير إلى أن الأنظمة الغذائية عالية الدهون والخالية من الكربوهيدرات تقلل من تنوع الميكروبيوم بطرق قد تقلل من إنتاج مضادات الأكسدة المفيدة و الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة.
وأكدت أن “هذه الدراسة تؤكد تأثير النظام الغذائي الكيتوني على انخفاض التنوع الميكروبي، وتسليط الضوء على التغييرات الانتقائية”.
واتفقت إليزا وايتاكر، أخصائية التغذية المسجلة ومستشارة التغذية الطبية في Dietitian Insights، والتي لم تشارك في الدراسة أيضًا، على أنه يجب تفسير النتائج بحذر.
وأشارت إلى قيود الدراسة، مثل تضمين الفئران الذكور فقط، على الرغم من الاختلافات المعروفة في ملفات الأحماض الصفراوية لدى الذكور والإناث لدى البشر.
ومن الجدير بالذكر أن وايتاكر سلط الضوء على أن “النتائج تختلف عن الدراسات السابقة التي اقترحت أن الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون قد تؤثر على ميكروبيوم الأمعاء بطرق يمكن أن المساهمة في السمنة“.”
ويوصي كل من سيمبسون وويتاكر باتباع أنظمة غذائية ترتبط بشكل أكثر ثباتًا بتحسين الصحة على المدى الطويل، بما في ذلك النظام الغذائي المتوسطي والنظام الغذائي DASH.
واختتم سيمبسون حديثه قائلاً: “بالمقارنة مع النظام الغذائي الكيتوني، فإن هذه الأنظمة الغذائية تعمل بشكل أكثر موثوقية على تعزيز تنوع الميكروبيوم من خلال مجموعة متنوعة من الأطعمة النباتية وتوفر العناصر الغذائية الأساسية، (والتي) قد تدعم الصحة العامة بشكل أفضل”.