تستعد شركة “ميتا بلاتفورمز” (Meta Platforms) التابعة للملياردير مارك زوكربيرغ لإتمام حزمة تمويل تقارب 30 مليار دولار لتطوير مركز بياناتها في ريف ولاية لويزيانا، في خطوة تُعد المرحلة النهائية لأكبر صفقة رأسمال خاص على الإطلاق.
ستتشارك شركتا “بلو أول كابيتال” (Blue Owl Capital) و”ميتا” ملكية مركز بيانات “هايبريون” (Hyperion) الواقع في مقاطعة ريتشلاند باريش بولاية لويزيانا، على أن تحتفظ عملاقة التكنولوجيا بنسبة 20% فقط من المشروع، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
تولى بنك “مورغان ستانلي” (Morgan Stanley) ترتيب تمويل صفقة البناء عبر هيكل شركة ذات غرض خاص، يضم أكثر من 27 مليار دولار من الديون ونحو 2.5 مليار دولار من الأسهم، وهو هيكل يزداد شيوعاً في الصفقات الكبيرة.
بدأ البنك العمل على الصفقة في وقتٍ سابق من هذا العام، وسط تنافس محموم من مديري الأصول والمقرضين المتخصصين في تمويل البنية التحتية الراغبين في دخول الصفقة. وفي النهاية، حسمت شركتا “باسيفيك إنفستمنت مانجمنت” (Pacific Investment Management) و”بلو أول كابيتال” الصفقة لصالحهما، بحسب ما ذكرته “بلومبرغ”.
رفض متحدثون باسم “ميتا” و”مورغان ستانلي” و”بيمكو” (Pimco) و”بلو أول” التعليق على الأمر.
تمويل صفقة ميتا و”بلو أول”
من المقرر أن تُشكل عملية التمويل هذه نموذجاً يُحتذى به بين شركات التكنولوجيا الكبرى التي تتطلع إلى تطوير مراكز بيانات ضخمة دون الإضرار بتصنيفاتها الائتمانية، في ظل تزايد اعتمادها على الاقتراض لتغطية التكاليف. ففي أسواق السندات الأميركية وحدها، جمعت شركات التكنولوجيا نحو 157 مليار دولار حتى أواخر سبتمبر، بزيادة قدرها 70% عن الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب بيانات “بلومبرغ”.
“ميتا” تختار “بيمكو” و”بلو أول” لتمويل توسعة مركز بيانات بـ29 مليار دولار
بموجب هيكل الشركة ذات الغرض الخاص، لا تقترض “ميتا” رأس المال بنفسها، بل تتولى الجهة المولة عملية الاقتراض. وفي المقابل، تتولى “ميتا” مهام التطوير والتشغيل والإيجار للمشروع، المقرر اكتماله في عام 2029، وفقاً للأشخاص المطلعين.
هيكل جديد لصفقات الذكاء الاصطناعي
يسمح هذا الهيكل للشركات التكنولوجية بتفادي تسجيل ديون ضخمة ضمن ميزانياتها العمومية، كما يتيح لمستثمري وول ستريت ضخ أموالهم في أصول مادية ذات تصنيف استثماري. وتزداد جاذبية هذا النوع من الاستثمارات المهيكلة مع بحث شركات التأمين وأنواع أخرى من المستثمرين عن أدوات دين مدعومة بأصول.
وفي السياق ذاته، تتبنى شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة التابعة لإيلون ماسك “إكس إيه آي” (xAI) نموذجاً مشابهاً في أحدث جولة تمويل بقيمة 20 مليار دولار، حيث تكتفي الشركة باستئجار الرقائق بدلاً من امتلاكها بشكل كامل.
في السادس عشر من أكتوبر، أتمّت الأطراف المعنية المرحلة الأخيرة من الصفقة، حيث تستعد لتسعير السندات بتنسيق 144A، مع تولي شركة “بيمكو” دور المقرض الرئيسي، وفقاً لأشخاص طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لخصوصية التفاصيل.
وأفاد اثنان من هؤلاء الأشخاص بأن مجموعة من المستثمرين الأخرين سيحصلون على حصص من الدين، الذي يحلّ أجله في عام 2049 ويُسدد بالكامل. وذكر أحدهم أن السندات تُسعّر عند نحو 225 نقطة أساس فوق سندات الخزانة الأميركية. كما أوضح المطلعون أن “مورغان ستانلي” تولّى حصرياً إدارة عملية الاكتتاب في الصفقة، بينما منحت وكالة التصنيف الائتماني “إس آند بي” (S&P Ratings) الأوراق المالية تصنيفاً استثمارياً بدرجة (+A).
توسع “ميتا” في مراكز البيانات
يُعد “هايبريون” أكبر مراكز البيانات التاسعة والعشرين التابعة لشركة “ميتا” حول العالم، إذ يمتد على مساحة 4 ملايين قدم مربعة في ريف لويزيانا، ويُتوقع أن تصل قدرته التشغيلية القصوى إلى نحو 5 غيغاواط من الكهرباء، أي ما يعادل تقريباً استهلاك 4 ملايين منزل أميركي، وفق تحليل أجرته “بلومبرغ” استناداً إلى بيانات حكومية.
طالع أيضاً: ترمب: “ميتا” ستنفق 50 مليار دولار لإنشاء مركز بيانات لويزيانا
في موازاة ذلك، يواصل “مورغان ستانلي”، الذي تولّى تقديم المشورة لشركة “ميتا” في هذه الصفقة، تعزيز حضوره في قطاع الذكاء الاصطناعي، بعدما قدّم المشورة لشركة “إكس إيه آي” (xAI) خلال عملية طرح ديونها المؤسسية في يونيو، ويعمل حالياً على تسويق سندات عالية المخاطر لصالح شركة “تيرا وولف” (TeraWulf) المتخصصة في تعدين العملات المشفّرة.
يمثل موقع لويزيانا واحداً من عدة مراكز بيانات ضخمة تعمل “ميتا” على إنشائها حالياً، إذ أعلنت الشركة في وقت سابق من هذا الأسبوع عن مجمّع أخر بقدرة غيغاواط في مدينة إل باسو بولاية تكساس، إلى جانب مركز ضخم آخر في ولاية أوهايو.