7/7/2025–|آخر تحديث: 23:08 (توقيت مكة)
تتواصل في الدوحة الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بين الوفد الإسرائيلي ووفد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لبحث تفاصيل إطار اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في حين رجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتفاقا وشيكا بشأن غزة.
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية -نقلا عن مسؤولين- إن إسرائيل مستعدة لإبداء مرونة محدودة لإعادة نشر قواتها بغزة، لكن ليس الانسحاب الكامل، وأضافت أن فريق التفاوض يجري حتى اللحظة محادثات مع الوسطاء ضمن مفاوضات الدوحة.
ووصف مسؤول إسرائيلي الأجواء السائدة، حتى الآن، في المحادثات التي تتوسط فيها قطر ومصر بأنها إيجابية. وقال مسؤولون فلسطينيون إن الاجتماعات الأولية -التي عُقدت أمس الأحد- انتهت دون التوصل إلى نتائج حاسمة.
وقال مسؤول إسرائيل آخر إن قضية المساعدات الإنسانية نوقشت في قطر من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
يأتي ذلك في وقت أعرب فيه ترامب -قبيل لقائه المرتقب الليلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو– عن اعتقاده أن إبرام صفقة بشأن غزة بات قريبا جدا، مؤكدا وجود حظوظ كبيرة لعقد صفقة مع حماس الأسبوع المقبل.
ومن المنتظر أن يجتمع ترامب ونتنياهو الليلة في البيت الأبيض لإجراء محادثات تشمل ملفات، على رأسها اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وسيستبق نتنياهو هذه المحادثات بلقائه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وكذلك وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن ويتكوف ينوي زيارة الدوحة هذا الأسبوع للمشاركة في المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار. وأضافت أن ترامب سيبحث مع نتنياهو مقترح وقف إطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أن أولوية الرئيس الأميركي إنهاء الحرب في غزة وعودة كل المحتجزين الإسرائيليين.
وكان نتنياهو -المطلوب للجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة- قال للصحفيين قبل صعوده الطائرة إن لقاء ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق (في غزة)، مضيفا أنه يريد تحقيق الصفقة “وفق الشروط التي كنا وافقنا عليها، ولدى الوفد الإسرائيلي المفاوض توجيهات واضحة بذلك”.
وقال نتنياهو -السبت- إن “التغييرات التي تسعى حماس إلى إدخالها على الاقتراح الأولي غير مقبولة”.
والجمعة، أعلنت حماس أنها سلمت ردا “إيجابيا” إلى الوسطاء بشأن مقترح اتفاق، وأنها “جاهزة بكل جدية للدخول فورا في جولة مفاوضات في آلية تنفيذ” المقترح.
وأكدت الحركة مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.
لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، ويتمسك بضمان إمكانية استئناف الحرب حتى تفكيك حماس ونزع سلاحها.
سجال إسرائيلي وتباين في المواقف
على الصعيد الداخلي بإسرائيل، ظهر تباين جديد في المواقف بين المستويين السياسي والعسكري، إذ قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن هناك تضاربا بين هدفي هزيمة حماس وإعادة الأسرى في غزة، معتبرا أن ذلك هو ما يؤكد ضرورة عقد اتفاق، لكن رئيس الأركان إيال زامير قال -في ما بدا ردا على تصريحات كاتس- إنه لا تنازل عن أي من أهداف الحرب.
واتهم رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، اليميني المتطرف، أفيغدور ليبرمان، الحكومة الإسرائيلية بأنها هي التي تمنع إحراز اتفاق يعيد جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة دفعة واحدة. وأضاف، في مستهل جلسة كتلة حزبه الأسبوعية، أن جميع الجنود الذين سقطوا الأشهر الأخيرة في قطاع غزة قتلوا من أجل سلامة الائتلاف الحاكم.
وفي ظل سجال آخر، قال زعيم المعارضة يائير لبيد إن الائتلاف الحاكم توقف عن العمل ولا أغلبية له بين الشعب، وإن إسرائيل بحاجة إلى انتخابات.
من جانبه، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى التعاون معا من أجل إحباط صفقة التبادل التي وصفها بالخطيرة على أمن إسرائيل. وقال إن هذه الصفقة تمس بأمن إسرائيل، وتمنح حماس ما لم تحققه في ميدان المعركة، وتمنع الجيش من القتال حتى النهاية.
من جانبه، اتهم رئيس “تحالف الديمقراطيين” في إسرائيل يائير غولان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه يقود إلى انقلاب عنيف على نظام الحكم في إسرائيل، وأنه يعرف أنه لن يفوز في انتخابات ديمقراطية نزيهة، وقال إن “نتنياهو لن ينتصر على حماس، بل سيجلب الخراب إلى إسرائيل”.
في المقابل، وبالتزامن مع زيارة نتنياهو لواشنطن، نظم متظاهرون في تل أبيب وقفة احتجاجية تطالب الحكومة بالعمل على إبرام صفقة لاستعادة الأسرى وإنهاء الحرب.
كما تجمع عدد من أهالي الأسرى الإسرائيليين أمام مبنى الكابيتول في واشنطن، مطالبين بوقف الحرب وإعادة الأسرى، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.
وقالت هيئة عائلات الأسرى -في بيان- إنها جاءت إلى واشنطن “لدعم الرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو للتوصل إلى صفقة شاملة وكاملة” لإعادة جميع المحتجزين بقطاع غزة ووقف الحرب.
وأضافت: “نحن عند مفترق طرق حاسم والطريق الوحيد لإعادة الجميع هو إنهاء القتال”.
وينص الاقتراح المدعوم من الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما على إطلاق سراح تدريجي للأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من أجزاء من القطاع ومناقشات لإنهاء الحرب تماما.
ويعارض بعض شركاء نتنياهو في الائتلاف الحكومي إنهاء القتال. لكن مع تزايد قلق الإسرائيليين من الحرب المستمرة منذ 21 شهرا، من المتوقع أن تدعم حكومته وقف إطلاق النار.
ويُعتقد أن نحو 20 من المحتجزين المتبقين في غزة -الذين عددهم 50- لا يزالون على قيد الحياة.
وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت نحو 194 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.
ومنذ بداية الحرب، قُتل 883 عسكريا إسرائيليا وأصيب 6060، معظمهم في غزة، وفق معطيات الجيش الذي أعلن خلال الأسابيع الأخيرة مقتل وإصابة عديد من عسكرييه في غزة.