تستعد شركة “تشجيانغ هايليانغ” (Zhejiang Hailiang Co)، إحدى أكبر مصنّعي النحاس في الصين، لجني مكاسب كبيرة من مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتعزيز إنتاج المعدن في الولايات المتحدة.
تُعد الشركة من كبار منتجي أنابيب النحاس المستخدمة في السيارات وأجهزة التكييف والسباكة، إلا أنها تبدو للوهلة الأولى بعيدة عن الاستفادة من سياسة “أميركا أولاً” الحمائية.
إلا أن أسهمها قفزت بنحو 20% منذ أن فرضت إدارة ترمب في نهاية يوليو رسوماً جمركية على واردات بلغت قيمتها أكثر من 15 مليار دولار العام الماضي.
بينما تتصاعد المواجهة التجارية بين واشنطن وبكين، ركز المستثمرون على نشاط “هايليانغ” داخل الولايات المتحدة.
وكانت الشركة قد أعلنت في 2020 أنها تستهدف طاقة إنتاجية سنوية تبلغ 100 ألف طن في مصنعها بمدينة هيوستن، بعدما بلغت طاقته 30 ألف طن فقط العام الماضي. وفي رد عبر البريد الإلكتروني الأسبوع الماضي، أكدت الشركة أن أعمال التوسعة تمضي قدماً من دون تقديم تفاصيل إضافية.
قد يهمك أيضاً: رسوم ترمب على النحاس تطال واردات تفوق قيمتها 15 مليار دولار
تفوق أداء الشركة الصينية
أسهم “هايليانغ” تفوقت في أدائها على بقية منتجي النحاس في الصين، فضلاً عن مؤشر “سي إس آي 300” (CSI 300) الأوسع نطاقاً الذي شهد تراجعاً طفيفاً خلال الفترة نفسها. وتبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية الإجمالية للشركة نحو 1.5 مليون طن.
الرسوم الجمركية البالغة 50% على النحاس نصف المصنّع، والتي ستعطل المبيعات إلى السوق الأميركية وتزيد قيمة المنتجات المصنّعة محلياً، قد تكون مجرد خطوة أولى في إعادة هيكلة صناعة النحاس العالمية بقيادة ترمب. كما أمر البيت الأبيض المسؤولين بإعداد خطة خلال 90 يوماً لفرض رسوم على مجموعة واسعة من السلع الأخرى كثيفة الاستخدام للنحاس.
طالع أيضاً: ترمب يؤكد فرض رسوم على النحاس بنسبة 50% بدءاً من أغسطس
بحسب شركة “سيتك سيكيوريتيز” (.Citic Securities Co)، استوردت الولايات المتحدة العام الماضي ما لا يقل عن 600 ألف طن من النحاس نصف المصنع، أي ما يقارب ثلث إجمالي الطلب المحلي. ومع ارتفاع تكلفة هذه الواردات، يُتوقع أن يحقق مصنع “هايليانغ” في هيوستن “أرباحاً استثنائية”، وفقاً لتقديرات الشركة.
المصنع في هيوستن جزء من شبكة إنتاج تشمل أيضاً قواعد في إندونيسيا والمغرب. وعلى الرغم من أن الصين تمثل أكبر سوق للنحاس في العالم، وسّعت الشركة عملياتها دولياً للتحوط من تباطؤ الاقتصاد المحلي والمخاطر الناتجة عن التوترات التجارية مع الدول الغربية.
هذه الاستراتيجية قد تؤتي ثمارها الآن بعد تعثر سابق، إذ تكبد مصنع هيوستن العام الماضي خسائر صافية بلغت 35 مليون يوان (4.9 مليون دولار) بسبب ارتفاع تكاليف العمالة والمواد، إضافة إلى مصاريف مرتبطة بالتوسعة، بحسب تقرير أرباح الشركة. وشكل ذلك عبئاً على صافي أرباح المجموعة، التي تراجعت بنسبة 37% إلى 703 ملايين يوان.
كما قد تستفيد الشركة من صفقة استحواذ محلية مقترحة، إذ أعلنت في ديسمبر عزمها شراء حصة غير معلنة في مجموعة “غولدن دراغون بريسايس كوبر تيوب” (Golden Dragon Precise Copper Tube Group)، التي تمتلك أيضاً مصنعاً لأنابيب النحاس في مدينة باين هيل بولاية ألاباما.