وتتمتع وردة الطائف بكثرة انتشارها ونموها في مزارع أودية الشفا والهدا، مما جعله مقصداً لعشاق السياحة الريفية للمحافظة.
ومن أبرز هذه الأودية الحاضنة للورد وادي ذي غزال، ووادي خماس وقاوة، ووادي محرم، ووادي الأعمق، وبلاد طويرق وحمى النمور وغيرها، التي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالطائف وبمزارع الورد، حيث يجلب المزارعون الورود بكميات كبيرة من المزارع إلى مصانع تقطير الورد واحتفالات الطائف الرسمية.
مهرجانات طائف الورد
وأصبح الورد الطائفي علامة سياحية جاذبة ومتطورة من خلال إقامة المهرجانات والفعاليات الخاصة به، لما أضفت عليه أرض الطائف، التي تعد أرضاً زراعية خصبة، وتمتاز بوفرة في إنتاج المحاصيل الزراعية طوال العام، رونقًا جعل منها المدينة المتفردة الأكثر اهتمامًا على مستوى المملكة في منتجها النوعي.
وتجذب الأجواء الرائعة التي تشتهر بها الطائف وفي مقدمتها المناخ الاستثنائي، الكثير من السياح من جميع أنحاء العالم، لمهرجانات طائف الورد، بوصفه حدثًا ترفيهيًا وسياحيًا واقتصاديًا نادرًا.
ومع تفتح أزهار الورد الطائفي في مارس بقمم جبال الهدا والشفا، يوثق خروج أقماع الورد اعتناء العرب بهذه النبتة منذُ الأزل، فأطلقوا عليها “سلطان الزهور” وطعموا بها القصائد، ووظفوها في أغراضهم الشعرية.

دورة حياة الورد الطائفي
وتتميز الطائف بكثرة المتنزهات العامة المجهزة بالخدمات الحاضنة للورد الطائفي، التي تناسب جميع شرائح المجتمع، ومنها متنزه الردف الذي تبلغ مساحته أكثر من 500 ألف متر مربع، وهو منصة مثالية لمهرجانات الورد، وكذلك متنزها الشفا، والهدا اللذان يتميّزان بطبيعتهما الساحرة وجبالهما الشاهقة، وحديقة الملك عبدالله وغيرها الكثير.
وتنطلق دورة حياة الورد الطائفي في شهر ديسمبر من كل عام، حين يعاود المزارعون العناية بحقوله وشجيراته، وبعد مرور 55 يوماً، يختلط أريجه مع عبق أشجار العرعر المورقة في ممرات البساتين.
وتمتزج ألوان الطبيعة الغنية معلنة موسم قطاف بتلات الورد بالتزامن مع بواكير فصل الربيع من كل عام، ثم تنقل في أكياس إلى مصانع استخراج زيت الورد الطائفي.
وتتواجد في مدينة الطائف معامل متطورة لتصنيع منتجات الورد، فهذه المصانع تعتمد على أحدث التقنيات في تجهيز الورود، وتصنيع مستحضرات التجميل والزيوت العطرية والمستحضرات الصحية والدوائية المستخلصة من هذه الزهور الأصيلة.
سلة ورد الطائف
وشهد مهرجان الورد 2022، في نسخته الثانية تسجيل رقمًا قياسيا لـ “سلَّة ورد الطائف” إحدى فعاليات المهرجان الأكبر على مستوى العالم، وفق شهادة منظمة غينيس العالمية.
وتكوّنت السلّة من 84,450 وردة متنوعة استغرق العمل عليها أكثر من 168 ساعة وساهم في صنعها 190 شابًا وشابة من الطائف.
وجاءت أبعاد السلة 12.129 متراً طولياً و 7.98 أمتار عرض وارتفاع 1.297 متر، لتكسر الرقم القياسي لسلة الورد المسجلة باسم “سلة الورد السنغافورية”، التي كانت أبعادها 9.47 أمتار طولي و6 أمتار عرض وارتفاع 1.2 متر.
كما حقق المهرجان أرقاماً قياسية، إذ شهد نمواً كبيراً من حيث عدد زواره الذين تجاوز عددهم 957 ألف زائر من مختلف شرائح المجتمع من سكّان محافظة الطائف، والسياح الذين قصدوا “طائف الورد”.