السعودية برس

مدققو الحسابات يقولون إن الاتحاد الأوروبي أخطأ في فرض ضريبة النفايات البلاستيكية

حذر مراقبون من أن الضريبة الجديدة التي تهدف إلى تثبيط مكبات النفايات وحرق النفايات البلاستيكية تعاني من بيانات مشكوك فيها، وربما أدت إلى ارتفاع معدلات الجريمة

إعلان

قالت محكمة المحاسبات الأوروبية في تقرير نشرته اليوم (16 سبتمبر/أيلول) إن الحكومات لم تكن مستعدة بشكل جيد لضريبة التغليف البلاستيكية الجديدة التي يفرضها الاتحاد الأوروبي.

وبموجب التدابير التي تم تقديمها في عام 2021، يتعين على الدول الأعضاء دفع 0.80 يورو عن كل كيلوغرام من نفايات التغليف البلاستيكية غير المعاد تدويرها التي تنتجها، لكن المدققين قالوا إن المفوضية الأوروبية بحاجة إلى ضمان توحيد الحسابات والضوابط في جميع أنحاء الكتلة.

يساعد مصدر الإيرادات في تمويل ميزانية الاتحاد الأوروبي، التي تبلغ قيمتها حوالي 150 مليار يورو سنويا، إلى جانب الرسوم الجمركية المفروضة على السلع التي تدخل الكتلة، وجزء من ضريبة القيمة المضافة، ودفعة منفصلة تعكس الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة.

ولكن هناك تساؤلات جدية حول ما إذا كانت الإحصاءات التي تدعم الضريبة موثوقة، حسبما قال ديوان المحاسبة في لوكسمبورج.

وقال ليفتيريس كريستوفورو، عضو اللجنة الأوروبية المكلف بالتدقيق، إن هناك “نقاط ضعف كثيرة” في الطريقة التي يتم بها جمع البيانات وإرسالها إلى بروكسل.

وأضاف “لذلك فإننا نطلب من المفوضية الأوروبية إصلاح الأمر على الفور والاستفادة من الدروس المستفادة عند إعداد مصادر مستقبلية محتملة لإيرادات الاتحاد الأوروبي”.

ولم تنجح سوى خمس دول أعضاء في تحويل تحديث عام 2018 للتشريعات الخاصة بالتغليف في الاتحاد الأوروبي إلى قانون وطني بشكل صحيح، وهو ما يعني أن الدول الـ 22 الأخرى واجهت إجراءات قانونية من جانب السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي.

لكن المراجعين قالوا إن المشاكل لا تزال قائمة، حتى في أمور أساسية مثل كيفية تعريف “البلاستيك” و”التغليف”.

وقال خوسيه بارينتي، الذي قاد عملية التدقيق، إن الإصلاح الشامل لمركزية التشريع، الذي تم الاتفاق عليه في شهر مارس/آذار ولكن لم يدخل حيز التنفيذ بعد، لن يحل جميع المشاكل التي تم تحديدها.

وقال بارينتي ليورونيوز إن الانتقال إلى لائحة قابلة للتطبيق المباشر “لن يعالج عدد الضوابط التي يتم تنفيذها على فعالية عمليات إعادة التدوير”. “على الرغم من أن بعض الدول الأعضاء كانت ملتزمة، إلا أنها لم تطبق (القواعد) بطريقة متناغمة، ولا يتم حل هذه المشكلة بالضرورة من خلال تنفيذ اللائحة”.

ومن المرجح أن تكون أوجه القصور في حساب أحجام النفايات ومعدلات إعادة التدوير قد أدت إلى عجز في إيرادات الميزانية، لكن بارينتي قال إنه لم يجد أي دليل على أن الدول الأعضاء تقلل عن عمد من الإبلاغ عن النفايات البلاستيكية.

ورغم أن الأمر استغرق عامين لاستكمال البيانات، فقد تبين أن صافي الدخل البالغ 5.9 مليار يورو في عام 2021 أقل من التقديرات بنحو 1.1 مليار يورو، وهو ما يعني أنه كان لابد من تعديل المساهمات المستقبلية بالزيادة.

وفي العام الماضي، بلغت عائدات ضريبة البلاستيك 7.2 مليار يورو، أي 4% من ميزانية الاتحاد الأوروبي لهذا العام، بحسب التقرير.

موجة الجريمة

وحذر المدققون في وقت سابق من أن أهداف إعادة التدوير في الاتحاد الأوروبي قد تشجع العصابات الإجرامية على تكثيف عمليات الإغراق غير القانوني، كما أكدت وكالة الشرطة التابعة للاتحاد الأوروبي يوروبول على حدوث زيادة في هذه الأنشطة.

إعلان

وقال بارينتي “هناك عدة (حالات) من البلاستيك الذي تم إعلانه على أنه معاد تدويره وتم العثور عليه في مكبات النفايات أو حرقه”، مضيفًا أنه لا يستطيع تقدير الحجم الإجمالي للمشكلة.

وقال بارينتي “يتعين على المفوضية تقييم المخاطر واتخاذ الإجراءات اللازمة للتخفيف منها”، وطلب من الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي تحسين مراقبته بحلول عام 2027.

وتحتاج المفوضية أيضًا إلى تحديد القواعد الخاصة باستخدام بيانات الإنتاج بدلاً من المقاييس الخاصة بتدفقات النفايات، لأن هذا قد يؤدي إلى تناقضات كبيرة في البيانات، حسبما قال المراجعون.

وفي ردها على التقرير، قالت المفوضية إنها “تدرك تمام الإدراك الحاجة إلى تحسين إمكانية مقارنة البيانات وموثوقيتها” وإن منهجية جديدة سوف يتم تطبيقها بحلول عام 2026، رغم أنها زعمت أن بعض القصور كان بسبب التبني السريع من جانب الحكومات والتطبيق الرجعي للضريبة الجديدة.

إعلان

لكن المفوضية الأوروبية قالت إن القواعد التي وضعتها الحكومات نفسها تحد من سلطاتها التفتيشية، مما يمنعها من التحقق مما إذا كان يتم إعادة تدوير النفايات بالفعل.

وقالت المفوضية في رد مكتوب على وكالة حماية البيئة: “لا يمكن إلا للدول الأعضاء إجراء عمليات تدقيق أو فحوص من شأنها التخفيف من هذه المخاطر”.

Exit mobile version