Site icon السعودية برس

مختصون: الولادات المبكرة تحدٍ عالمي يستدعي تكثيف الجهود لرعاية الأطفال الخدج

أكد مختصون بأهمية العناية بالأطفال الخدج ورفع مستوى الوعي المجتمعي حول التحديات الصحية والاجتماعية التي يواجهونها، مشيرين إلى أن الولادة المبكرة تُعد من أبرز القضايا الصحية العالمية، لما لها من تأثير مباشر على حياة الأطفال وأسرهم.
وأوضحوا في حديثهم لـ”اليوم”، بمناسبة اليوم العالمي للطفل الخديج، أن الأطفال المولودين قبل إتمام 37 أسبوعاً من الحمل يعانون من زيادة احتمالية التعرض لمضاعفات صحية خطيرة، ما يتطلب توفير رعاية طبية متخصصة ومتابعة دقيقة لضمان نموهم السليم.
وأشادوا بالجهود المبذولة لتحسين خدمات العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة وتعزيز برامج التوعية لدعم هذه الفئة.

الاهتمام بالأطفال الخدج

أكد استشاري طب الأطفال حديثي الولادة، الدكتور حاتم خليل التركستاني، أهمية العناية والاهتمام بالأطفال الخدج، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للأطفال الخدج.
وأوضح أن الطفل الخديج هو أي طفل يولد قبل إتمام تسعة أشهر من الحمل، حيث يُعتبر الحمل مكتملاً طبياً بين الأسبوع 37 إلى 42 من الحمل. وأضاف أن الأطفال الذين يولدون قبل الأسبوع الـ37 يُصنّفون كخدّج.
وأشار الدكتور التركستاني إلى أن الأطفال الخدج يكونون أكثر عرضة للمضاعفات الصحية نتيجة ولادتهم المبكرة، موضحاً أن حدة هذه المضاعفات تتفاوت بناءً على توقيت الولادة. وبيّن أن الأطفال الذين يولدون في الأسبوع 32 يواجهون تحديات صحية أقل مقارنةً بالأطفال المولودين في الأسبوع 28 أو 25.

استشاري طب الأطفال حديثي الولادة، الدكتور حاتم خليل التركستاني

استشاري طب الأطفال حديثي الولادة، الدكتور حاتم خليل التركستاني

وشدّد على أهمية المتابعة الطبية المستمرة للأطفال الخدج أثناء فترة وجودهم في المستشفى وبعد خروجهم، مؤكداً أن النتائج غالباً ما تكون مبهرة بفضل الرعاية الطبية المتخصصة. واعتبر الأطفال الخدج “كنزاً” يجب العناية بهم وتقديم الدعم اللازم لهم لتحقيق نمو صحي وسليم.
وختم حديثه بالتأكيد على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية هذه الفئة من الأطفال، ودعم الجهود الطبية والاجتماعية لضمان تقديم أفضل رعاية ممكنة لهم.

تحديات صحية واجتماعية

من جهة أخرى، أكدت طبيبة الأطفال الدكتورة أميرة الشمري، بمناسبة اليوم العالمي للأطفال الخدج، أهمية تسليط الضوء على التحديات الصحية والاجتماعية التي تواجه الأطفال المولودين قبل الأوان وأسرهم. وأوضحت أن الولادات المبكرة تُعد من أبرز القضايا الصحية العالمية، حيث يولد نحو 15 مليون طفل سنوياً قبل الأوان، أي قبل 37 أسبوعاً من الحمل.
وأضافت أن مضاعفات الولادة المبكرة تُعتبر السبب الرئيسي للوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة، حيث تسببت في نحو مليون حالة وفاة في عام 2015.
كما أشارت إلى أن معدلات الولادة المبكرة تتفاوت عالمياً بين 5% و18% من المواليد، مما يبرز الحاجة الملحّة إلى تعزيز التدخلات الوقائية والعلاجية على مستوى الدول والمجتمعات.

طبيبة الأطفال الدكتورة أميرة الشمري

وأشادت الشمري، بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في هذا المجال، حيث تم تجهيز وحدات العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة بأحدث التقنيات وتوفير برامج تدريبية متقدمة للكوادر الطبية.
وأكدت أن التدخلات الفعّالة من حيث التكلفة، مثل الرعاية الطبية المتخصصة والخدمات المجتمعية، يمكن أن تسهم في تقليل نحو ثلاثة أرباع الوفيات الناتجة عن الولادات المبكرة.
ودعت الشمري، إلى تعزيز الوعي المجتمعي بدور الأسرة في توفير بيئة داعمة لنمو الأطفال الخدج، وأهمية تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأسر. كما شددت على ضرورة الاستثمار في البحث العلمي لتطوير استراتيجيات مبتكرة للوقاية من الولادات المبكرة والتعامل مع آثارها.
واختتمت تصريحها بالتأكيد على أن التعاون المشترك بين الجهات الصحية والتعليمية والاجتماعية يلعب دوراً محورياً في تحسين جودة الحياة للأطفال الخدج وضمان مستقبل أكثر إشراقاً لهم ولمجتمعهم.

Exit mobile version