Site icon السعودية برس

محمد حسنين هيكل.. “الجورنالجى” الذي حفر اسمه في تاريخ الصحافة المصرية والعربية

اليوم، يمر 102 عام على ميلاد الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، الذي وُلد في 23 سبتمبر 1923 بقرية باسوس بمحافظة القليوبية وفقا لما نقلته قناة الأولى المصرية.

 يعد هيكل واحدًا من أعلام الصحافة الذين كان لهم دور بارز في تشكيل الرأي العام السياسي في مصر والعالم العربي. تلقى تعليمه في القاهرة، وبدأ مسيرته الصحفية في سن مبكرة، حيث التحق بجريدة “الإيجيبشيان جازيت” وعمل كمحرر في قسم الحوادث قبل أن ينتقل إلى القسم الألماني، ليبدأ بذلك مشواره الذي امتد لأكثر من سبعة عقود.

محطات هامة في مسيرة هيكل الصحفية

انضم هيكل إلى مجلة “آخر ساعة” في عام 1945، ليصبح لاحقًا جزءًا من جريدة “أخبار اليوم”. ومن خلال هذه المنابر الصحفية، بدأ في التغطية المباشرة للأحداث العالمية الكبرى، مثل الحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين

وكانت تجربته في تغطية تلك الأحداث بمثابة تمهيد لدوره البارز في الصحافة المصرية.

في عام 1951، تولى هيكل منصب رئيس تحرير “آخر ساعة” ومدير تحرير جريدة “أخبار اليوم”، ومن خلال هذه المناصب استطاع متابعة الأحداث السياسية عن كثب، مما أهله لتولي منصب رئيس تحرير جريدة “الأهرام” في عام 1957. 

كان هيكل أحد القامات الصحفية القليلة التي استطاعت أن تكون شاهدًا وصانعًا للأحداث السياسية الكبرى في مصر، حيث كان له تأثير قوي في السياسة المصرية والعربية.

هيكل وعلاقته بالرؤساء: من جمال عبد الناصر إلى محمد أنور السادات

كان هيكل، الذي عُرف بلقب “الأستاذ”، الأقرب إلى الرئيس جمال عبد الناصر، وكان الصحفي الوحيد الذي استطاع السفر إلى فلسطين عام 1948 لتغطية حرب فلسطين.

 استمرت العلاقة الوثيقة بين هيكل وعبد الناصر طوال فترة حكم الأخير، وشارك هيكل في العديد من القرارات السياسية التي شكلت ملامح السياسة المصرية.

لكن علاقته بالرئيس السادات كانت أكثر تعقيدًا،ورغم أنه ساعد في صياغة بعض خطابات السادات، إلا أن خلافًا كبيرًا نشب بينهما بسبب العديد من القضايا السياسية. 

في عام 1974، تم نقل هيكل من رئاسة تحرير “الأهرام” إلى قصر عابدين كمستشار لرئيس الجمهورية، وهو ما رفضه هيكل تمامًا، ليعلن بعدها أن “قرار مغادرتي الأهرام بيد الرئيس، أما قرار بقائي فهو قراري وحدي”.

هيكل في سنواته الأخيرة شاهد على التاريخ وصاحب الأقلام المؤثرة

طوال أكثر من 70 عامًا في بلاط صاحبة الجلالة، عاش هيكل بين دهاليز السلطة وصنع الرأي العام. كتب العديد من الكتب والمقالات التي كانت مرجعًا لأجيال من الصحفيين والمحللين.

 ومن أشهر أعماله كتاباته في عموده الأسبوعي “بصراحة”، الذي استمر فيه حتى عام 1994. 

وقد تميز هيكل بقدرته على تقديم التحليل السياسي العميق الذي كان يتجاوز حدود الصحافة إلى المجال الفكري والسياسي.

رحيل هيكل ونهاية رحلة صحفي استثنائي

توفي محمد حسنين هيكل في 17 فبراير 2016، لكن إرثه الصحفي لا يزال حيًا في الصحافة المصرية والعربية. كان هيكل طوال حياته رائدًا في الصحافة الاستقصائية والتحليلية، وواحدًا من أبرز الشخصيات التي ساهمت في رسم السياسة العربية. 

من خلال ما تركه من أعمال، يعد هيكل واحدًا من أعظم الصحفيين في تاريخ العالم العربي.

Exit mobile version