Site icon السعودية برس

محللون: هجوم الاحتلال على جنين هدفه التغطية على فشله بغزة

يعود مخيم جنين شمالي الضفة الغربية مرة أخرى إلى واجهة الأحداث بعد أن شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة عسكرية جديدة واسعة النطاق، استخدمت خلالها مسيّرات ومروحيات أباتشي وآليات عسكرية، مما أسفر حتى الآن عن استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة عشرات آخرين بجروح متفاوتة.

وتأتي العملية الإسرائيلية في جنين في ظل تطورات متلاحقة، أبرزها بداية سريان اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهامه رسميا في البيت الأبيض.

وحسب الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية والإستراتيجية، الدكتور مصطفى البرغوثي، فإن إسراع الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ هجومه على جنين جاء من أجل التغطية على فشله في قطاع غزة، بالإضافة إلى محاولة استغلال مجيء ترامب إلى السلطة لتنفيذ مشروعه الإستراتيجي في تهويد وضم الضفة، وهو ما ورد في “صفقة القرن” التي جاء بها ترامب نفسه خلال فترة رئاسته الأولى.

واستبعد البرغوثي أن يتمكن الاحتلال من كسر المقاومة الفلسطينية في الضفة بعدما عجز عن كسرها في قطاع غزة، والحال نفسها بالنسبة لمسألة التهجير والتطهير العرقي، وقال إن ما سيحاول الاحتلال فعله في الضفة هو خلق جو من الإرهاب لدفع الناس إلى الهجرة.

كما أوضح أن ما يجري في جنين يؤكد أن الاحتلال يستهدف جميع الفلسطينيين، وأكد البرغوثي أن حرب الإبادة التي ارتكبها في قطاع غزة ليس سببها المقاومة -كما يعتقد البعض- بدليل أن الثورة الفلسطينية عام 1965 قامت بسبب التطهير العرقي للفلسطينيين عام 1948.

وشدد البرغوثي أيضا على أن الهدف الإستراتيجي من وراء الهجوم على جنين هو محاولة الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية، مشيرا في هذا السياق إلى أن التطبيع الذي عمل عليه ترامب بين إسرائيل ومحيطها العربي كان هدفه تصفية القضية الفلسطينية.

دعم إسرائيل

وفي تعليقه على الموقف الأميركي من القضية الفلسطينية، يرى المحلل السياسي والباحث بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن، الدكتور حسن منيمنة أن التوجه العام لترامب وفريقه الجديد في البيت الأبيض هو السماح لإسرائيل للقيام بأي شيء تريده، وقد وعدوها ضمنيا بضم الضفة، والرئيس ترامب نفسه قام برفع عقوبات رمزية فرضها سلفه جو بايدن على مستوطنين إسرائيليين.

وقال إن ترامب لم يتحدث كما نقل الإعلام عن إنهاء الحرب في غزة، بل تحدث عن استكمالها، وفي موضوع صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة يركز في تصريحاته على الأسرى الإسرائيليين دون التطرق لمعاناة الفلسطينيين.

وخلص الدكتور منيمنة إلى أن الاعتبارات الإنسانية كانت شكلية في عهد بايدن، لكنها اليوم غير مهمة، وذكّر بأن الرئيس الأميركي الحالي وفريقه يرون أن العرب والفلسطينيين لا يشبهونهم.

ومن جهته، ركز الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين على التوجه اليميني لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وقال إنه كلما انهزم وانكسر يميل أكثر إلى اليمين المتطرف، ولذلك فهو يعود هذه المرة للعبته الأولى، يقول المتحدث.

وأضاف جبارين أن نتنياهو كان قد ضخّم مسألة قطاع غزة من أجل أن يستبيح الدعم الأميركي، لكن ترامب قال له إن هذا لن يكون.

وكان الرئيس الأميركي تحدث للصحفيين -أمس الاثنين- من المكتب البيضاوي أثناء توقيعه على أوامر تنفيذية أول أيام فترة رئاسته الثانية، وقال ردا على سؤال بشأن احتمال استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة “لست واثقا. هذه ليست حربنا، بل حربهم”.

وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

Exit mobile version