Site icon السعودية برس

محاكاة ساخرة لمشهد “العشاء الأخير” في أولمبياد فرنسا تغضب المغردين

|

لوحة “العشاء الأخير” من أشهر لوحات الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي، إذ تظهر مشهد ما يعرف بـ”العشاء الأخير” الذي يتوسط فيه من يفترض أنه المسيح (عليه السلام) تلاميذه ويخبرهم -وفق رواية إنجيل يوحنا- أن أحدهم سيخونه، حيث يصور دافنشي في هذه اللوحة ردود أفعال التلاميذ.

هذا المشهد له قداسة كبيرة عند المسيحيين حول العالم، وهو ما بدا واضحا في غضبهم مما اعتبروها سخرية منه ضمن أحد مشاهد افتتاح دورة الألعاب الأولمبية يوم الجمعة الماضي بالعاصمة الفرنسية باريس.

فقد ظهر مشهد لرجل يرتدي ملابس نسائية ويضع مساحيق تجميل ضمن محاكاة ساخرة للوحة “العشاء الأخير”، التي يشير البعض إلى أنها تُصوّر النبي عيسى (عليه السلام) وبعض أتباعه وحوارييه، وفق معتقد المسيحيين.

وما أن تم بث المقطع على القنوات الناقلة للحدث حتى اشتعلت منصات التواصل غضبا وجدلا في فرنسا والعالم ككل، خاصة بين المسيحيين.

وتساءل أحد المغردين معلقا على العرض “نحن نتساءل حقا عما إذا كان هذا العرض مرتبطا بالألعاب الأولمبية، وعن الرسالة التي من المفترض أن ينقلها مثل هذا العرض”.

كما انتقد الصحفي والسياسي اليساري الفرنسي جون لوك ميلانشون المشهد، وقال في مدونته “لم يعجبني الاستهزاء بقضية العشاء الأخير للمسيح وتلامذته، والتي تمثل أساس العبادة المسيحية. ولا أقصد هنا طبعا انتقاد من هم ضد الدين. هذا لا يهم الجميع، لكني أتساءل: ما فائدة جرح مشاعر المؤمنين؟ حتى إذا كنا ضد الكنيسة، فقد كان يجب الانتباه إلى أننا كنا نتحدث إلى العالم أجمع ذلك المساء”.

ويكمل ميلانشون انتقاده “لم تعجبني السخرية من العشاء الأخير المسيحي، الوجبة الأخيرة للمسيح وتلاميذه، مؤسس عبادة الأحد. أنا -بالطبع- لا أدخل في انتقاد (الكفر). هذا لا يهم الجميع”.

كما علقت النائبة في البرلمان الأوروبي الفرنسية اليمينية ماريون مارشال على اللقطة عبر حسابها على منصة إكس قائلة: “إلى جميع المسيحيين في العالم الذين يشاهدون حفل باريس 2024 وشعروا بالإهانة من محاكاة ساخرة، اعلموا أن فرنسا ليست هي التي تتحدث، لكن أقلية يسارية مستعدة لأي استفزاز”.

وكتب أحد الفرنسيين قائلا: “حفل افتتاح الألعاب الأولمبية شيء مخجل، نحن نكتب انتحار بلدنا أمام العالم أجمع. عرض لوحة العشاء الأخير مع مشاهد الشذوذ وتشخيص مشهد إعدام الملكة ماري أنطوانيت هو أمر يجمع بين العار والقبح. فرنسا ماكرون والحداثيون لم تعد فرنسا”.

ولأن المشهد أثار حفيظة المسيحيين حول العالم، كتب مايك جونسون (الرئيس الـ56 لمجلس النواب الأميركي) غاضبا في تدوينة عبر حسابه على منصة إكس: “كان الاستهزاء بالعشاء الأخير الليلة الماضية صادما ومهينا للمسيحيين في جميع أنحاء العالم الذين شاهدوا حفل افتتاح الألعاب الأولمبية، إن الحرب على عقيدتنا وقيمنا التقليدية لا تعرف حدودا اليوم. لكننا نعلم أن الحق والفضيلة سوف ينتصران دائما”، واختتم تغريدته باقتباس من إنجيل يوحنا: “والنور يضيء في الظلام، والظلام لم يدرك النور”.

ومن بين المنتقدين أيضا كان رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك الذي وصف المشهد بأنه لا يحترم المسيحيين.

ولأن الغضب من اللقطة في تصاعد واستمرار، قررت شركة الاتصالات الأميركية “سي إسباير” (C Spire) إيقاف التعاقد الإعلاني مع الأولمبياد وإزالة جميع إعلاناتها منه، وكتبت في حسابها على فيسبوك: “السخرية من العشاء الأخير خلال افتتاح الأولمبياد أصابتنا بصدمة، سنسحب إعلاناتنا من الألعاب الأولمبية”.

في المقابل، نشر حساب أولمبياد باريس على منصة إكس موضحا أن “العرض كان تفسيرا للإله اليوناني ديونيسوس، لجعلنا ندرك عبثية العنف بين البشر”.

Exit mobile version