يقترب سوق السندات الأوروبية من تسجيل أعلى حجم إصدارات في يوم واحد، مع طرح بريطانيا وإيطاليا صفقات ضخمة، ما يُمهد لانطلاقة تمويلية قوية في سبتمبر بعد ركود صيفي.
يوجد 28 جهة إصدار تسعى لجمع ما لا يقل عن 49.6 مليار يورو (57.7 مليار دولار)، وفقاً لبيانات جمعتها “بلومبرغ”. وهذا يضع أوروبا على مسار لتجاوز الرقم القياسي السابق لأكبر حجم إصدارات في يوم واحد، والذي بلغ 47.6 مليار يورو وسُجّل في وقت سابق من هذا العام.
تعكس هذه الطفرة في المعروض عادةً موسمية في سبتمبر، حين تعود الحكومات والشركات إلى الأسواق بعد العطلة بهدف تسريع عمليات التمويل لبقية العام. وجذبت العوائد المرتفعة المستثمرين لتقديم طلبات شراء ضخمة، رغم استمرار المخاوف المالية في دول مثل فرنسا وبريطانيا.
الصفقات تتركز في بريطانيا وإيطاليا
جمعت بريطانيا 14 مليار جنيه إسترليني (18.7 مليار دولار) من خلال إصدار سندات لأجل 10 سنوات عبر التوزيع عبر نقابة مصرفية، في أكبر صفقة من نوعها في تاريخها، بعدما تلقت طلبات شراء تجاوزت 141 مليار جنيه. واستفادت الصفقة من مشاركة دولية قوية شكلت 40% من التوزيع، بحسب دان شاين، رئيس نقابة الديون الأوروبية في “مورغان ستانلي”، أحد مديري الإصدار.
قال شاين: “تم تسعير الصفقة بعلاوة إصدار جديدة تقل عن 1.5 نقطة أساس، وهو دليل على قوة الطلب على برنامج السندات البريطانية”. وأضاف: “كان من الإيجابي بشكل خاص رؤية المشاركة القوية للبنوك المركزية الدولية في دفتر الأوامر، حيث اشترت الإصدار الجديد كجزء من إدارة احتياطاتها الخاصة”.
في الوقت ذاته، جذبت إيطاليا طلبات تفوق 218 مليار يورو لبيع سندات بقيمة 13 مليار يورو لأجل 7 سنوات، و5 مليارات يورو لأجل 30 عاماً. واستمرت الشركات في فرنسا في بإصدار أدوات الدين قُبيل تصويت على الثقة في الحكومة الأسبوع المقبل، حيث باعت شركة “يونيبايل-رودامكو-ويستفيلد” (Unibail-Rodamco-Westfield) سندات دائمة هجينة بقيمة 685 مليون يورو.
السعودية تتلقى طلبات بـ15 مليار دولار
أقبلت مجموعة من البنوك والشركات على إصدار أدوات الدين رغم ارتفاع تكاليف الاقتراض مُقارنةً بالمستويات المنخفضة التي سُجلت الشهر الماضي. ويغذي هذا الطلب القوي تدفقات مستمرة من المستثمرين إلى صناديق السندات طوال فصل الصيف.
على الصعيد العالمي، تلقت السعودية طلبات بنحو 15 مليار دولار على إصدار مخطط لصكوك لأجل 5 و10 سنوات، كجزء من جهود تمويل عجز الميزانية وبرنامج “رؤية 2030” للتنويع الاقتصادي.
وفي اليابان، بدأت 7 شركات على الأقل ببيع سندات بالدولار، في ما يُتوقع أن يكون أحد أكثر الأسابيع ازدحاماً في العام من حيث إصدارات الديون العالمية. ويبدو أن المُصدرين اليابانيين على وشك تجاوز حاجز 100 مليار دولار من الإصدارات باليورو والدولار، لأول مرة في أي عام.