18/8/2025–|آخر تحديث: 19:22 (توقيت مكة)
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على الأهمية القصوى للجهود المتواصلة بالتنسيق مع الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، في حين أفاد مصدر في حماس للجزيرة بموافقة الحركة على مقترح جديد من الوسطاء.
وأكد الجانبان، خلال لقائهما اليوم الاثنين، على أهمية إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل عاجل دون عوائق، إلى جانب الإفراج عن الأسرى، مشددين على رفضهما القاطع لأي إعادة احتلال عسكري للقطاع أو تهجير الفلسطينيين، مشددين على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية تمثل السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وتقوم مصر وقطر والولايات المتحدة بجهود وساطة بين إسرائيل وحركة (حماس) للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واستمرت آخر جولة مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين في الدوحة أسابيع برعاية الوسطاء، قبل أن تنتهي في 25 يوليو/تموز الماضي من دون أن تسفر عن نتيجة.
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الاثنين، أن وفودا فلسطينية وقطرية موجودة في بلاده لبحث جهود التوصل لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
جاء ذلك في كلمته خلال مؤتمر صحفي مشترك من أمام الجانب المصري من معبر رفح الحدودي مع غزة، مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى الذي يحضر لأول مرة بالمعبر.
وقال عبد العاطي إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تفرض قيودا في تشغيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، مؤكدا أن بلاده مستعدة لإغراق غزة بكل المساعدات مع إنهاء العقبات الإسرائيلية.
وعن جهود وقف إطلاق النار بالقطاع الفلسطيني، قال الوزير المصري إن وفودا من فلسطين ومن قطر موجودة بمصر لبحث جهود التوصل لوقف الحرب بغزة، دون تفاصيل عن أعضاء تلك الوفود.
وخاطب عبد العاطي فلسطينيي غزة قائلا “نحن معكم في صمودكم وثباتكم على أرضكم.. موقفنا تجاه القضية الفلسطينية ثابت لا يتغير، ونجدد رفضنا كل السياسات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية”.
وتابع “فلسطين تعيش مأساة إنسانية كبيرة، ونرفض تصريحات ما يسمى إسرائيل الكبرى، لأنها أوهام لن يسمح بتنفيذها على الأرض، بينما نحن نتحدث عن التعايش المشترك والسلام الشامل.
وقال عبد العاطي في المؤتمر “نحن متأهبون للمساعدة بالطبع. للمساهمة في أي قوة دولية مشتركة يتم نشرها في غزة وفقا لمعايير محددة”.
وأوضح أن تلك المعايير تشمل “أولا، قرارا من مجلس الأمن بمهمة واضحة، وأن يأتي ذلك، بطبيعة الحال، في إطار أفق سياسي”، مضيفا “بلا أفق سياسي سيكون من غير المنطقي نشر أي قوات هناك”.
وأكد عبد العاطي أن وضع إطار لعمل القوة المشتركة سيمكن المشاركين فيها من العمل بفاعلية أكبر ودعم الفلسطينيين، “لتحقيق دولتهم الفلسطينية المستقلة على أرضهم”.
وكانت إسرائيل أقرت في أغسطس/آب الجاري خططا لاحتلال مدينة غزة، وأكد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أن “هدفنا ليس احتلال غزة، بل إقامة إدارة مدنية في القطاع غير مرتبطة بحماس ولا بالسلطة الفلسطينية”.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، وتسمح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات الفلسطينيين.
وفي 12 أغسطس/آب الجاري، قال نتنياهو في مقابلة مع قناة i24 العبرية، إنه مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى، ردا على سؤال عن شعوره بأنه في مهمة نيابة عن الشعب اليهودي.
وتشمل هذه الرؤية، وفق المزاعم الإسرائيلية، الأراضي الفلسطينية المحتلة وأجزاء من دول عربية، من الفرات إلى النيل، ما أثار موجة استنكار واسعة النطاق.
مقترح جديد
يأتي هذا، في حين قال مصدر بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الحركة وافقت على المقترح الذي تلقته من الوسطاء المصريين والقطريين بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يوما، يتضمن أيضا إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين على دفعتين وتسليم جثث الأسرى القتلى.
وأضاف المصدر أن المقترح يتضمن مسارا للوصول إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب ويشمل وقفا مؤقتا للعمليات العسكرية لمدة 60 يوما، يعيد خلالها الاحتلال التموضع لإتاحة المجال لدخول المساعدات، معتبرا “أن هذه أفضل الخيارات لحماية سكان غزة من التصعيد الذي أقرته الحكومة الإسرائيلية”.
وأكد مصدر في حركة الجهاد الإسلامي أن المبادرة تشمل صفقة جزئية لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن بشكل تدريجي، مشيرا إلى أن الفصائل الفلسطينية تتعاطى بإيجابية مع المبادرة، بما يضمن التخفيف من معاناة المدنيين في غزة.
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “أتابع الأنباء وانطباعي أن حماس تحت ضغط هائل، فيما قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن حماس أصبحت مستعدة للنقاش بعد تأكدها من نوايانا بالسيطرة على غزة.
بدوره، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب “لن نرى عودة الرهائن المتبقين إلا بعد مواجهة حركة حماس وتدميرها”، وأوضح أنه كلما حدث ذلك بسرعة زادت فرص النجاح.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و944 قتيلا و155 ألفا و886 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 258 شخصا، بينهم 110 أطفال.