Site icon السعودية برس

ما هي مغناطيسات المعادن النادرة؟ ولماذا دخلت الحرب التجارية؟

تشكل المعادن الأرضية النادرة ومغناطيساتها عنصراً لا غنى عنه في العديد من القطاعات الحيوية، من بينها الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، وبرزت على الساحة العالمية نظراً لأهميتها البالغة في هذه المجالات، ما دفع الصين إلى استخدامها كورقة ضغط في المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة، في ظل هيمنة بكين على إنتاج هذه المعادن.

فما هي مغناطيسات المعادن الأرضية؟ وماذا يميزها عن نظيراتها العادية؟ السطور التالية تجيب…

ما هي مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة؟ ولماذا تُعتبر مميزة؟

تُعرف أيضاً باسم المغناطيسات الدائمة، وهي سبيكة من معدن أرضي نادر أو أكثر مع آخر من العناصر العادية، وتتميز بقوة مغناطيسية أكبر تتراوح بين مرتين إلى سبع مرات -أو أكثر في بعض الأحيان- مقارنةً بنظيراتها العادية ذات الحجم المماثل، سواء كانت مغناطيسات حديدية أو خزفية، كما تتفوق عليها من حيث الأداء في شدة المقاومة المغناطيسية القسرية (Coercivity)، وفي تحمل درجات الحرارة المرتفعة.

ويُعد مغناطيسا النيوديميوم- المكون من النيوديميوم والحديد والبورون- وكوبالت السماريوم هما الأكثر انتشاراً واستخداماً، ولكل منهما قوته المغناطيسية، وخواصه المادية، واستخداماته.




استخدامات مغناطيسات المعادن النادرة

تدخل مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة في العديد من القطاعات الصناعية والتكنولوجية، من محركات السيارات الكهربائية وبطارياتها إلى توربينات الرياح.

يُستخدم مغناطيس النيوديميوم، على سبيل المثال، في أجهزة الفصل المغناطيسية، والمشغلات الخطية، والميكروفونات ومعدات الصوت، ومحركات التيار المستمر، وفي الحواسيب في الأقراص الصلبة، والطابعات، والسماعات، والأجهزة الطبية.

أما مغناطيس كوبالت السماريوم، فيُستخدم في أنابيب نقل الموجات، وأنظمة الأقمار الصناعية، والمشغلات الخطية، والاقتران المغناطيسي، وأجهزة الاستشعار والحساسات، وفي معدات الطيران وأجهزته، والأنظمة العسكرية. كما يُستخدم في المحركات التي يُعد فيها استقرار درجة الحرارة عنصراً حيوياً.

أكبر الدول المنتجة لها

بحسب تقرير لشركة “آي دي تك إكس” (IDTechEX) للأبحاث صدر هذا الشهر، تهيمن الصين على 90% من إنتاج مغناطيسات المعادن النادرة، وحلت اليابان في المرتبة الثانية، وجاءت فيتنام ثالثاً، وبعدها ألمانيا، فكوريا الجنوبية، ثم الولايات المتحدة.

4) لماذا دخلت مغناطيسات المعادن النادرة الحرب التجارية؟

في إطار الرد على الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها دونالد ترمب أوائل أبريل، أعلنت بكين في الشهر نفسه أنها ستشدد القيود على تصدير سبعة من المعادن الأرضية النادرة، مستخدمة إياها كسلاح تجاري في ظل اعتماد الولايات المتحدة على الإمدادات الصينية. وسبق أن فرضت بكين قيوداً مشابهة على معادن حرجة مثل الغاليوم والجرمانيوم والغرافيت خلال العامين الماضيين مع تصاعد التوترات التجارية بين الدولتين.

ويبدو أن ضغط بكين أدى إلى تسريع المفاوضات، إذ أعلن ترمب أواخر الشهر الماضي عن التوصل إلى تفاهم تجاري مع الصين يهدف إلى تسريع وتيرة تصدير هذه المعادن إلى الولايات المتحدة مقابل تخفيف بعض القيود الأميركية على واردات بكين من الإيثان، وبرمجيات تصميم الرقائق المتطورة، ومحركات الطائرات.

غير أن الولايات المتحدة لم تكتف بذلك، إذ حصلت “إم بي ماتريالز” (MP Materials)، شركة إنتاج مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة الأميركية، في وقت سابق من الشهر على استثمار في حصص الملكية بقيمة 400 مليون دولار من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إلى جانب التزام تمويلي بقيمة مليار دولار من “جيه بي مورغان” و”غولدمان ساكس”.

Exit mobile version