قالت الأمم المتحدة إن دبابتين إسرائيليتين اقتحمتا مقرا لقوات حفظ السلام التابعة لها في جنوب لبنان الأحد، وفق ما ذكرت شبكة فرانس 24 .
يعد ذلك اعترافا أمميا بانتهاك إسرائيل وارتكابها أخطاء ضد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، فيما أطلقت جماعة حزب الله “سربا من المسيرات الإنقضاضية” على معسكر تابع للجيش الإسرائيلي.
وطالب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، الأحد، الأمم المتحدة بإبعاد قوتها المؤقتة المعروفة باسم “يونيفيل” في جنوب لبنان عن “الخطر فورا”، في إشارة إلى موقعها على الحدود بين إسرائيل ولبنان حيث يجري تبادل لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
لكن القوات الأممية رفضت الانسحاب من مواقعها، واتهمت الجيش الإسرائيلي بتجاوز الخط الأزرق، واعتبرت أن وجوده يعرّض جنود حفظ السلام للخطر.
وتعد “اليونيفيل” قوة تابعة للأمم المتحدة تم إنشاؤها عام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة الحدودية، ودعم الحكومة اللبنانية في بسط سلطتها ومهمتها الأساسية أيضاً، تنفيذ القرار 1701 الصادر بعد حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
وبحسب خبراء فإن “مطالبة إسرائيل بإبعاد قوات (اليونيفيل)، تعني بالنسبة للأمم المتحدة، التخلي عن القرار الأممي 1701، باعتباره الملجأ الوحيد لوقف إطلاق النار، وتباعد حزب الله والجيش الإسرائيلي، وإعادة نشر الجيش اللبناني إلى ما بعد الخط الأزرق”.
ماذا يعني طلب الاحتلال؟
وأضافوا أن انسحاب تلك القوات يعني أن “تستمر إسرائيل بالاجتياح الكامل، وتجاوزها الخط الأزرق، والانهيار التام لهذا القرار الذي لن يعود له مكان ليكون فاعلا بشكل أكبر”.
وأشاروا إلى أن “الأمم المتحدة تطالب إسرائيل باحترام هذه القوات، وضمان سلامتها، لا أن تهاجمها أكثر. هذه الهجمات تهدف إلى التوغل لأرض لبنان، وهذا ما يتعارض مع الموقف الأممي”.
وصدر القرار 1701 عن مجلس الأمن وكان يهدف إلى وقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006، ويدعو إلى وقف القتال، وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، وانتشار الجيش اللبناني مع قوات “اليونيفيل” لضمان الأمن والاستقرار.
من جانبه، صرح مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي بوريل بأنه يجدد مع وزير خارجية بريطانيا دعواتنا لوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط.
كما أعلن حزب الله أن مقاتليه استهدفوا بقذائف المدفعية قوات إسرائيلية أثناء محاولة “تسلل” الى جنوب لبنان فجر الإثنين، وقاموا بإطلاق صواريخ نحو تحركات عسكرية أخرى.
توعّد حزب الله الاثنين إسرائيل بمزيد من الهجمات إذا واصلت الاعتداء على لبنان، بعدما شنّ هجوما بمسيّرات على قاعدة عسكرية جنوب حيفا أسفر عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة أكثر من 63 شخصا في الحصيلة الأكبر في هجوم واحد منذ التصعيد.
وقال الحزب إنّ المقاومة “تعد العدو بأن ما شهده اليوم في جنوب حيفا ما هو إلا اليسير أمام ما ينتظره إذا قرر الاستمرار في الاعتداء على شعبنا”.
واعتبر الحزب أن الهجوم على حيفا الأحد “عمليّة نوعية ومركّبة”.