Site icon السعودية برس

ما حقوق الأخوة في المال.. عطية لاشين يجيب

ورد سؤال إلى عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، يقول فيه السائل: “ما حقوق الأخوة في الله في المال؟”

وأجاب لاشين قائلا: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى في كتابه الكريم: «ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة»، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي روت عنه كتب السنة قوله: «حقوق المسلم على المسلم خمس، وفي رواية ست، ومنها: إذا مرض فعده، وإذا استقرضك فأقرضه».

وأكد أن الأخوة في الله والحب لله من حقوق المسلم على أخيه المسلم، وهي نوع من أنواع القرابة، مستشهداً بقول الله تعالى: «إنما المؤمنون إخوة»، وقوله سبحانه: «والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض».

 وأوضح أن هذه الأخوة الإيمانية التي تربط بين أهل الإيمان لها حقوق متعددة.

وبخصوص واقعة السؤال أوضح لاشين أن من حقوق المؤمن في مال أخيه المؤمن ما يلي:

أولاً: إنظاره إلى ميسرة إن كان مدينًا معسرًا، لقوله تعالى: «وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة». وإن طالت عسرته كان من حقه على أخيه الدائن التجاوز والعفو وإسقاط الدين، لقوله تعالى: «وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون».

ثانياً: المواساة، ومعناها أن يعين المسلم أخاه إذا كان في حاجة ضرورية لما تستقيم به حياته، وكان لدى صاحب المال فائض بعد قضاء حاجاته. قال صلى الله عليه وسلم: «من كان عنده فضل مال فليعد به على من لا مال عنده، ومن كان عنده فضل زاد فليعد به على من لا زاد عنده». دون أن يضطره إلى السؤال ابتداءً.

ثالثاً: أن يجعل المسلم ماله شركة بينه وبين أخيه. قال الحسن البصري: “كان أحدهم يشق إزاره بينه وبين أخيه المؤمن”.

 كما جاء رجل إلى أبي هريرة رضي الله عنه وقال: “إني أريد أن تكون بيني وبينك أخوة في الله”. فقال أبو هريرة: “أتدري ما حق الإخاء؟”.

 قال: عرفني. قال: “ألا تكون أحق بدرهمك ودينارك مني”. فقال الرجل: “لم أبلغ هذه المنزلة بعد”. قال أبو هريرة: “فاذهب عني”.

رابعاً: وهي أعلى مراتب الحقوق، الإيثار، أن يؤثر المسلم أخاه على نفسه ولو كان محتاجًا. 

قال تعالى: «ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة»

وذكر لاشين قصة ابن عمر رضي الله عنهما حين أهدي لرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رأس شاة، فقال: “أخي فلان أحوج مني إليه”، فبعثه إليه، فبعثه ذلك الرجل إلى آخر، وهكذا حتى دار بين سبعة أشخاص وعاد إلى الأول.

واختتم د. عطية لاشين فتواه قائلاً: “والله لو أن هذه الصفات وجدت بيننا في الواقع، لما وجد محتاج ولا صاحب حاجة، ولما تجرأت إسرائيل علينا بهذا التبجح، لأننا كنا سنكون أولى بأموال بعضنا من غيرنا”.

Exit mobile version