Site icon السعودية برس

مؤلَّف جديد يناقش عوائق الديمقراطية في القارة السمراء

|

صدر مؤخرا كتاب “أفريقيا ضد الديمقراطية..الأساطير والإنكار والمخاطر”، للكاتب والصحفي السنغالي عثمان نداي ليقدّم قراءة تاريخية وتحليلية عن مسار الحكم الديمقراطي في القارة، والعوائق التي تقف في وجه تداول السلطة بشكل سلس يبتعد عن العنف والاستيلاء على الحكم عبر الانقلابات واستخدام السلاح.

الكتاب الذي صدر باللغة الفرنسية في العاشر من يوليو/تموز الجاري، ينطلق من قاعدة مفادها أن الديمقراطية تجربة في نظام الحكم، وهي مبدأ عالمي وأفريقي، لكن بعض الزعماء في القارة السمراء يرفضون علنًا تلك الأفكار التي تدعو إلى التداول السلمي للسلطة والانصياع لقرارات الشعوب.

واستشهد صاحب الكتاب بالأزمة الديمقراطية الراهنة في العديد من البلدان الأفريقية التي تم فيها الاستيلاء على السلطة بشكل غير قانوني، كما يسعى بعض زعمائها إلى توريث السلطة لأبنائهم بطريقة تتنافى مع القيم الدستورية المنظمة لتداول الحكم.

مشكلة الأنظمة المدنية

ويرى الكاتب أن العديد من الدول تحكمها أنظمة معادية للديمقراطية، إذ شهدت القارة منذ سنة 2020 قرابة 9 انقلابات عسكرية ناجحة معظمها في غرب أفريقيا، وخاصة في المنطقة التي يسميها بعض المحللين حزام الانقلابات في دول الساحل.

ويضرب الكاتب مثالا بالجنرال آسيمي غويتا الذي كان في البداية قائدًا انتقاليًا في مالي، قبل أن يوقّع مطلع هذا الشهر قانونًا يتيح له البقاء في السلطة دون انتخابات حتى عام 2030 على الأقل وربما لفترة أطول.

وليس الجنرال غويتا وحده في منطقة الساحل الذي خرج على النسق الديمقراطي، بل إن نظيريه في النيجر وبوركينا فاسو في طريقهما لتعزيز قبضتهما على السلطة لفترة مفتوحة.

لكن صاحب الكتاب يرى أن مشكلة رفض الديمقراطية الأفريقية لا تقتصر على الجنرالات والعقداء الذين قادوا الانقلابات، وإنما هنالك أحكام مدنية تمارس الديكتاتورية على الشعوب بحجة مكافحة الإرهاب والظروف الأمنية غير المستقرة.

ويضرب الكاتب مثالا بالرئيس التونسي قيس سعيد الذي انتخب ديمقراطيا، لكنه حول المسار، وبات خطابه قريبا من منطق العداء للنظام الدستوري.

الديمقراطية ليست منتجا غربيا

ويقول الكاتب إن الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة ليسا من اختراع الغرب، وإنما توجد أشكال في القارة سبقت الحقبة الاستعمارية.

ورغم وجود تلك الأشكال في الفترات القديمة، فإن الحقبة الاستعمارية دمرت كل شيء، وفرضت نموذجا ملائما لثقافتها وعاداتها التي قد لا تتلاءم مع حضارة الشعوب الأفريقية.

ويرى نداي أن التجربة الغربية المستوردة عبارة عن تبشير ديمقراطي، ولا يمكن أن يصمد في القارة أو يحقق نتيجة، لأنه قادم من الخارج.

ويسعى نداي من خلال كتابه الجديد، إلى إضفاء طابع عالمي على الديمقراطية، قائلا إن قوة الشعوب وطموحها نحو الحرية والتقدم يُبقيان الأمل حيًّا في كسب معركة الديمقراطية والمساواة.

Exit mobile version