اكتسب موسم إعلان النتائج المالية من قِبل الشركات المدرجة في البروصة السعودية زخماً مع إفصاح نصف البنوك المتداولة أسهمها عن أرباح فصلية تفوق التوقعات وتوزيعات نقدية سخية، ما يعزز الآمال في عودة السوق للانتعاش بعد موجة هبوط قياسية.
استهل مؤشر “تاسي” التعاملات على ارتفاع طفيف بلغ 0.1% محاولاً تخطي عتبة 11 ألف نقطة، مع صعود أسهم “البنك السعودي الفرنسي” و”البنك السعودي الأول” و”اتحاد اتصالات” (موبايلي) و”ساسكو” بدعم من نتائجها المالية الإيجابية.
يرى إكرامي عبد الله، كبير المحللين الماليين في صحيفة “الاقتصادية”، أن العامل الأبرز الذي سيدعم التعاملات في السوق اليوم هو التوزيعات النقدية التي جاءت لدى معظم الشركات أفضل من الفترات الماضية.
وخلال مداخلة مع “الشرق”، أشار إكرامي إلى أن التوزيعات “تعزز العائد في سوق الأسهم، وتعطيها القدرة على منافسة الأدوات الاستثمارية الأخرى التي كانت تضغط على أداء البورصة في الفترة الماضية”.
البنوك تقود المرحلة
أعلنت خمسة بنوك حتى الآن عن نتائجها المالية هي: “مصرف الراجحي” و”الأهلي” و”الأول” و”الرياض” و”السعودي الفرنسي”.
ويتوقع إبراهيم الهندي، الباحث في “مركز أبحاث الأسواق العربية”، أن القطاع المصرفي، كونه الأكبر وزناً على المؤشر؛ “سيقود المرحلة المقبلة بعد الانتهاء من زوبعة التوترات التجارية العالمية”.
وأضاف: “الأمر الإيجابي أن جميع البنوك أعلنت نمواً في الأرباح التشغيلية دون أي بنود استثنائية. اللافت هو استرداد جزء من المخصصات لدى عدد من البنوك، ما أسهم بارتفاع قطاع المصارف على المؤشر. لاسيما أن الربع الثاني عموماً تكون أرباحه أقل مقارنةً بباقي الفصول، بالتالي فإن النتائج المعلنة تجعلنا نتوقع أن تكون الأرباح قوية في الأرباع المقبلة”.
النتائج تدعم سهم “موبايلي”
في السياق ذاته، أعلنت “اتحاد اتصالات” (موبايلي) أرباحاً أعلى من المتوقع بقليل عند 830 مليون ريال، بنسبة نمو 26% على أساس سنوي، كما أعلنت توزيع أرباح نقدية بواقع 1.2 ريال للسهم.
ويشير إكرامي عبد الله إلى أن “قطاع الاتصالات يعتمد على الاقتصاد المحلي، ومن المتوقع أن يكون داعماً لمؤشر السوق السعودية خلال الفترة المقبلة” منوّهاً بأن نمو الأرباح لدى موبايلي يتفوق على معدل نمو الإيرادات وهو ما يشير إلى أن الشركة تمكنت من ضبط المصاريف”.
قفزة لسهم “الأندية الرياضية”
على صعيد الإدراجات الجديدة، قفز سهم “الأندية الرياضية” بنسبة 9% في مستهل التعاملات قبل أن يقلص مكاسبه إلى حوالي 5% في أولى جلسات تداوله بالسوق.
واعتبر إبراهيم الهندي أن “أداء السهم جيد بناءً على أساسيات الشركة المالية، وكذلك على وضع السوق التي لا تزال تحت ضغط الأحداث الجيوساسية والمؤثرات العالمية”.
لكنه أضاف: “لا يمكن الحكم على السهم من أول يوم. ينبغي الانتظار لنرى إن كان سيشهد تخارجاً في الجلسات المقبلة. مع التنويه بأن الإدراجات الجديدة تعطي انطباعاً بالزخم في السوق”.