Site icon السعودية برس

لو تركت الصلاة هتتسجن عامين.. قرارات جديدة تثير الجدل في دولة إسلامية

 انتشر على نطاق واسع خبر مثير للجدل من إحدى الدول الإسلامية المتقدمة، وهو فرض ماليزيا عقوبة الحبس لمدة عامين على أي رجل يتخلف عن أداء صلاة الجمعة دون عذر شرعي. 

القرار، الذي أثار ردود فعل متباينة في الأوساط الإسلامية والدينية، أعاد إلى السطح النقاش القديم المتجدد: هل يجوز شرعًا فرض عقوبات دنيوية على العبادات؟.

في الوقت الذي أبدى فيه البعض ترحيبهم بالقرار باعتباره وسيلة لضبط السلوك الديني في المجتمع، خرج عدد من العلماء والدعاة ليؤكدوا أن الدين لا يُفرض بالقوة، وإنما يُغرس في القلوب بالمحبة والوعي.
 

الرأي الشرعي.. الدين بالترغيب لا بالترهيب

علق الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، على هذا القرار، مؤكدًا أن فرض عقوبة دنيوية على تارك الصلاة لم يرد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية المطهرة، ولا حتى في إجماع العلماء عبر القرون.

وقال الدكتور كريمة، في مداخلة هاتفية بأحد البرامج الفضائية، إن الأصل في التعامل مع العبادات هو التوجيه والتوعية، لا التخويف أو الإكراه، مشيرًا إلى أن فرض العقوبات على مثل هذه الأمور قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ويخلق نفورًا من الدين بدلًا من التقرب إليه.

وأضاف:”بدلًا من أن نفرض قوانين وعقوبات، علينا أن نُعلي من شأن التربية الدينية الصحيحة، ونغرس في النفوس محبة الصلاة، وندرك أن العلاقة بين العبد وربه لا تُبنى على التهديد بالعقاب، بل على الإخلاص والطاعة الصادقة”.

الواقع الديني في ماليزيا: نموذج يحتذى أم مبالغة في الضبط؟

تُعرف ماليزيا بأنها واحدة من أكثر الدول الإسلامية التزامًا بالمظاهر الدينية، وتضم مؤسسات تعليمية ودعوية قوية، كما أن كثيرًا من طلابها يدرسون في جامعة الأزهر الشريف، ويُشهد لهم بالحرص على تعلم العلوم الشرعية.

وأكد الدكتور أحمد كريمة أن الشعب الماليزي يُعرف بمحبته للأزهر والدين، مشيدًا بالطلبة الماليزيين الذين يدرسون في مصر، مؤكدًا أنهم يُظهرون أخلاقًا طيبة وحرصًا على العلم الشرعي.

ومع ذلك، يظل السؤال قائمًا: هل الانضباط الديني يمكن أن يتحقق عبر العقوبات؟ أم أن الطريق الأجدى يكون في تعزيز القيم الدينية من خلال التعليم والتربية والموعظة الحسنة؟

بين الشريعة والقانون.. هل يجوز معاقبة تارك الصلاة؟

من الناحية الشرعية، يُعد ترك الصلاة من الكبائر، وقد أجمع العلماء على خطورته، إلا أن الخلاف قائم حول طبيعة العقوبة، وهل هي دينية بين العبد وربه، أم يمكن تحويلها إلى إجراء قانوني دنيوي.

في الفقه الإسلامي، اختلفت المذاهب في الحكم على تارك الصلاة:

بعضهم قال بكفره إذا تركها جحودًا.

وبعضهم قال بفسقه إذا تركها تهاونًا.

Exit mobile version