Site icon السعودية برس

كيف يؤثر فوز تاكايشي برئاسة وزراء اليابان على الأسواق؟

يُرجح أن تتلقى سوق الأسهم اليابانية دعماًَ إضافياً، بينما يتعرض الين والسندات الحكومية طويلة الأجل لضغوط، بعد فوز مفاجئ لساناي تاكايشي المؤيدة للسياسات التحفيزية في انتخابات قيادة الحزب الحاكم في اليابان.

هذه هي تقديرات مستثمرين وخبراء استراتيجيين من بينهم مؤسستا “بيبرستون غروب” (Pepperstone Group) و”نومورا سيكيوريتيز” (Nomura Securities)، والذين يتوقعون انحدار منحنى العائد بشكل أكبر.  

صعود “تاكايشي”، التي تؤيد السياسات المالية والنقدية التيسيرية، سيؤدي على الأرجح إلى إثارة مخاوف بشأن زيادة إصدارات السندات، في الوقت الذي سيُضعف فيه التوقعات برفع بنك اليابان لأسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الشهر.

“كانت النتيجة مفاجئة للغاية ولم تكن الأسواق تتوقعها”،بحسب مايكل براون، كبير استراتيجيي الأبحاث في “بيبرستون”. وأضاف أنه من المرجح أن يكون فوز تاكايشي سلبياً للين، نتيجة إعادة تسعير موقف بنك اليابان الذي يميل إلى التيسير النقدي، إلى جانب زيادة انحدار منحنى عوائد السندات الحكومية اليابانية، نظراً لنهجها المالي الأكثر تيسيراً، إلا أن هذين العاملين معاً يجب أن يشكّلا دعماً لمؤشر نيكاي”.

تاكايشي في طريقها لتصبح أول رئيسة وزراء لليابان في التاريخ

أول رئيسة وزراء في اليابان 

من المنتظر أن تصبح تاكايشي أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في اليابان في تصويت البرلمان المقرر لاحقاً هذا الشهر، بعد فوزها برئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي يوم السبت.

وكان المستثمرون يتوقعون فوز شينغيرو كويزومي، الوريث السياسي لعائلة كويزومي، والذي كان ينظر إليه على أنه يتبنى نهجاً أكثر حذراً مالياً، بينما يترك بنك اليابان يمضي قدماً في سياسة تطبيع تدريجي.

 البنوك تواجه ضغوطاً.. والأسهم المحلية تستفيد

يرى ريتشارد كاي، الرئيس المشارك لاستراتيجية الأسهم اليابانية في “كومغيست” لإدارة الأصول (Comgest Asset Management)، أن أسهم البنوك ستواجه صعوبات بفعل توقعات تأجيل رفع أسعار الفائدة، في حين ستحصل أسهم الشركات الصغيرة والمعتمدة على الطلب المحلي على “دفعة قوية” على المدى القصير.

وأضاف أن أي مؤشرات على العودة إلى “آبينوميكس”، في إشارة إلى السياسات الاقتصادية لرئيس الوزراء الراحل شينزو آبي، ستلقى ترحيباً واسعاً من المستثمرين، بما فيهم المستثمرون الأجانب.

بوصفها من المقربين إلى آبي، أثارت تاكايشي توقعات بأن قيادتها ستدفع البلاد للعودة إلى سياسات “آبينوميكس”. وقد دعت إلى تقديم منح نقدية وخصومات ضريبية لمساعدة الأسر التي تعاني من ضغوط التضخم، وكانت الأكثر جرأة بين مرشحي الحزب الديمقراطي الليبرالي في قولها إن إصداراً إضافياً للسندات قد يكون ضرورياً.

 مخاوف من زيادة الإنفاق وارتفاع العوائد

حتى قبل فوز تاكايشي، كان مستثمرو السندات يشعرون بالقلق من زيادة الإنفاق المالي، مع دعوات أحزاب المعارضة إلى خفض الضرائب.

وقد ساهمت هذه التوقعات، إلى جانب التكهنات برفع الفائدة من قبل بنك اليابان، في أن تحوم عوائد السندات لأجل 10 سنوات قرب أعلى مستوياتها منذ عام 2008. ساهم ذلك في دفع الين إلى الصعود مقابل الدولار الأسبوع الماضي، في حين بلغ “مؤشر نيكاي 225” أعلى مستوياته على الإطلاق مدعوماً بموجة صعود عالمية في أسهم التكنولوجيا.

توقعات بانحدار منحنى العائد وضعف الين

قالت ماري إيوشيتا، المسؤولة التنفيذية المعنية باستراتيجيات أسعار الفائدة في شركة “نومورا سيكيوريتيز”، إن “فوز تاكايشي غير المتوقع سيُنعش نمط تداول “يتسم بضعف الين وارتفاع أسعار الأسهم وانحدار أكثر حدة لمنحنى العائد”. ومع احتمال تراجع توقعات الأسواق بشأن رفع سعر الفائدة في أكتوبر، “يُرجّح أن بنك اليابان لن يمضي عمداً في زيادة الفائدة”.

قال رونغ رين غو، مدير محفظة الدخل الثابت في شركة “إيست سبرينغ إنفستمنتس” (Eastspring Investments)، إن أي ضعف محتمل في الين نتيجة فوز تاكايشي قد يكون محدوداً بسبب تضييق الفجوة في فروق أسعار الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة. وأضاف أن التوقعات المتعلقة بمسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لا تزال غير واضحة.

تحديات سياسية ودبلوماسية مرتقبة

قد تواجه تاكايشي صعوبات داخل البرلمان، إذ لا يملك حزبها الأغلبية في أي من مجلسيه، ما قد يعرقل تمرير أجندتها الاقتصادية.

كما يُتوقع أن تخوض اختباراً دبلوماسياً قريباً، مع زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى طوكيو في وقت لاحق من هذا الشهر، بحسب تقارير إعلامية.

آفاق طويلة الأجل واعدة للأسواق اليابانية

على المدى المتوسط والطويل، يُبدي كاي من “كومغيست” تفاؤله إزاء آفاق سوق الأسهم اليابانية. 

قال كاي: “إن تغيّر النظرة تجاه اليابان سيصبح محركاً أساسياً”، مضيفاً: “من المتوقع أن تظهر مقاربات جديدة في مجالات تخفيف القواعد التنظيمية بهدف تعزيز النمو الاقتصادي، والسياسة النقدية، والتجارة بين اليابان والولايات المتحدة، وهو ما يمثل فرصة مهمة لليابان وقد يشكّل نقطة تحوّل”.

Exit mobile version