Site icon السعودية برس

كيف علق مغردون عرب على حرائق إسرائيل؟

شهدت مناطق جبال القدس الغربية صباح أمس الأربعاء حرائق هائلة وغير مسبوقة، امتدت إلى مناطق واسعة داخل إسرائيل، حيث حاصرت ألسنة اللهب مواقع مدنية وعسكرية، وتسببت في شلل شبه كامل لحركة النقل على عدد من الطرق الرئيسية.

ووصفت السلطات هذه الحرائق بأنها “الأكبر في تاريخ إسرائيل”، وفقا لتصريحات قائد فرق الإطفاء، حيث اجتاحت مناطق حيوية مدنية وعسكرية، مما دفع الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ القصوى.

تزامن اشتعال هذه النيران مع الاستعدادات لإحياء الذكرى الـ77 لقيام إسرائيل على أرض فلسطينية مغتصبة عام 1948، لكن النيران قلبت المشهد رأسا على عقب.

وأعلنت خدمة الطوارئ والإنقاذ أنها غير قادرة على تأمين الفعاليات، بسبب انشغالها الكامل في محاولة السيطرة على الحرائق، مما اضطر السلطات إلى إلغاء كافة الاحتفالات الرسمية.

وتسببت الحرائق في هروب آلاف المستوطنين الذين تركوا مركباتهم على الطرق وفرّوا من ألسنة اللهب، في مشاهد وثّقتها صور ومقاطع فيديو انتشرت كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل.

وظهرت في تلك المقاطع قواعد عسكرية إسرائيلية مشتعلة ومساحات شاسعة من الأراضي وقد التهمتها النيران.

وأثارت هذه الحرائق جدلا واسعا على مواقع التواصل، ليس فقط بسبب حجم الدمار، بل أيضا بسبب توقيتها الحساس، إذ تأتي في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وارتكابها مجازر متواصلة منذ أكثر من 18 شهرا.

وفي هذا السياق، علّق الإعلامي والكاتب السياسي فايد أبو شمالة على احتراق متحف سلاح المدرعات قائلا: “هذه دباباتهم التي هزمت الجيوش العربية، أكلتها النيران في المتحف حتى لا يبقى لهم تاريخ”.

وكتب أدهم أبو سليمة عبر منصة إكس: “في يوم استقلالهم المزعوم، اشتعلت النار في ديارهم.. نارٌ لا تُطفأ، تلتهم البيوت التي بُنيت على أنقاض بيوتنا، وترسل رسالة من السماء: أن الأرض لا تنسى، وأن الله لا يُمهل إلى الأبد”.

أما خالد صافي، فأوضح أن مشهد نزوح المستوطنين وسط النيران هو مشهد: “يطبطب على قلوب الفلسطينيين المنهكة من القصف والجوع والحصار”.

ويضيف في منشور له عبر منصة إكس: “المستوطنون الذين جاؤوا من كل بقاع الأرض ليغتصبوا الأرض، يتعلّقون الآن بأي سيارة، يركضون تحت لهيب النار هربا من الجحيم”.

كما قال تامر عبر منصة إكس: “مشاهد نزوح الإسرائيليين من المستوطنات بسبب الحرائق تُتداول في سياق يملؤه الشماتة، فمن تسبب يوما في تهجير أهل غزة، يذوق اليوم من الكأس نفسها”.

وكتب أحد المغردين: “أحرقوا الأطفال والناس في غزة بالنار.. فأتتهم النيران من حيث لا يحتسبوا.. يُمهل ولا يُهمل”.

وأشار عدد من المغردين إلى أن ما فعلته إسرائيل في غزة خلال عام كامل، ردّت عليه النيران في ساعات قليلة؛ فكما أحرقوا الأرض في غزة، ها هم اليوم يعجزون عن إخماد نيران التهمت مستوطناتهم، واضطروا لطلب النجدة من الخارج.

وتساءل مغردون عن توقيت هذه الحرائق، التي تزامنت بدقة مع يوم “الاستقلال”، فهل كل ذلك مجرد صدفة؟ أم أن هناك رسائل أعمق تُكتب بالنار والرماد على أرض ما زالت تنزف منذ 1948؟

ووفقا للقناة الـ12 الإسرائيلية، فقد تم إجلاء سكان 8 بلدات غربي القدس بسبب هذه الحرائق المدفوعة بالسرعة الكبيرة للرياح، وصدرت أوامر بإخلاء مزيد من البلدات.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اعتقال 3 شبان فلسطينيين من القدس بسبب الاشتباه في تورطهم بإشعال الحريق، كما قال مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام، في حين نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر أمني أن هناك شبهة عمل إرهابي في هذا الحريق.

ولا يزال الغموض مسيطرا على الأسباب الحقيقية لهذا الحريق، لكن دخول جهاز الشاباك على خط التحقيقات يشي بوجود شبهة جنائية فيه، رغم غياب التأكيد الرسمي حتى الآن، كما يقول كرام.

Exit mobile version