قد توفر الصور التي تم نشرها يوم الجمعة للغرباء تقديرًا قيمًا لحجم المخزون النووي لكوريا الشمالية.
قدمت كوريا الشمالية نظرة نادرة على منشأة سرية لإنتاج اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة، حيث ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن الزعيم كيم جونج أون زار المنطقة ودعا إلى بذل جهود أقوى لزيادة عدد الأسلحة النووية “بشكل كبير”.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الموقع يقع في مجمع يونجبيون النووي الرئيسي في كوريا الشمالية، ولكن هذا هو أول إفصاح من جانب كوريا الشمالية عن منشأة لتخصيب اليورانيوم منذ أن أظهرت منشأة في يونجبيون لعلماء أميركيين زائرين في عام 2010.
في حين أن الكشف الأخير من المرجح أن يكون محاولة لممارسة المزيد من الضغوط على الولايات المتحدة وحلفائها، فإن الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الكورية الشمالية للمنطقة يوم الجمعة يمكن أن توفر للغرباء مصدرا قيما للمعلومات لتقدير كمية المكونات النووية التي أنتجتها كوريا الشمالية.
وخلال زيارة لمعهد الأسلحة النووية والمنشأة التي تنتج مواد نووية صالحة لصنع الأسلحة، أعرب كيم عن “رضاه الكبير مرارا وتكرارا عن القوة التقنية الرائعة في مجال الطاقة النووية” التي تتمتع بها كوريا الشمالية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن كيم تفقد غرفة التحكم في منشأة تخصيب اليورانيوم وموقع بناء من شأنه توسيع قدرتها على إنتاج الأسلحة النووية.
وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية كيم وهو يتلقى إحاطة من علماء أثناء سيره على طول صفوف طويلة من أجهزة الطرد المركزي. ولم تذكر وكالة الأنباء المركزية الكورية متى زار كيم المنشآت أو مكانها.
وقالت الوكالة إن كيم أكد على الحاجة إلى زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي “لزيادة الأسلحة النووية للدفاع عن النفس بشكل كبير”، وهو الهدف الذي أعلنه مرارا وتكرارا في السنوات الأخيرة. وأضافت أن كيم أمر المسؤولين بالمضي قدما في إدخال نوع جديد من أجهزة الطرد المركزي.
وقال كيم إن كوريا الشمالية تحتاج إلى قدرات دفاعية وهجومية أكبر لأن “التهديدات النووية ضد (كوريا الشمالية) التي تشنها القوى التابعة للإمبريالية الأمريكية أصبحت أكثر وضوحا وتجاوزت الخط الأحمر”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية.
أدانت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية بشدة مساعي كوريا الشمالية لتعزيز قدراتها النووية. وقال بيان للوزارة إن سعي كوريا الشمالية “غير القانوني” للحصول على الأسلحة النووية في تحد لحظر الأمم المتحدة يشكل تهديدا خطيرا للسلام الدولي. وأضافت أن كوريا الشمالية يجب أن تدرك أنها لا تستطيع الفوز بأي شيء ببرنامجها النووي.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2010، كشفت كوريا الشمالية للعالم الخارجي عن موقع لتخصيب اليورانيوم في يونغبيون، وذلك عندما سمحت لوفد زائر من علماء جامعة ستانفورد بقيادة الفيزيائي النووي سيغفريد هيكر بجولة في أجهزة الطرد المركزي. ويقال إن مسؤولين كوريين شماليين أبلغوا هيكر آنذاك أن 2000 جهاز طرد مركزي تم تركيبها وتشغيلها في يونغبيون.
ومنذ ذلك الحين، أظهرت صور الأقمار الصناعية نشاطا متزايدا لتخصيب اليورانيوم في يونجبيون، مما أثار الشكوك في أن كوريا الشمالية تدير سرا محطة أخرى على الأقل لتخصيب اليورانيوم.
وليس من الواضح على وجه التحديد كمية البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة واليورانيوم عالي التخصيب الذي تم إنتاجه في يونجبيون وأماكن أخرى. وفي عام 2018، قدر العلماء مخزون اليورانيوم عالي التخصيب في كوريا الشمالية بما يتراوح بين 250 و500 كيلوغرام، وهو ما يكفي لتصنيع ما بين 25 و30 جهازًا نوويًا.
منذ عام 2022، كثفت كوريا الشمالية بشكل حاد أنشطة اختبار الأسلحة لتوسيع وتحديث ترسانتها من الصواريخ النووية التي تستهدف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وتأتي هذه المساعي النووية في الوقت الذي تعمل فيه كوريا الشمالية على تعميق تعاونها العسكري مع روسيا. واتهمت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية كوريا الشمالية بتزويدها بالأسلحة التقليدية التي تحتاج إليها بشدة لدعم حرب موسكو في أوكرانيا في مقابل مساعدات عسكرية واقتصادية.