Site icon السعودية برس

كهوف القمر المكتشفة حديثًا قد تكون موطنًا لرواد الفضاء يومًا ما

هذه القصة في الأصل ظهرت على WIRED إيطاليا وقد تمت ترجمته من الإيطالية.

كان وجودها محل نزاع لعقود من الزمان، ولكن الآن يمكننا أن نقول أخيرًا على وجه اليقين: هناك كهوف تحت سطح القمر. هذا الأسبوع، نشر فريق بحثي دولي بقيادة جامعة ترينتو في إيطاليا دراسة في مجلة Nature Astronomy تُظهر أدلة على وجود مناطق يمكن الوصول إليها تحت سطح القمر. قد يكون هذا الاكتشاف حاسمًا لبناء مستعمرات مستقبلية على القمر.

منذ أكثر من نصف قرن، كان علماء الفلك يتداولون نظريات حول وجود شبكة من الكهوف والأنفاق تحت سطح القمر. وفي عام 2009، حدد فريق من الخبراء حفرة عميقة على سطح القمر، مما يدعم الفرضية القائلة بأن الكهوف تحت الأرض ربما تكونت على القمر نتيجة لتبريد الحمم البركانية تحت السطح. ويثبت اكتشاف هذا الأسبوع وجود قنوات أطول تحت الأرض. “لقد تم طرح فرضيات حول هذه الهياكل لأكثر من 50 عامًا، ولكن هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي نثبت فيها وجودها، ويقول لورينزو بروزوني من جامعة ترينتو، منسق البحث:

وللتوصل إلى هذا الاكتشاف، راجع الباحثون البيانات التي تم التقاطها في عام 2010 بواسطة جهاز الترددات الراديوية على متن مركبة ناسا الاستطلاعية القمرية، وهي مركبة فضائية تدور حول القمر منذ عام 2009، وترسم خريطة لسطحه وتبحث عن مواقع هبوط محتملة للمهام المستقبلية. واستناداً إلى الصور، تمكن الباحثون من الكشف عن أنبوب حمم فارغ مخفي في منطقة بحر الهدوء، والذي قد يكون في متناول رواد الفضاء يوماً ما.

يقول بروزون: “لقد قمنا بتحليل هذه الصور باستخدام تقنيات معالجة الإشارات المعقدة التي تم تطويرها مؤخرًا في مختبرنا ووجدنا أن جزءًا من انعكاسات الرادار من منطقة بحر الهدوء يمكن أن يُعزى إلى قناة تحت الأرض”. “يوفر هذا الاكتشاف أول دليل مباشر على وجود نفق صخري يمكن الوصول إليه تحت سطح القمر”. كما مكّن تحليل البيانات الباحثين من بناء نموذج يمثل الجزء الأولي من النفق. يقول ليوناردو كارير، الباحث في جامعة ترينتو والمؤلف الأول في الورقة البحثية: “من المرجح جدًا أن يكون أنبوبًا فارغًا من الحمم البركانية”.

وقد يكون لهذه النتائج آثار مهمة على البعثات القمرية المستقبلية. فالنيازك والإشعاعات تجعل بيئة القمر معادية للبشر ــ فالإشعاع الكوني والشمسي أقوى بما يصل إلى 150 مرة من الإشعاع الذي نتعرض له على الأرض، والتهديد الذي تشكله النيازك مستمر. وبالتالي، لابد من إيجاد مناطق محمية لمواقع هبوط المسبارات أو لبناء البنية الأساسية القمرية طويلة الأجل. وبالتالي قد يجد رواد الفضاء ذات يوم مأوى في هذه الكهوف.

Exit mobile version