أكد وكيل الوزارة المساعد للشؤون الإسلامية د. أحمد بن عبدالله الفارس أن المملكة تسعى إلى التواصل الحضاري ومد جسور التفاهم بين مختلف الديانات والثقافات، لتعزيز المشتركات واستثمارها لمصلحة الجميع، ودعم حوار الحضارات لا صدامها، فالحكمة ضالة المؤمن، وللتعاون مع الجميع لمحاصرة التطرف والارهاب والعنف والطائفية ، في ظل ما يشهده عالم اليوم من صراعات ونزاعات .
جاء ذلك في كلمة المملكة التي تشارك ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، في الاجتماع 22 للأمانة العامة للمؤتمر الدولي لزعماء الأديان العالمية في جمهورية كازاخستان، الذي انطلقت فعالياته يوم الثلاثاء في أستانا عاصمة كازاخستان، بحضور ممثلين في عدد من دول العالم.
وأضاف في كلمته أن المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال سبَّاقة في ذلك، وكان من نتائج ذلك العديد من الأعمال والمبادرات والمؤتمرات والجهود وصولًا إلى مأسسة تلك الجهود بمبادرة إنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات الذي أسس منصة عالمية للحوار الدولي وكان له دور بارز ورائد في هذا المجال.
أعظم مقاصد الإسلام
وقال ممثل المملكة د. أحمد بن عبدالله الفارس في كلمته، إن من أعظم مقاصد الإسلام أنه رحمة للعالمين، إذ يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”، وجاءت الشريعة الإسلامية بالأصول الكلية والأحكام التفصيلية التي تحفظ على الناس دماءهم وأعراضهم وأموالهم كافة، وتأمرهم بإقامة العدل والقسط وحفظ العهود والمواثيق، وعمارة الأرض، وبناء مجتمع متكافل، وترشدهم إلى التعايش والتسامح والمحبة والصبر والعفو والإحسان، وتنهاهم عن التعصب والظلم والبغي والغدر والخيانة والطائفية والعنصرية، وسائر الأخلاق الجاهلية المذمومة التي تخالف الفطر السليمة والعقول المستقيمة.
معرفة حقيقة الإسلام
وأوضح الفارس أن التهم والدعاوى التي توجه ضد الإسلام وتصفه بالعنف والتطرف والرجعية، بما في ذلك ظاهرة “الإسلاموفوبيا” هي وليدة عدم معرفة حقيقة الإسلام، وغاياته السامية وإبداعه الحضاري، وأن المملكة العربية السعودية أرض الحرمين الشريفين قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم ومهبط الوحي ومنبع رسالة الإسلام والسلام، شعّ منها نور السلام إلى العالم أجمع، تأسست على مبادئ الإسلام العظيمة، وقيمه وأخلاقه المثلى الرفيعة.
واستعرض الفارس جانبًا من الجهود التي تبذلها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في مباركة كل جهد يدعو إلى التسامح وتعزيز ثقافة الحوار وبيان منهج الإسلام الوسطي المعتدل، والتعاون والعمل والتنسيق مع الجهود الدولية كافة، لتحقيق الفاعلية والتكامل في موضوع الحوار.