Site icon السعودية برس

كأس أمم أفريقيا “صداع” في رأس أندية روشن وأوروبا

منذ انطلاقتها الأولى عام 1957، دأبت بطولة كأس الأمم الأفريقية على أن تُقام خلال شهري يناير وفبراير، لتتماشى مع الطقس المعتدل في معظم البلدان الإفريقية خلال هذه الفترة.
لم يكن توقيت البطولة آنذاك يثير الكثير من الجدل، نظرًا لأن لاعبي القارة لم يكونوا يشكلون نسبة كبيرة من النجوم الأساسيين في الدوريات الأوروبية أو الآسيوية.
لكن مع تزايد تصدير المواهب الإفريقية إلى الخارج، وتحوّلهم إلى عناصر مؤثرة في كبرى الأندية الأوروبية والعربية، بدأت المشاكل تتصاعد. أصبحت البطولة الشتوية عبئًا على الأندية، التي تضطر للتخلي عن نجومها في وقت حساس من الموسم الكروي.
وظهرت بوادر أزمة قبل انطلاق نسخة كأس أمم أفريقيا 2025 بكوت ديفوار في الشتاء المقبل، بالتزامن مع اعلان جدول مسابقة دوري روشن السعودي للموسم الكروي الجديد.
وسيحول خوض المنتخبات الأفريقية بطولة كأس الأمم خلال شهري يناير وفبراير دون تواجد عدد من نجوم دوري روشن السعودي في مباريات حاسمة مع أنديتهم منها الديربيات الكبرى.

مصر 2019: تجربة صيفية فريدة

في خطوة غير مسبوقة، أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) إقامة نسخة 2019 من كأس الأمم الأفريقية في الصيف، تحديدًا في شهر يونيو ويوليو، واستضافتها مصر. جاءت هذه الخطوة استجابة لمطالب الأندية الأوروبية، ولرغبة الكاف في تسويق البطولة عالميًا في فترة لا تتزامن مع البطولات الأخرى.
وقد نُظر إلى هذه الخطوة في البداية على أنها تطور عصري للبطولة، خصوصًا أن الأجواء الصيفية في أوروبا تتيح متابعة أكبر جماهيريًا وتغطية إعلامية أوسع.
لكن الواقع كشف عن عدة تحديات:
الطقس الحار في بعض الدول الإفريقية خلال الصيف.
صعوبة تنظيم البطولة في بعض الدول التي تفتقر لبنية تحتية قادرة على مقاومة حرارة الصيف.
تكدس روزنامة الفيفا والمسابقات القارية للأندية، ما يجعل تنظيم البطولة الصيفية أمرًا غير مستدام.

العودة إلى الشتاء: “الحل الأضعف” لكنه الوحيد

بسبب التحديات السابقة، قرر “الكاف” إعادة البطولة إلى توقيتها الأصلي الشتوي، كما حصل في نسختي 2021 في الكاميرون و2023 (أقيمت فعليًا في يناير 2024) في كوت ديفوار. وأصبحت البطولة تعقد مجددًا في يناير وفبراير، رغم اعتراضات الأندية.
وبينما يبرر الكاف قراره بأن “الظروف المناخية في القارة لا تسمح بإقامة البطولة صيفًا في أغلب الدول”، فإن الأندية تعتبر أن البطولة تُقام في توقيت كارثي فنيًا وبدنيًا، حيث تكون معظم المسابقات المحلية والقارية في ذروتها.

أندية دوري روشن.. خسائر مضاعفة

مع تطور الدوري السعودي للمحترفين (دوري روشن)، واحتدام المنافسة فيه، زاد اعتماد الأندية على النجوم الأفارقة، خاصة في مركز الدفاع والهجوم. ومع كل نسخة من كأس الأمم، تجد الفرق نفسها مضطرة للاستغناء عن أهم ركائزها في منتصف الموسم.
وسيخسر الهلال خدمات حارسه العملاق ياسين بونو ومدافعه الصلد كاليدو كوليبالي بسبب كأس أمم أفريقيا لمشاركة الثنائي مع المغرب والسنغال على الترتيب.
كما يغيب عن النصر خلال أمم افريقيا الجناح الخطير ساديو ماني للمشاركة مع السنغال وكذلك الجزائري رياض محرز نجم الأهلي، والحارس السنغالي إدوارد ميندي زميله في صفوف الراقي، وغيرهم من النجوم المميزين في باقي صفوف أندية روشن

Exit mobile version