قُتلت امرأة وأُصيب عشرات الأشخاص بعد أن ضرب الإعصار “كونغ-ري” جنوب شرق تايوان، ظهر الخميس بالتوقيت المحلي.
وبلغت سرعة الإعصار 184 كيلومترا في الساعة، مع رياح قوية وأمطار غزيرة وأمواج بلغ ارتفاعها نحو 10 أمتار، وفقا للوكالة الوطنية للإغاثة.
وقتلت المرأة (57 عاما) نتيجة سقوط شجرة على سيارتها في إقليم نانتو وسط الجزيرة بسبب الرياح القوية، كما أصيب 73 آخرون.
وعبّر وزير الداخلية ليو شيه-فانغ عن قلقه حول مصير سائحَين تشيكيّين كانا يتنزهان في ممرات تاروكو الجبلية قرب هواليين، وتعذر الاتصال بهما هاتفيا منذ أمس الأربعاء.
وأوضح مركز عمليات الطوارئ المركزي أنه تم تسجيل أكثر من 1429 حادثا، مثل سقوط الأشجار أو تضرر الطرق، مضيفا أنه تم إجلاء 9658 شخصا في المناطق المعرضة للكوارث بالمدن والمقاطعات المختلفة.
خطوات احترازية
وأغلقت السلطات المدارس والمؤسسات في كل أرجاء تايوان، وحشدت نحو 35 ألف جندي للمشاركة في عمليات الإنقاذ، فيما يستعد السكان البالغ عددهم 23 مليونا لمواجهة العاصفة العنيفة.
ومنذ الأربعاء، ألغيت عشرات الرحلات بالعبّارات والرحلات الجوية الداخلية، فيما بدأت السلطات عمليات إجلاء في 8 مناطق ومدن، من بينها يبلان وخواليين وتايتونغ، كما أعلنت جميع المدن والمقاطعات اليوم عطلة وأغلقت الأسواق المالية.
وقالت شركة “تي إس إم سي” التايوانية العملاقة للتكنولوجيا إنها “فعّلت الإجراءات الاعتيادية تحضيرا لإنذار من وقوع إعصار” في مصانعها لإنتاج الشرائح الإلكترونية، وعدم انتظار حدوث “تأثير كبير” على نشاطاتها.
ومن المتوقع أن تتراجع قوة الإعصار مع بلوغه اليابسة، وأن يتجه نحو الجبال في وسط الجزيرة قبل عبوره مضيق تايوان، وفقا للهيئة المركزية للأرصاد الجوية.
وتشهد تايوان الكثير من العواصف المدارية بين يوليو/تموز وأكتوبر/تشرين الأول، لكنه من غير المألوف أن يضرب إعصار بهذه القوة الجزيرة في هذا الوقت من السنة، حسب ما أفاد خبير الأرصاد الجوية تشانغ شون-واو.
الأقوى منذ عقود
والإعصار كونغ-ري هو ثالث إعصار يضرب تايوان منذ يوليو/تموز، وأكثر الأعاصير اتساعا في اليابسة منذ أكثر من 30 عاما، ووُصِف بأنه الأعنف في السنة الحالية.
وبات كونغ-ري بقوة الإعصار غايمي، الذي وقع في يوليو/تموز الماضي، وصُنف بأنه العاصفة الأقوى في السنوات الثماني الأخيرة، وتسبب حينها بمقتل 10 أشخاص وإصابة المئات.
وبعد غايمي ضرب الإعصار كراثون جنوب تايوان مطلع أكتوبر/تشرين الأول، مصحوبا برياح مدمرة وفيضانات وسيول موحلة، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 4 أشخاص وإصابة المئات.