ويأتي هذا الإنجاز في وقت يترقب فيه العالم تطورًا هامًا يُجرى العمل عليه في الصين، يهدف إلى الاستغناء عن العلاج الكيماوي المصاحب لمثل هذه التدخلات الجينية في المستقبل القريب.
وأكد الدكتور آل زايد، أهمية التبادل العلمي الذي يشهده قطاع أمراض الدم. لافتا إلى أن المؤتمر الذي اقيم في محافظة القطيف ضم نخبة من الخبراء والمتحدثين المحليين والإقليميين والدوليين، شهد تلاقحًا كبيرًا للأفكار وتبادلًا للخبرات، لا سيما في مجال أمراض الدم، وتحديدًا أمراض النزاف واعتلالات الخضاب.

علاج فقر الدم المنجلي
وأوضح الدكتور آل زايد أنه شارك بورقة علمية حول استخدام تقنية ”كريسبر“ في علاج فقر الدم المنجلي، واصفًا إياها بالتقنية الحديثة والواعدة التي مرت بمراحل تطوير استمرت عقدين من الزمن وشهدت ما أسماه ”ولادة متعسرة“.
وأشار إلى أن أول علاج جيني بتقنية ”كريسبر“ قد تم اعتماده عالميًا في ديسمبر 2023، وتبع ذلك اعتماده في بداية عام 2024 في المملكة العربية السعودية.
وسلطت ورقته الضوء على هذه التقنية، مبرزة إيجابياتها وسلبياتها، وما يُتوقع أن تحمله من تطورات مستقبلية في مجال العلاج والشفاء.
استخدام العلاج الكيماوي
وشدد الدكتور آل زايد على وجود تطور ملحوظ قيد الحدوث، خاصة في الصين، حيث تُبذل محاولات جادة لتطبيق العلاج الجيني دون الحاجة لاستخدام العلاج الكيماوي.
وأكد أن العلاج الجيني معتمد حاليًا في السعودية، حيث تم بالفعل جمع الخلايا لمريضين مصابين بفقر الدم المنجلي، ومن المتوقع أن تتم إعادة هذه الخلايا إليهما خلال الأسابيع القادمة.
ولفت إلى أن ذلك يأتي بعد نجاح علاج ثلاث حالات من مرضى الثلاسيميا بشكل كامل، واصفًا الإحصائيات بالمبشرة بالخير، وإن كان من الصعب الجزم بالنتائج اليقينية على المدى البعيد.
انسداد الأوعية الدموية
وبيّن استشاري أمراض الدم أن عملية العلاج تبدأ بأخذ خلايا المريض، وهي عملية تستغرق وقتًا وتحضيرًا قد يمتد لعدة أسابيع حتى تكتمل، حيث يتم جمع الخلايا ومضاعفتها وتعديلها جينيًا في المختبر، قبل إرسالها مجددًا إلى المستشفى الذي تُجرى فيه عملية الزراعة للمريض.
ولفت الدكتور آل زايد إلى أن هذا العلاج يُعد الأول من نوعه الذي يستخدم تقنية التحرير الجيني ”كريسبر – كاس9“، وهو مخصص لعلاج المرضى الذين تبلغ أعمارهم 12 عامًا فما فوق، والذين يعانون من نوبات انسداد الأوعية الدموية المتكررة.
ووصف تقنية ”كريسبر – كاس9“، التي يحلو لبعض العلماء تسميتها بـ ”المقص الجيني“، بأنها إحدى أهم التطورات العلمية في القرن الحالي، حيث أدت إلى تطوير طريقة حديثة للتحرير الجيني.
ومن المتوقع أن تُحدث هذه التقنية تغييرًا جذريًا في مجال زراعة الخلايا الجذعية والطب بشكل عام، وتمتد آثارها لتشمل علاج أمراض وراثية أخرى مثل التليف الكيسي.