Site icon السعودية برس

فيديو إطلاق أسد على عامل مصري في ليبيا.. قصة دعابة تحولت إلى صدمة

أثار إطلاق أسد على عامل مصري في ليبيا داخل مزرعة مواطن ليبي، جدلاً واسعاً داخل ليبيا وخارجها، حيث ظهر المواطن الليبي عبد الفتاح الساعدي، صاحب مزرعة في طرابلس، وهو يطلق أسداً مدرباً على عامل مصري يدعى علاء.

المقطع المصور أظهر العامل في حالة خوف شديد بينما التف الأسد حول جسده وعض كتفه وسط محاولات منه للنجاة من بين مخالبه. 

في تلك اللحظات، لم يكن صاحب المزرعة متوتراً أو قلقاً على حياة ضيفه أو عامله، بل بدا ضاحكاً ساخرًا وهو يوثق الواقعة بالفيديو، ما زاد من حدة الغضب الشعبي واعتبار الحادثة إهانة واضحة للعمالة الأجنبية واستهتاراً بالإنسانية.

إطلاق أسد على عامل مصري في ليبيا

تفاصيل إطلاق أسد على عامل مصري في ليبيا

وبعد الانتشار الواسع للمقطع، سارع عبد الفتاح الساعدي للخروج في مقطع مصور جديد، مؤكداً أن ما حدث لم يكن سوى “دعابة بين أشقاء”، نافياً أي نية للإساءة أو الإهانة. 

وأوضح أن علاقته بالعامل المصري قوية منذ سنوات، مشدداً على أنه يكن كل الاحترام لمصر وشعبها، قائلاً: “تحية لأهل الصعيد وتحيا مصر”، غير أن هذا الاعتذار قوبل بتباين في المواقف؛ فبينما قبل البعض تفسيره، رأى آخرون أن ما جرى لا يمكن تبريره باعتباره مجرد مزاح، خاصة مع حجم الرعب الذي ظهر على العامل.

العامل المصري يوضح موقفه

العامل المصري علاء خرج هو الآخر في فيديو ليؤكد أنه يعمل في طرابلس منذ عام 2008، ويعرف أسرة الساعدي جيداً، مشيراً إلى أن علاقته بهم قائمة على الاحترام والتقدير المتبادل.

وقال إن ما حدث لم يكن إلا “دعابة غير مقصودة”، مضيفاً أنه لم يتعرض لأي ضغوط لإخفاء الأمر، لكن رغم تصريحاته التي بدت محاولة لتهدئة الأجواء، إلا أن علامات الرعب التي ظهرت على وجهه في الفيديو الأصلي كانت كافية لتغذية الغضب الشعبي.

إطلاق أسد على عامل مصري في ليبيا

ليبي يطلق أسداً على عامل مصري.. تفاصيل الفيديو

المشهد الذي التقطته كاميرا صاحب المزرعة لم يكن عادياً، حيث بدا العامل المصري وهو يستغيث قائلاً: “والله عض، بالله عليك، بس خلاص”، في وقت كان الأسد يحكم قبضته بمخالبه.

 هذا التصرف أثار تساؤلات عميقة حول مدى استهتار بعض الأفراد بحياة العمالة الأجنبية، التي كثيراً ما تجد نفسها ضحية لغياب القوانين الرادعة. 

ومع انتشار الفيديو على نطاق واسع، تحولت الحادثة من مجرد مقطع طريف للبعض إلى قضية رأي عام أثارت ردود فعل غاضبة في مصر وليبيا على حد سواء.

وسائل التواصل الاجتماعي تشتعل

وسائل التواصل الاجتماعي ضجت بالتعليقات المنتقدة، حيث اعتبر عدد كبير من النشطاء الليبيين أن الحادثة تمثل “إهانة غير مقبولة” وتكشف عن استخفاف بحياة البشر، بعضهم طالب النائب العام الليبي بالتحرك فوراً لمحاسبة المتورط، فيما دعا آخرون إلى وضع حد لظاهرة تربية الحيوانات المفترسة داخل المزارع والمنازل التي تتكرر بسببها حوادث مأساوية. 

في المقابل، أبدى نشطاء مصريون استياءهم الشديد، معتبرين أن كرامة العمالة المصرية في الخارج يجب أن تكون “خطاً أحمر”.

إطلاق أسد على عامل مصري في ليبيا

النيابة العامة الليبية تصدر بياناً شديد اللهجة

النيابة العامة الليبية لم تتأخر في الرد، إذ أصدرت بياناً وصفت فيه الواقعة بأنها “سلوك يكشف سخف العقل وفظاظة مرتكبه”، مؤكدة أن المتهم لجأ إلى استخدام حيوان مفترس لبث الرعب والاستهزاء بالضحايا. 

وأضاف البيان أن مثل هذه الممارسات لا تنعكس سلباً فقط على الضحايا، بل تترك أيضاً آثاراً نفسية واجتماعية خطيرة على المجتمع ككل، مشدداً على أن القانون سيأخذ مجراه دون تهاون.

القبض على المتهم وحبسه احتياطياً

تنفيذاً لتعليمات النيابة، تحركت الأجهزة الأمنية بسرعة، وتمكنت من القبض على عبد الفتاح الساعدي/ وبعد استجوابه، صدر قرار بحبسه احتياطياً على ذمة التحقيقات.

لكن المفاجأة التي فجرت غضباً أكبر كانت اكتشاف النيابة أن المتهم يواجه بالفعل أحكاماً قضائية غيابية سابقة تصل مدتها الإجمالية إلى 14 عاماً بتهم مختلفة، هذه المعطيات جعلت القضية أكثر تعقيداً، وأظهرت أن المتهم ليس بعيداً عن سجل من التجاوزات القانونية.

ظاهرة تربية الحيوانات المفترسة في ليبيا

الحادثة سلطت الضوء مجدداً على انتشار ظاهرة تربية الحيوانات المفترسة في ليبيا، والتي لطالما تسببت في كوارث إنسانية، فخلال السنوات الماضية، سجلت حوادث مأساوية، منها وفاة طفل يبلغ من العمر أربع سنوات في أجدابيا بعد أن هاجمه نمر داخل مزرعة، إلى جانب مقتل عامل سوداني بعدما التهمته مجموعة من الأسود في بنغازي، وعلى الرغم من وجود قرارات حكومية تحظر تربية هذه الحيوانات، إلا أن ضعف الرقابة جعل الظاهرة مستمرة.

إطلاق أسد على عامل مصري في ليبيا

من منظور إنساني، أكدت الحادثة أن حياة العمالة الأجنبية كثيراً ما تكون عرضة للمخاطر بسبب غياب القوانين الصارمة والردع الحقيقي، أما من الناحية القانونية، فإن ما حدث مع علاء لا يندرج تحت خانة “الدعابة” أو “المزاح”، بل يدخل في إطار الترهيب وتعريض حياة إنسان للخطر. 

النيابة الليبية شددت على أن الردع القانوني سيكون حاسماً لمنع تكرار مثل هذه السلوكيات مستقبلاً.

القضية التي بدأت بمقطع فيديو على سبيل المزاح انتهت بقرارات صارمة وحبس المتهم وفتح ملفات قضائية بحقه،, الرسالة التي أرادت النيابة إيصالها واضحة: حياة البشر ليست مجالاً للاستهزاء أو التجارب الخطيرة، ومن يتجاوز ذلك سيجد نفسه خلف القضبان مهما حاول التبرير.

Exit mobile version