سياسة الفيدرالي بعد فوز ترامب
عادةً ما يُقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة لمواجهة التباطؤ الاقتصادي أو لدعم النمو في أوقات عدم اليقين. إلا أن فوز ترامب، الذي يعِد بمزيد من السياسات المالية التحفيزية وخفض الضرائب وزيادة الإنفاق الحكومي، قد يدفع الفيدرالي إلى التريث في إجراء خفض كبير للفائدة. مثل هذه السياسات يمكن أن تؤدي إلى انتعاش الأسواق بشكل ذاتي دون الحاجة إلى تدخل قوي من البنك المركزي.
لماذا قد يتراجع الفيدرالي عن خفض كبير للفائدة؟
فوز ترامب قد يضع الفيدرالي أمام معضلة اقتصادية، إذ يمكن أن يؤدي تنفيذ سياسات ترامب الاقتصادية إلى ارتفاع توقعات التضخم وزيادة قوة الدولار، الأمر الذي يُقلل الحاجة إلى تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة. وهناك عدة أسباب تجعل الفيدرالي قد يُفضل الحفاظ على استقرار الفائدة أو إجراء خفض طفيف في اجتماعه اليوم، ومنها:
1. التضخم المحتمل: فمن المرجح أن تؤدي خطط الإنفاق الواسعة إلى ارتفاع الأسعار، وهو ما يضطر الفيدرالي لمراقبة التضخم والسيطرة عليه، وبالتالي تجنب خفض كبير للفائدة قد يؤدي إلى تضخم أعلى.
2. قوة الدولار: تتوقع الأسواق أن دعم ترامب للصناعة الأمريكية سيعزز من قوة الدولار، ومع زيادة قوة العملة الأمريكية، يقل تأثير خفض الفائدة، ما يجعل الفيدرالي أكثر ميلاً للحذر.
اقرأ أيضاً: فوز دونالد ترامب والجمهوريين يؤدي إلى تراجع أسواق السلع
3. تفاؤل الأسواق المالية: مع ورود أنباء عن خطط التحفيز الاقتصادي، قد تشهد الأسواق المالية انتعاشًا بفضل الدعم الحكومي المتوقع، ما يقلل من الحاجة إلى تحفيز نقدي قوي من الفيدرالي.
ترقب الأسواق لقرار الفيدرالي
ينتظر المستثمرون بترقب كبير قرار الفيدرالي اليوم، حيث من المتوقع أن يؤثر القرار بشكل مباشر على حركة الأسواق العالمية، خاصةً مع تزايد المخاوف من الركود الاقتصادي العالمي. وقد يشهد السوق حالة من التقلبات بسبب الترقب الشديد لقرار الفيدرالي، حيث يعتمد جزء كبير من اتجاهات الأسواق على مستوى الفائدة الذي سيحدده البنك المركزي.
التوقعات المستقبلية للفائدة
في حال قرر الفيدرالي إجراء خفض محدود أو تأجيل خفض كبير، فقد تشهد الأسواق استقراراً مؤقتاً، لكن يبقى مدى تأثير السياسات الاقتصادية القادمة على الأسواق رهناً بالأحداث الاقتصادية العالمية وتوجهات السياسة النقدية. وقد يجد الفيدرالي نفسه مضطراً مستقبلاً لمزيد من التعديلات بناءً على الظروف الاقتصادية الحقيقية.
اقرأ أيضاً: هبوط أسعار الذهب بعد إعلان فوز ترامب برئاسة أمريكا
وفي ضوء ذلك، من المتوقع أن يستمر البنك المركزي في مراقبة التطورات عن كثب، مع إظهار مزيد من المرونة في سياساته النقدية لمواكبة أي تغيرات قد تطرأ على الاقتصاد الأمريكي، خاصةً مع الخطط السياسية الجديدة التي قد تدخل حيز التنفيذ خلال الأشهر المقبلة.