Site icon السعودية برس

فوائد السباحة لصحة الدماغ

لقد سمعنا جميعًا عن فوائد السباحة لأجسامنا، لكن الأبحاث الجديدة أثبتت أن هذه الفوائد تتجاوز مجرد تقوية عضلاتنا. فقد اتضح أن السباحة مفيدة أيضًا للدماغ بشكل لا يصدق.

“لقد ثبت أن السباحة المنتظمة تعمل على تحسين الذاكرة والوظائف الإدراكية والاستجابة المناعية والمزاج”، كما توضح الدكتورة سينا ​​ماثيو، عالمة الأعصاب التي تركز على فسيولوجيا الدماغ في جامعة ماري هاردين بايلور. “قد تساعد السباحة أيضًا في إصلاح الضرر الناجم عن الإجهاد وإنشاء اتصالات عصبية جديدة في الدماغ. لقد كان الناس يبحثون عن نافورة الشباب لقرون من الزمان. قد تكون السباحة أقرب شيء إلى ذلك”.

تمارين هوائية للجسم والدماغ

هل يمكن أن يكون مصدر الشباب في صورة ممارسة الرياضة؟ ليس هذا مفهومًا جديدًا تمامًا، ولكنه مفهوم يستحق العناء. وإليك كيفية عمله.

في الرياضة، يشير المصطلحان “لاهوائي” و”هوائي” إلى كمية الأكسجين التي يستخدمها الجسم أثناء ممارسة أنشطة معينة. على سبيل المثال، تشمل التمارين اللاهوائية الأنشطة التي تسمح بنوبات من الشدة على مدى فترات قصيرة من الزمن – أنشطة مثل التدريب المتقطع عالي الكثافة ورفع الأثقال وتاباتا. تتطلب هذه الأنشطة القليل جدًا من الأكسجين وتعتمد على الجلوكوز في الدم للحصول على الطاقة؛ إنها نوع من الأنشطة التي تجعلك “تفقد أنفاسك” بسرعة.

من ناحية أخرى، فإن التمارين الهوائية هي تلك التي تتسم بكثافة معتدلة على مدى فترات زمنية أطول: أنشطة مثل الرقص والجري والسباحة. هذه الأنشطة ممتازة للجهاز القلبي التنفسي لأنها تغذي العضلات بالأكسجين.

وهنا يأتي دور الدماغ. فبالإضافة إلى العمل على التحمل، تساهم الأنشطة الهوائية أيضًا في تكوين الخلايا العصبية – ولادة الخلايا العصبية – وتلعب دورًا رئيسيًا في المساعدة على عكس أو إصلاح الضرر الذي يلحق بالخلايا العصبية واتصالاتها، كما يقول ماثيو. يتم تحفيز اللدونة العصبية، ومعها الوظائف الإدراكية – وخاصة تلك المرتبطة بالذاكرة والتعلم. وكمكافأة إضافية، لاحظ الباحثون أيضًا فوائد للصحة العقلية. يوضح ماثيو: “تعزز التمارين الهوائية إطلاق رسل كيميائية محددة تسمى الناقلات العصبية. أحد هذه الناقلات هو السيروتونين، والذي يُعرف أنه عندما يكون موجودًا بكميات متزايدة، يقلل من الاكتئاب والقلق ويحسن الحالة المزاجية”.

فوائد السباحة للدماغ

بدأ الباحثون للتو في فهم السبب وراء كون السباحة مفيدة بشكل خاص للدماغ، من بين هذه الأنشطة الهوائية. ما يعرفونه هو أنه ليس من الضروري أن تكون رياضيًا أوليمبيًا لجني الفوائد. وجدت دراسة أجريت على الشباب أنه حتى بعد 20 دقيقة فقط من سباحة الصدر متوسطة الشدة، تحسنت الوظائف الإدراكية.

السباحة تحسن الذاكرة

إن السباحة لمدة تقل عن نصف ساعة يمكن أن تحسن مدى الانتباه والذاكرة القصيرة والطويلة الأمد، بل وحتى تقلل من التأثيرات المعرفية للشيخوخة. وقد ثبت أن السباحة تحفز مسارات الدماغ التي تقمع الالتهاب في الحُصين وتمنع موت الخلايا. كما أظهرت الدراسة أن السباحة قد تساهم في بقاء الخلايا العصبية وتقليل التأثيرات المعرفية للشيخوخة.

السباحة تحسن المزاج

ولأن السباحة تمرين كامل يشمل جميع مجموعات العضلات الرئيسية، فإنها تجعل القلب يضخ الدم بأقصى سرعة، مما يزيد من تدفق الدم. ويوضح ماثيو: “يؤدي هذا إلى إنشاء أوعية دموية جديدة، وهي العملية التي تسمى تكوين الأوعية الدموية. كما يمكن أن يؤدي تدفق الدم المتزايد إلى إطلاق كميات كبيرة من الإندورفين، وهي الهرمونات التي تعمل كمخفف طبيعي للألم في جميع أنحاء الجسم. ويؤدي هذا الارتفاع إلى الشعور بالنشوة التي غالبًا ما تتبع التمرين”.

السباحة تعزز القدرة على التعلم

كما أن تأثير السباحة على نمو الخلايا وتكوين الروابط العصبية يساعدنا على تعلم وتخزين المعلومات الجديدة، وتذكرها بشكل أكثر دقة بعد ذلك. وتشير الدراسات إلى أن “الانقباض العضلي الإيقاعي أثناء التمرين يبدو أنه يحفز نمو الخلايا العصبية في مناطق معينة من الدماغ”، وهو ما يؤدي إلى الفوائد المذكورة أعلاه.

Exit mobile version