Site icon السعودية برس

عمليات شراء أسهم فيفندي تظهر ضعف أسواق الأسهم الأوروبية

احصل على ملخص المحرر مجانًا

تخيل للحظة أنك شركة أميركية تسعى إلى إدراج أسهمها في البورصة. سيكون هناك الكثير من الأمور التي يجب التفكير فيها. لكن تحديد مكان إدراج أسهمك لن يكون أحد هذه الأمور، لأن نيويورك هي الخيار الوحيد المتاح. ولكن في أوروبا، أصبح تحديد الموقع مسألة بالغة الأهمية، فضلاً عن كونها مسألة لا معنى لها على نحو مدهش.

ومن الأمثلة الصارخة على ذلك شركة فيفندي، وهي مجموعة إعلامية فرنسية تسعى إلى الانفصال. فالمجموعة، التي تسيطر عليها عائلة بولوري، مسجلة في فرنسا ومقرها الرئيسي. وهي تعمل على فصل وكالة هافاس للإعلانات وقناة كانال بلس. وتتجه الأولى إلى أمستردام، في حين ستساهم الثانية في تضخيم صفوف سوق الأسهم المحاصرة في لندن.

لا يرجع هذا القرار إلى البصمة الجغرافية للشركتين. لا تمتلك شركة هافاس امتيازًا هولنديًا ساحقًا، وفي حين أن قناة Canal+ هي شركة بث دولية، مع أفلام باللغة الإنجليزية مثل المدمر ولحسن الحظ، فهي ليست شركة بريطانية. كما أن وجود شركات قابلة للمقارنة ذات قيمة عالية لا يبدو أنه يحتل مرتبة عالية في القائمة. فشركة Publicis، وهي وكالة الإعلانات الأعلى تصنيفًا، مدرجة في باريس.

ولكن يبدو أن البورصات تتنافس على الحوكمة والمرونة والود تجاه الجهات المصدرة. على سبيل المثال، تعد هافاس وكالة صغيرة نسبيا، في مجال تهيمن عليه شركات مثل أومنيكوم وبوبليكيس، وقد تجتذب مفترساً. وكانت حقيقة أن يورونيكست تسمح للمساهمين المسيطرين بممارسة أصوات متعددة ــ بطريقة أكثر ليبرالية من فرنسا على سبيل المثال ــ جزءاً من اعتبارات فيفاندي.

وتؤكد مثل هذه المحاولات للتحكيم بين أماكن الإدراج على ضعف البورصات الأوروبية. فالتداول اليومي لمؤشر ستوكس 600 الأوروبي لا يتجاوز 0.6% من الأسهم المتداولة. أما على مؤشر ناسداك، فإن التداول يشكل ضعف هذا الرقم تقريباً. ولا توجد سوق واحدة يضطر المصدرون إلى التوجه إليها على أساس تجمعات رأس المال التي يجتذبونها.

وهذا يترك المجال مفتوحاً لمحاولات تحسين صغيرة لا طائل من ورائها. ومن ثم فإن الإغراء سوف يكون في أن تواصل البورصات تقديم العطاءات لجذب الأعمال من خلال تخفيف قواعد الإدراج. ولعل لندن، التي خففت من موقفها إزاء الأسهم ذات الفئتين، قد تفكر في السماح بظهور فجوات أعظم بين فئات المساهمين. وقد يميل المديرون أيضاً إلى البحث عن مواقع حيث تتيح إرشادات تحديد الأجور حرية التصرف أو تؤدي إلى رواتب أكبر.

لا شك أن الممارسات الصديقة للأعمال التجارية تلعب دوراً مهماً، ما دامت لا تؤدي إلى ثني المستثمرين عن الاستثمار في أسواق الأسهم. ولكن بورصات أوروبا تترك نفسها مفتوحة لسباق جديد نحو القاع فيما يتصل بالقواعد ــ في حين تفشل في تحقيق أولويتها الحاسمة المتمثلة في تقديم سوق ذات سيولة عميقة قادرة على منافسة السوق الأميركية.

كاميلا بالادينو@ft.com

Exit mobile version