Site icon السعودية برس

عبد الله حسين صحفي سوداني يوثق الحياة ببلاده ويغير الصورة النمطية

رغم الاقتتال الدامي الذي يعصف بالسودان منذ أكثر من سنتين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ورغم مشاهد القتل والدمار والتهجير التي باتت العنوان الأبرز لهذه الحرب، يصر بعض أبناء السودان على أن وطنهم يحمل الكثير من الجمال والإيجابيات التي تستحق أن تسلط عليها الأضواء وأن تروى للعالم أجمع.

من بين هؤلاء، برز الصحفي الشاب عبد الله حسين، الذي آثر أن يحمل كاميرته وينزل إلى شوارع العاصمة الخرطوم، متجولا بين أحيائها وأسواقها، متحديا الخوف والصمت الذي خيم على المدينة لفترات طويلة نتيجة الصراع.

واختار عبد الله أن يوثق الحياة اليومية من قلب الحدث، مقدما صورا ومقاطع فيديو تنقل تفاصيل الحياة السودانية، ليس باللغة العربية فحسب، بل باللغة الإنجليزية، ساعيا لنقل صوت السودان إلى المجتمع الدولي وكسر الصورة النمطية التي تختزل البلاد في الحرب والدمار.

ويحرص عبد الله في تغطيته على إظهار مشاهد عودة العائلات إلى العاصمة، حيث تغص الحافلات بالأهالي العائدين الذين غادروها مرغمين، وهم اليوم يملؤون شوارعها بالحياة من جديد.

كما يلتقط بكاميرته أجواء الأسواق وحركة الناس وأحاديثهم، ناقلا قصصًا ملهمة عن صمودهم وتمسكهم بالأمل وحبهم لوطنهم رغم الجراح العميقة.

وقد حظي محتوى عبد الله، الذي ينشره عبر منصات التواصل الاجتماعي، بتفاعل واسع وإشادة من قبل المتابعين الذين وصفوا عمله بأنه “بناء” و”يعكس شغف السودانيين بالحياة وإصرارهم على البناء مهما قست الظروف”.

ويرى كثيرون أن ما يقدمه عبد الله يعد نافذة جديدة تعكس الوجه الإنساني للسودان، بعيدا عن الصور النمطية السائدة في الإعلام الغربي.

وفي لقاء خاص مع الجزيرة نت، تحدث عبد الله عن بدايات مشروعه قائلا: “أثناء تجوالي في منصات التواصل الاجتماعي، لفت انتباهي كيف يرى العالم الغربي السودان في ظل هذه الحرب المستمرة، إذ بدا المشهد هناك غالبا محصورا في الدمار والجوع والمعاناة، بينما على الجانب الآخر هناك قصص إنسانية إيجابية وقصص صمود لا تجد طريقها إلى الواجهة الإعلامية”.

ويضيف: “عندما عدت إلى الخرطوم، لاحظت المجهود الكبير الذي يبذله الصحفيون المحليون، أو حتى أولئك الذين يعملون لمنصاتهم الشخصية، ولكن معظمهم يختار الكتابة والنشر باللغة العربية، وأن هناك فجوة واضحة في التغطية باللغة الإنجليزية على منصات التواصل وفي وسائل الإعلام الدولية، وهو ما حفزني لاستخدام خبرتي كصحفي يعمل أساسا بالإنجليزية لأكون صوتا يروي عن السودان، وعن الفاشر، وعن الخرطوم، وعن بلدي بشكل عام”.

يتابع عبد الله حديثه معبرا عن مشاعره خلال هذه الرحلة بالقول: “إن أكثر ما أدهشني هو الحب والمودة الصادقة التي وجدتها لدى الناس، حبهم العميق لوطنهم رغم الألم والجراح، كثيرون نزحوا ثم عادوا، وما زالوا يحبون السودان حبا جما لا ينضب”.

ويختتم قائلا: “كل ذلك يدفعني لأن أكتب نصوصا وأنتج مواد مصورة تعكس حقيقة الوضع في السودان، ليس فقط بلسان السودانيين وللسودانيين، بل أيضا بلغة يفهمها العالم أجمع، أريد للعالم أن يدرك أن السودان ليس مجرد ساحة حرب، بل وطن حي نابض بالإصرار والإنسانية، يزخر بقصص الأمل والتحدي والصمود”.

Exit mobile version