حذر صندوق النقد الدولي يوم الثلاثاء من أن المخاطر المرتبطة بالتضخم قد زادت، مما يثير تساؤلات حول احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عدة مرات هذا العام.
وفي أحدث تحديث لتوقعات الاقتصاد العالمي، قال صندوق النقد الدولي إن “الزخم في مجال خفض التضخم العالمي يتباطأ، مما يشير إلى وجود عقبات على طول المسار”. وذكر التقرير أن ارتفاع التضخم المتتالي في الولايات المتحدة في وقت سابق من عام 2024 جعلها متأخرة عن الاقتصادات الكبرى الأخرى في مسار التيسير الكمي.
يأتي التقرير في الوقت الذي يزيد فيه المتداولون من رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة من قِبَل بنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر/أيلول. ووفقًا لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME، فإن وول ستريت تتوقع بنسبة 100% خفض أسعار الفائدة في اجتماع 18 سبتمبر/أيلول. كما يتوقع المتداولون خفضًا آخر لأسعار الفائدة في نوفمبر/تشرين الثاني.
ومع ذلك، قال كبير خبراء الاقتصاد في صندوق النقد الدولي بيير أوليفييه جورينشاس لبرنامج “سكواك أون ذا ستريت” على شبكة سي إن بي سي يوم الثلاثاء إن خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي هو الأكثر ملاءمة هذا العام، مسلطا الضوء على تضخم الخدمات والأجور الذي لا يزال عنيداً باعتبارهما تعقيدات للمسار نحو خفض التضخم.
وقال جورينشاس إن الأجور القوية وتضخم الخدمات “ليسا بالضرورة مصدر قلق”، لكنهما يشكلان مصدر قلق للاقتصاد الأميركي. وجاءت تعليقاته بعد أن قالت وزارة العمل الأميركية إن مؤشر أسعار المستهلك نما الشهر الماضي بأبطأ وتيرة له على أساس سنوي منذ أبريل/نيسان 2021.
ورغم تقرير مؤشر أسعار المستهلك المشجع، قال جورينشاس إن الارتفاع في التضخم في وقت سابق من العام يشير إلى أن الطريق نحو انخفاض التضخم وخفض أسعار الفائدة “قد يستغرق وقتا أطول قليلا مما تتوقعه الأسواق”.
وقال جورينشاس “نحن أكثر ميلا إلى أن تكون هناك بعض التخفيضات في الجزء الأخير من العام ولكن ربما تخفيض واحد فقط، أو في عام 2024 وربما بقية عام 2025”.
وفي مختلف الاقتصادات المتقدمة على مستوى العالم، يتوقع صندوق النقد الدولي تباطؤ معدل الانكماش في عامي 2024 و2025 بسبب ارتفاع التضخم في الخدمات وأسعار السلع الأساسية على نطاق واسع.
وفيما يتعلق بالاقتصاد الأميركي، خفضت المؤسسة المالية توقعاتها للنمو بمقدار 0.1 نقطة مئوية إلى 2.6% في عام 2024، وذلك بسبب تباطؤ الاستهلاك ونمو أبطأ من المتوقع في بداية العام.