Site icon السعودية برس

سيارة مدفونة في قبر منذ 50 عامًا.. استخراج شيفروليه كالجديدة “بدون خدش”

في بلدة سيوارد بولاية نبراسكا الأمريكية، لا يكشف التاريخ عن نفسه عبر الصور أو الرسائل فحسب، بل من خلال سيارة حقيقية مدفونة تحت الأرض منذ 50 عامًا. 

في مشهد أقرب إلى أفلام الخيال، تم فتح أكبر كبسولة زمنية في العالم هذا الشهر، لتفاجئ الحضور بسيارة شيفروليه فيجا موديل 1975 محفوظة بشكل مذهل، إلى جانب دراجة نارية وأشياء أخرى وصل عددها لأكثر من 5000 تذكار من القرن الماضي.

فكرة مجنونة تحولت إلى حدث تاريخي

وراء هذا المشروع الطموح يقف هارولد كيث دافيسون، صاحب متجر محلي توفي في عام 1999، لكنه ترك وراءه إرثًا فريدًا: قبو إسمنتي ضخم يزن 45 طنًا، صمم خصيصًا ليفتح بعد 50 عامًا من غلقه عام 1975. 

أراد دافيسون أن يمنح أحفاد المستقبل لمحة حقيقية من الماضي، تتجاوز الصور والكلمات، لتصل إلى حجم سيارة كاملة.

كيف انتهت سيارة شيفروليه فيجا في القبو؟

في البداية، حاول دافيسون إقناع وكلاء السيارات المحليين بالتبرع بإحدى سياراتهم، لكنه لم يلقَ استجابة. 

فقرر أن يشتري أرخص سيارة جديدة متاحة آنذاك، وكانت سيارة شيفروليه فيغا، التي عرفت بمشاكلها الميكانيكية وصدأها السريع، ما جعل بقائها بحالة جيدة أمرًا نادرًا.

اليوم، تعتبر سيارة فيجا ذات الباب الخلفي المغلق كنزًا نادرًا، لا لندرتها فقط، بل لقصة بقائها نصف قرن تحت الأرض داخل كبسولة زمنية مغلقة بإحكام.

أشياء أخرى داخل القبو

  • دراجة نارية كاواساكي أصلية
  • أشرطة كاسيت تحتوي على رسائل صوتية لأشخاص من عام 1975 إلى المستقبل
  • رسائل مكتوبة بخط اليد، رسومات، وصحف
  • أغراض شخصية من سكان البلدة، تعكس حياتهم في تلك الفترة

ورغم تسرب بعض المياه إلى الداخل خلال العقود، ظلت معظم القطع محفوظة بشكل جيد.

انضمام تويوتا كورولا إلى الحدث

بعد سنوات من دفن السيارة الأولى، أُضيفت سيارة تويوتا كورولا لاحقًا تحت هيكل هرمي بني خصيصًا لحماية القبو. 

وظهرت هذه السيارة للنور العام الماضي، كجزء من التحضير لحفل إعادة فتح الكبسولة رسميًا في الرابع من يوليو 2025، تزامنًا مع يوم الاستقلال الأمريكي.

فتح القبو لم يكن بالأمر السهل، فقد استخدم فريق العمل أداة طحن ضخمة بقطر 34 بوصة لشقّ الخرسانة وكسر الختم الأصلي. 

وكانت تلك اللحظة بمثابة بوابة زمنية حقيقية تربط بين عام 1975 وعام 2025.

ما بدأ كفكرة مجنونة من رجل عادي تحول اليوم إلى حدث ثقافي وتاريخي فريد. 

سيارة شيفروليه فيجا، التي كانت تعتبر سيارة اقتصادية متواضعة، أصبحت الآن رمزًا حيًا لزمنٍ مضى، ولرؤية رجل آمن أن المستقبل يستحق أن يرى أكثر من مجرد صور، بل أن يشغل محرك الماضي ويستمع إليه مباشرة.

قلة قليلة من محاولات “دفن الحاضر للمستقبل” بلغت هذا الحجم والاهتمام. 

لكن قصة سيوارد أصبحت الآن أيقونة عالمية لكل من يحلم بأن يترك أثرًا ملموسًا للمستقبل.

Exit mobile version