Site icon السعودية برس

سجل الاقتصاد الأميركي نموا بنسبة 2.8% في الربع الثاني، وهو ما يفوق التوقعات بكثير

كان النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة أقوى بكثير من المتوقع خلال الربع الثاني، بفضل الإنفاق الاستهلاكي القوي والإنفاق الحكومي وزيادة المخزونات الكبيرة، وفقًا لتقديرات أولية صدرت يوم الخميس من وزارة التجارة.

ارتفع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، وهو مقياس لجميع السلع والخدمات المنتجة خلال الفترة من أبريل إلى يونيو، بمعدل سنوي بلغ 2.8% مع تعديله وفقاً للموسمية والتضخم. وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت آراءهم شركة داو جونز يتوقعون نمواً بنسبة 2.1% بعد ارتفاع بنسبة 1.4% في الربع الأول.

وساعد الإنفاق الاستهلاكي في دفع رقم النمو إلى الارتفاع، كما فعلت المساهمات من الاستثمار في المخزون الخاص والاستثمار الثابت غير السكني، وفقًا للتقدير الأول من ثلاثة تقديرات ستقدمها الوزارة.

ارتفعت نفقات الاستهلاك الشخصي، وهي المؤشر الرئيسي في تقرير مكتب التحليل الاقتصادي لنشاط المستهلك، بنسبة 2.3% خلال الربع، مقارنة بالتسارع بنسبة 1.5% في الربع الأول. وشهد كل من الإنفاق على الخدمات والسلع زيادات قوية خلال الربع.

كما ساهمت المخزونات بشكل كبير، حيث أضافت 0.82 نقطة مئوية إلى إجمالي المكاسب. كما أضاف الإنفاق الحكومي دفعة قوية، حيث ارتفع بنسبة 3.9% على المستوى الفيدرالي، بما في ذلك زيادة بنسبة 5.2% في الإنفاق الدفاعي.

وعلى الجانب السلبي، ارتفعت الواردات، التي تخصم من الناتج المحلي الإجمالي، بنسبة 6.9%، وهي أكبر زيادة ربع سنوية منذ الربع الأول من عام 2022. وارتفعت الصادرات بنسبة 2% فقط.

ارتفعت العقود الآجلة لسوق الأسهم بعد التقرير بينما تراجعت عائدات سندات الخزانة.

وقال جوزيف بروسويلاس، كبير خبراء الاقتصاد في شركة آر إس إم: “إن تركيبة النمو كانت من أفضل التركيبات التي لاحظناها منذ فترة”. ويميل التقرير إلى دعم فكرة مفادها أن الاقتصاد الأميركي يمر الآن بمرحلة ازدهار في الإنتاجية، وهو ما من شأنه أن يرفع مستويات المعيشة في مختلف أنحاء البلاد في الأمد المتوسط ​​من خلال انخفاض معدلات التضخم، وانخفاض معدلات التشغيل، وارتفاع الأجور الحقيقية.

كانت هناك بعض الأخبار الجيدة على صعيد التضخم: ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو مقياس رئيسي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، بنسبة 2.6% خلال الربع، بانخفاض عن التحرك بنسبة 3.4% في الربع الأول. وباستثناء الغذاء والطاقة، ارتفعت أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية، والتي يركز عليها بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل أكبر كمؤشر للتضخم على المدى الأطول، بنسبة 2.9%، مقارنة بزيادة بنسبة 3.7% في الفترة السابقة.

وارتفع ما يسمى بمؤشر الأسعار المرجح للسلسلة، والذي يأخذ في الاعتبار التغيرات في سلوك المستهلك، بنسبة 2.3% خلال الربع، وهو أقل من التقديرات البالغة 2.6%.

قالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين إن تقرير الناتج المحلي الإجمالي “يؤكد المسار الذي نسير عليه نحو النمو المطرد وانخفاض التضخم”، وذلك في تصريحات أدلت بها صباح الخميس في ريو دي جانيرو.

رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق في سانت لويس: احتمالات الركود ليست أعلى الآن من الأوقات العادية

وتسارعت وتيرة نمو متغير رئيسي آخر، وهو المبيعات النهائية للمشترين المحليين من القطاع الخاص، والتي يعتبرها بنك الاحتياطي الفيدرالي مؤشرا جيدا للطلب الأساسي، بنسبة 2.6%، وهي نفس وتيرة الربع السابق.

ومع ذلك، أشار التقرير أيضًا إلى أن معدل الادخار الشخصي يواصل التباطؤ، عند 3.5% للربع، مقارنة بـ 3.8% في الربع الأول.

وقد ظهرت في الآونة الأخيرة مؤشرات على وجود تصدعات في صورة المستهلك.

أظهر تقرير صادر يوم الأربعاء عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا أن حالات التأخر في سداد بطاقات الائتمان وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق وفقًا للبيانات التي تعود إلى عام 2012. كما وصلت أرصدة الديون المتجددة إلى مستوى مرتفع جديد حتى مع إعلان البنوك عن تشديد معايير الائتمان وانخفاض عمليات إصدار البطاقات الجديدة.

ومع ذلك، واصلت أرقام مبيعات التجزئة الارتفاع، مما يشير إلى أن المستهلكين قادرون على التغلب على الرياح المعاكسة المتمثلة في أسعار الفائدة المرتفعة والتضخم المستمر.

ويوجد أيضًا ضغوط في سوق الإسكان: إذ تتراجع المبيعات بينما تستمر أسعار المساكن في الارتفاع، مما يضع ضغوطًا على مشتري المنازل لأول مرة.

ومن المتوقع أن يبقي مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة عندما يجتمعون الأسبوع المقبل، رغم أن أسعار السوق تشير إلى أول خفض في أربع سنوات في سبتمبر/أيلول. وكان صناع السياسات حذرين بشأن الموعد الذي قد يبدأون فيه خفض أسعار الفائدة، رغم أن التعليقات الأخيرة تشير إلى استعداد أكبر لبدء تخفيف السياسة النقدية، وقال معظم محافظي البنوك المركزية إنهم يرون أن المزيد من الزيادات غير مرجحة.

وفي أخبار اقتصادية أخرى يوم الخميس، أعلنت وزارة العمل أن طلبات إعانة البطالة الأولية بلغت 235 ألف طلب في الأسبوع المنتهي في 20 يوليو/تموز، بانخفاض 10 آلاف طلب عن الأسبوع السابق، وهو ما يتفق تماماً مع توقعات داو جونز. أما طلبات الإعانة المستمرة، والتي تأخرت أسبوعاً، فقد انخفضت قليلاً إلى 1.85 مليون طلب.

كما انخفضت الطلبات على السلع المعمرة ــ السلع الكبيرة عموما مثل الطائرات والأجهزة والحواسيب ــ بشكل غير متوقع بنسبة 6.6% في يونيو/حزيران، مقارنة بالتوقعات بزيادة قدرها 0.3%. ومع ذلك، باستثناء النقل، زادت الطلبات الجديدة بنسبة 0.5%.

Exit mobile version