دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أكثر من 12 زعيما أوروبيا إلى قمة طارئة بعد غد الأحد “للمضي قدما” في العمل بشأن أوكرانيا والأمن الأوروبي، فيما اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) هو الضمانة الأمنية الأفضل لأوكرانيا.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء البريطاني أن ستارمر سيجري مكالمة صباح الأحد مع زعماء دول البلطيق قبل أن يستقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في داونينغ ستريت.
وبعد ذلك يلتقي بعد الظهر قادة عدد من الدول الأوروبية بما فيها فرنسا وألمانيا والدنمرك وإيطاليا، بالإضافة إلى تركيا وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي لعقد القمة في لندن.
من جهتها نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية عن عن مسؤولين أوروبيين أنّ وزراء المالية الأوروبيين، المجتمعين في جنوب أفريقيا لحضور اجتماع “مجموعة العشرين”، يناقشون مقترحات منها إنشاء بنك دفاع أوروبي، أو صندوق مشترك بمشاركة بريطانيا.
وعن الخيارات المتاحة لتمويل الدفاع الأوروبي، كتبت “فايننشال تايمز” أنّ الحكومات الأوروبية تناقش كيفية تعزيز الاستثمار في صناعة الأسلحة الأوروبية.
الضمانة الأمنية
وقبل انعقاد القمة التي دعا إليها ستارمر اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن الضمانة الأمنية الأفضل لأوكرانيا تتمثل بانضمامها لحلف شمال الأطلسي، متّهمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالوقوع في الفخ الروسي بموقفه الداعي لإغلاق باب الناتو أمام كييف.
وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية حذرت كالاس من أن الأوروبيين لن يتمكنوا من المساعدة في التوصّل إلى اتفاق سلام بشأن أوكرانيا ما لم يشاركوا مع الولايات المتحدة في المفاوضات التي أقصاهم عنها حتى الآن الرئيس الأميركي عبر تفاوضه مباشرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأضافت في المقابلة التي أجريت معها في واشنطن أنّ دول حلف شمال الأطلسي لم تهاجم أبدا روسيا التي “تخاف من الديموقراطية”.
وتابعت رئيسة الوزراء الإستونية السابقة “لماذا نحن في حلف شمال الأطلسي؟ لأننا خائفون من روسيا. الأمر الوحيد الفعّال حقا، والضمانة الأمنية الوحيدة الفعّالة هي مظلّة حلف شمال الأطلسي”.
وأغلق الرئيس الأميركي الباب أمام إمكانية انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، العضوية التي تعتبرها موسكو خطا أحمر لأمنها القومي. كما ظل ترامب غامضا بشأن الضمانات الأمنية التي يمكن لبلاده أن تقدّمها لأوكرانيا إذا ما أبرمت اتفاق سلام مع روسيا.
وقال ترامب إنّ حلف شمال الأطلسي “ربّما كان السبب” في الغزو الروسي لأوكرانيا قبل ثلاث سنوات.
وردا على هذه التصريحات، قالت كالاس إنّ “هذه الاتهامات باطلة تماما مضيفة “الخطاب الروسي هو الذي لا ينبغي لنا أن نصدقه فلماذا نعطي روسيا ما تريده، علاوة على ما فعلته أساسا بمهاجمتها أوكرانيا وضمّها أراضي واحتلالها أراضي والآن نقدّم لها المزيد”.
وقالت كالاس “تخيلوا لو أن الولايات المتحدة جلست بعد اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 مع أسامة بن لادن وقالت له حسنا، ماذا تريد غير ذلك؟ هذا أمر لا يمكن تصوره”..
وتزور كالاس واشنطن من دون أن تلتقي نظيرها الأميركي ماركو روبيو، بسبب “تضارب في الجدول الزمني”، لكن هذه الذريعة الرسمية تتزامن مع توتر شديد بين بروكسل وواشنطن بسبب ملفات عدة، بينها أوكرانيا والرسوم الجمركية.