Site icon السعودية برس

“سابقة بالتاريخ”.. هجوم إسرائيل على الدولة الوسيطة قطر يثير غضب المغردين | أخبار

شهدت منصات التواصل الاجتماعي موجة غضب عارمة إثر الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف وفد حماس المفاوض في العاصمة القطرية، الدوحة أمس الثلاثاء.

وقد أثار هذا التصعيد المفاجئ بحق دولة تلعب دور الوسيط في التهدئة بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، ردود فعل وتحليلات واسعة حول دوافع تل أبيب وخلفيات هذا الاستهداف.

دلالات الضربة الإسرائيلية: تجاوز للخطوط الحمر وانتهاك للسيادة

وأكد العديد من المدونين والناشطين أن تنفيذ الاحتلال لضربة جوية ضد وفد حماس المفاوض في الدوحة يعد تخطيا صارخا لكل الخطوط الحمر وانتهاكا واضحا لسيادة دولة عربية وسيطة كان لها دور بارز في إنجاح صفقات تبادل الأسرى سابقا، رغم محاولات الاحتلال لإفشالها.

ويرون في ذلك رسالة مفادها أن أي دولة عربية ليست بمأمن من السياسات الإسرائيلية العدائية.

نسف المسار الدبلوماسي واستبعاد قطر من الوساطة

ذهب البعض إلى أن استهداف وفد حماس المفاوض، الذي كان يدرس المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، يكشف بوضوح عن نية الاحتلال في تعطيل جهود التفاوض بشكل قاطع.

إذ كيف يمكن لأي عملية تفاوض أن تجري والجهة المخولة بذلك تستهدف مباشرة؟ ويعتبر هؤلاء أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى من خلال هذا التصعيد إلى تقويض العملية الدبلوماسية برمتها، ليتسنى له المضي في خططه الرامية لاحتلال غزة وتهجير سكانها، بالتوازي مع توسيع المستوطنات في الضفة الغربية.

ضربة لرمزية العمل السياسي وتحول في أدوات الموساد

ورأى مراقبون أن ما جرى يمثل ضربة لمبدأ حصانة العمل السياسي والدبلوماسي، إذ أعاد الاحتلال عبر هذا الهجوم صورة عمليات الموساد القذرة خارج الحدود، لكن هذه المرة بالصواريخ بدلا من الاستخبارات والعملاء. ويهدف الاحتلال بذلك إلى استبعاد قطر من ملف الوساطة، مما يؤدي إلى تعقيد مسارات التفاوض وإغلاق منافذ الحل السياسي، وهو ما يسعى إليه نتنياهو.

اختبار لردود الفعل الإقليمية والدولية

واعتبر كثيرون أن الضربة الإسرائيلية جاءت أيضا لاختبار ردود الفعل الإقليمية والدولية؛ فهي تقيس بها حدود الصبر العربي ومدى استعداد الدول العربية لتجاوز مرحلة الشجب والاستنكار نحو خطوات أشد.

وكذلك ترصد إسرائيل رد فعل الدول التي تستضيف كوادر من حركة حماس، مثل تركيا، لمعرفة ما إذا كانت ستستمر في ذلك أم ستسعى لتفادي أحداث مشابهة. كما تتطلع إلى معرفة ما إذا كانت الدول الأوروبية ستفكر بفرض عقوبات، وإن كان المجتمع الدولي قادرا على اتخاذ إجراءات عملية تتجاوز بيانات الإدانة المعتادة.

ووصف ناشطون الهجوم بأنه يكشف حقيقة الاحتلال الإسرائيلي القائم على القتل والاغتيال وانتهاك سيادات الدول وزرع الفوضى.

في حين أشار آخرون إلى أن استهداف الدوحة يعد استفزازا خطيرا لكل دول الخليج، وأن مثل هذه العمليات قد تدفع المنطقة بأسرها إلى حافة مواجهة عسكرية واسعة إذا لم يكن هناك رد رادع وحازم تجاه إسرائيل.

Exit mobile version