Site icon السعودية برس

رويترز تكشف تفاصيل مهمة أميركية فاشلة لإنقاذ سجناء حكم عليهم بالإعدام

|

كشفت وكالة رويترز تفاصيل تتعلق بمهمة أميركية سرية غير تقليدية للإفراج عن سجناء أميركيين في الكونغو الديمقراطية محكومين بالإعدام، وذلك لمشاركتهم في محاولة تدبير انقلاب ضدّ الرئيس فيليكس تشيسيكيدي.

وحسب الوكالة، فإن الوفد المكلّف بالمهمة يتألف من 3 عناصر، يقودهم رجل أعمال إسرائيلي أميركي ومسؤول سابق في وزارة الخارجية، بالإضافة إلى عنصر من قوات الأمن الخاصة.

ووصل الفريق إلى العاصمة كينشاسا في مارس/آذار الماضي حاملا رسالة إلى الرئيس الكونغولي من إدارة ترامب، لكن عناصره فرّوا من البلاد بعد يومين عبر الخطوط الجوية الفرنسية خشية الاعتقال.

وكانت محكمة عسكرية كونغولية قد حكمت بالإعدام في سبتمبر/أيلول 2024 على 3 أميركيين لدورهم في محاولة انقلاب فاشلة في مايو/أيار من العام نفسه، من دون أن تحقق جهود إدارتي بايدن وترامب للإفراج عنهم أي تقدم.

بداية المهمة

وحسب القصة التي قالت رويترز إنها تتبعت تفاصيلها، فإن البداية كانت في يناير/كانون الثاني الماضي، عندما التقى رجل الأعمال الإسرائيلي الأميركي موتي كاهانا الرئيس تشيسيكيدي على هامش منتدى دافوس، ليحذّره من مؤامرة انقلاب مزعومة يقودها إسرائيليون، وسلّمه قائمة بأسماء الضالعين المفترضين.

وفي مارس/آذار الماضي، التقى كاهانا مسؤولين من وزارة الخارجية الأميركية، وناقش معهم فكرة تكوين فريق يتولّى مهمة التفاوض مع الحكومة في كينشاسا لإنقاذ المواطنين الأميركيين المحكوم عليهم بالإعدام.

ووافقت الخارجية الأميركية على إرسال فريق غير رسمي يقوده كاهانا للمناقشة مع تشيسيكيدي، اعتقادا بأن رجل الأعمال الإسرائيلي يمكن أن يحقق تقدّما في المفاوضات.

وعندما وصل عناصر الفريق المكلف بالمهمة إلى الكونغو الديمقراطية، عقدوا لقاء مع مستشار الأمن الرئاسي ديزير كاشمير كولونغي، الذي لم يكن مقتنعا بأنهم يحملون رسالة من الرئيس ترامب، رغم أن الخارجية الأميركية أرسلت بريدا إلكترونيا تؤكّد فيه أنها على صلة بالمهمة.

وبينما كان الثلاثة مدعوين لعشاء في إحدى القواعد العسكرية مع بعض تجار الأسلحة، تم استدعاؤهم من طرف قائد الحرس الرئاسي وأبلغهم بانزعاج المخابرات من وجودهم، وطلب منهم مرافقته، لكن السفارة تدخّلت لإنقاذهم من التحقيق.

وفي أثناء خروجهم من البلاد، احتجزتهم في المطار إدارة الجوازات، ولكن بعد تدخل من الخطوط الفرنسية أُخلي سبيلهم وغادروا إلى باريس.

نتائج بعد الفشل

رغم فشل مهمة الفريق الذي أُرسل بطريقة غير تقليدية ولا معروفة في المفاوضات، فإن الهدف تحقق لاحقًا، إذ أصدر الرئيس تشيسيكيدي قرارا في أبريل/نيسان الماضي بتخفيف أحكام الإعدام بحق الأميركيين الثلاثة إلى السجن المؤبد.

وبعد ذلك، زار مستشار ترامب لشؤون أفريقيا، مسعد بولس، الكونغو وتم ترحيل الثلاثة إلى الولايات المتحدة، حيث يواجهون تهمًا بالمشاركة في مؤامرة انقلابية.

وفي يونيو/حزيران الماضي، وقّعت الكونغو ورواندا اتفاق سلام برعاية أميركية في واشنطن لإنهاء القتال في الشرق الغني بالمعادن، وأعلن ترامب أن بلاده تحصل، مقابل ذلك، على كثير من حقوق التنقيب في الكونغو.

Exit mobile version