تُعرض الإمدادات الفورية من الأورال، خام النفط الرئيسي لروسيا، على المشترين الصينيين، في إشارة على التغييرات التي تشهدها سوق النفط العالمية مع استهداف الرئيس دونالد ترمب الهند بسبب مشترياتها من موسكو.
تُروّج شحنات الأورال تسليم أكتوبر على المشترين بأسعار مخفضة، ما جذب اهتمام شركات التكرير الحكومية والخاصة التي تتفاوض حالياً على الشحنات، بحسب متعاملين مطلعين مباشرةً على المحادثات، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين للحديث لوسائل الإعلام.
بينما تُعد الصين أكبر مشترى للنفط الروسي المنقول بحراً وبراً، تشتري شركات التكرير المحلية خام إسبو بشكل رئيسي، وهو خام يُنتج ويُحمل من المنطقة الشرقية في البلاد. ولا تشكل واردات الصين من خام الأورال، الذي يُشحن من موانئ غرب روسيا، في العادة جزءاً من طلب منشآت التكرير المعتاد، نظراً للبعد الجغرافي وارتفاع تكاليف الشحن.
ترمب يضيق الخناق على روسيا
ضاعف ترمب في وقت سابق من الأسبوع الرسوم الجمركية على كل واردات الهند عقوبةً على شراء البلد النفط الروسي، وهذا في إطار جهود لدفع موسكو إلى الاتفاق على هدنة في حرب أوكرانيا. وقد دفع الإجراء الأميركي شركات التكرير الحكومية في الهند، إلى التراجع عن عمليات الشراء والبحث عن مصدر آخر، ما أتاح كميات كبيرة قد ينتهي بها المطاف في الصين بدلاً من ذلك.
مع ذلك، ورغم أن الصين تعتبر سوقاً بديلة عملية لشحنات الأورال في ظل منظومة التكرير الهائلة، فضلاً عن إقبالها على ملء احتياطيات النفط الاستراتيجية، لم يتأكد بعد إذا كانت بكين ستسد الفجوة وسط التوترات التجارية مع واشنطن.
ورد وزير الخزانة الأميركية سكوت بيسنت على سؤال عن استهداف الدول التي تشتري الطاقة من موسكو بأن الولايات المتحدة قد تفرض رسوماً جمركية على الصين أيضاً.
مفاوضات مع مشترين محتملين
في ظل هذا الوضع، يجرى التفاوض على شحنات الأورال مع المشترين الصينيين المحتملين بفارق سعري يقل بنحو 1.5 دولار للبرميل عن خام برنت في بورصة لندن، انخفاضاً من حوالي 2.5 دولار أواخر الأسبوع الماضي، بحسب المتعاملين. وتضم الشركات التي تعرض هذه الشحنات شركات تجارة على صلة بروسيا، مثل “ليتاسكو” (Litasco).
اشترت شركة التكرير الصينية “شاندونغ يولونغ بتروكيميكال” (Shandong Yulong Petrochemical) الشهر الماضي خام الأورال في صفقة نادرة. وسيراقب المتعاملون عن قرب أي مشتريات من جانب شركات التكرير الخاصة الأخرى- التي تُعرف باسم “أباريق الشاي” (teapots)- ونظيراتها الحكومية التي تشترى الخام لمنشآت التكرير التابعة، ولاحتياطيات البلد الاستراتيجية من النفط.
ترقب لمشتريات المصافي وسط المفاوضات
كتب جيانان صن، المحلل لدى “إنرجي أسبكتس” (Energy Aspects)، في مذكرة صدرت في السابع من أغسطس: “بينما تقلل الهند شراء شحنات الخام الفورية الروسية بشكل ملموس، اشترى عدد من مصافي التكرير الصينية بضع شحنات من خام الأورال تسليم أكتوبر. لكن يُستبعد أن تتمكن الصين من استيعاب كل الكميات التي تراجعت الهند عن شرائها”.
وأضاف: “الأورال ليس خاماً أساسياً بالنسبة لمصافي التكرير الحكومية في الصين، ما يحد من اهتمام الدولة بتكوين مخزون استراتيجي منه. ونتوقع أن تتوخى الشركات الحكومية الصينية الحذر في شراء كميات إضافية من روسيا وسط المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين”.