Site icon السعودية برس

رسائل أميركية لإسرائيل بشأن جبهة لبنان ونقاش حول “مقياس التصعيد”

|

أجرى مسؤولون أميركيون سلسلة اتصالات مع نظرائهم الإسرائيليين بشأن التطورات الأخيرة على جبهة لبنان، وقال البيت الأبيض إنه ما زال هناك مجال للعمل الدبلوماسي، في حين صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يفضل تجنب حرب شاملة، لكنه يتمسك بإبعاد حزب الله عن الحدود.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي -اليوم الأحد- إن “هناك طرقا أفضل لإعادة الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال، بدلا من الحرب وفتح جبهة ثانية ضد حزب الله”.

وتابع قائلا “لا نذرف الدموع على إبراهيم عقيل الذي تلطخت يداه بالدماء الأميركية، ولكننا لا نريد التصعيد”، وذلك في إشارة إلى اغتيال إسرائيل القائد العسكري البارز في حزب الله في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت أول أمس الجمعة.

وأضاف كيربي في تصريحات لشبكة “إيه بي سي” الأميركية: “لا نزال نعتقد أن هناك وقتا ومجالا للعمل الدبلوماسي لحل الصراع وإعادة الإسرائيليين إلى منازلهم”.

وأكد أن الولايات المتحدة تفعل كل ما في وسعها للحيلولة دون تحول القتال بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة، وقال “لا نعتقد أن تصعيد هذا النزاع العسكري يصب في مصلحتهم (إسرائيل). هذا ما نقوله مباشرة لنظرائنا الإسرائيليين”.

نتنياهو يتحدث

وفي إسرائيل، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن حكومته تفضل ألا تذهب إلى حرب شاملة في التصعيد مع حزب الله، لكنها عازمة على إبعاده عن الحدود.

وأضاف نتنياهو أن إسرائيل وجهت لحزب الله خلال الأيام الماضية “سلسلة من الضربات لم يكن يتخيلها”، وتوعده بمزيد من الضربات إذا لم يفهم الرسالة، حسب تعبيره.

في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن وزير الدفاع لويد أوستن أجرى اتصالا مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت أمس السبت عقب سلسلة هجمات حزب الله الصاروخية على شمال إسرائيل.

وأعرب أوستن لنظيره الإسرائيلي عن قلقه بشأن سلامة وأمن المواطنين الأميركيين في المنطقة، كما شدد على أهمية التوصل إلى حل دبلوماسي لإعادة الإسرائيليين إلى ديارهم في الشمال، وفقا لما ذكره البنتاغون.

رسائل أميركية

وأفاد موقع أكسيوس الأميركي بأن كلا من مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ووزير الدفاع لويد أوستن ومستشار البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي آموس هوكشتاين أجروا عدة مكالمات مع نظرائهم الإسرائيليين يومي الجمعة والسبت.

ونقل الموقع عن مسؤول أميركي قوله إن إحدى الرسائل الرئيسية كانت أن واشنطن تريد إبقاء الطريق مفتوحا أمام الحل الدبلوماسي.

وأضافت المصادر أن الولايات المتحدة أوضحت لإسرائيل أن مثل هذه الحرب لن تحقق هدفها بإعادة النازحين إلى منازلهم.

كما أكدوا أن تأثير واشنطن على القرارات العسكرية الإسرائيلية محدود، وأنها “تركز على التوصل إلى تفاهم مع إسرائيل بشأن مقياس التصعيد”.

وقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إن إدارة الرئيس جو بايدن طلبت من إسرائيل الامتناع عن اتخاذ إجراءات مثل الغزو البري أو الضربات الجوية واسعة النطاق في المناطق المدنية التي من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد الصراع إلى حرب.

“واشنطن تؤيد التصعيد”

من ناحية أخرى، قال موقع “والا” الإسرائيلي إن الولايات المتحدة، رغم معارضتها العلنية حربا شاملة مع حزب الله، فإنها تؤيد سياسة التصعيد الإسرائيلية ضد الحزب لتحقيق ضغط عسكري يفتح الطريق لتفاهم دبلوماسي ينهي الصراع في الشمال ويسمح للسكان بالعودة إلى ديارهم على طرفي الحدود.

واستهدف حزب الله -اليوم الأحد- بالصواريخ مواقع في حيفا التي تبعد عن الحدود اللبنانية نحو 40 كيلومترا، وذلك للمرة الأولى منذ بدء المواجهة بين الجانبين في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال الحزب إن هجماته صباح اليوم تعد ردا أوليا على “المجزرة الوحشية التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في مختلف المناطق اللبنانية يومي الثلاثاء والأربعاء ‌‏(مجزرة البيجر وأجهزة اللاسلكي)”.

وأعلن نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله اليوم أن الحزب دخل “معركة الحساب المفتوح” ضد إسرائيل، كما أكد أن “جبهة الإسناد اللبنانية مستمرة مهما طال الزمن إلى أن تتوقف الحرب على غزة”.

“غزة أخرى”

ومع تصاعد المواجهة، أعربت جهات دولية عدة عن قلقها من اتساع نطاق الصراع، ودعت إلى التهدئة والتوصل إلى تسوية سياسية.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من مخاطر تحويل لبنان إلى “غزة أخرى”.

وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت إن المنطقة تقترب من “كارثة وشيكة”، مشددة على أنه “لا حل عسكريا من شأنه أن يوفر الأمان لأي طرف”.

من جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد “قلق للغاية إزاء التصعيد في لبنان بعد هجوم الجمعة في بيروت”، في إشارة إلى الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية والتي أسفرت عن مقتل نحو 50 لبنانيا، بينهم عدد من قادة وعناصر حزب الله.

ودعا بوريل إلى وقف إطلاق النار على طول الخط الأزرق وكذلك في قطاع غزة، مشيرا إلى أن المدنيين على جانبي الحدود “يدفعون ثمنا باهظا”.

بدوره، دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى وقف فوري لإطلاق النار، كما نصح المواطنين البريطانيين في لبنان بالمغادرة بسبب “التصعيد المقلق”.

المصدر : الجزيرة + وكالات + الصحافة الإسرائيلية

Exit mobile version