Site icon السعودية برس

رئيس مدغشقر يغادر البلاد بعد احتجاجات جيل زد

شهدت مدغشقر واحدة من أكثر اللحظات دراماتيكية في تاريخها السياسي الحديث، بعدما أكدت مصادر رسمية ومعارضة أن الرئيس أندري راجولينا غادر البلاد على متن طائرة عسكرية فرنسية، إثر انتفاضة شعبية واسعة قادها جيل الشباب “زد”، في مشهد يعكس موجة الغضب العالمية التي تجتاح أوساط الشباب في عدد من الدول النامية.

وقال سيتيني راندريانا سولونيايكو، زعيم المعارضة في البرلمان، لوكالة رويترز إن الرئيس “غادر مدغشقر مساء الأحد بعد انضمام وحدات من الجيش إلى صفوف المحتجين”. 

وأضاف: “اتصلنا بديوان الرئاسة، وأكدوا أنه غادر البلاد، لكن لا أحد يعرف وجهته الحالية.”

الرئاسة لم تصدر أي تعليق رسمي، غير أن راجولينا ظهر في خطاب مسجل على فيسبوك مساء أمس الاثنين، قال فيه إنه اضطر إلى “الانتقال إلى مكان آمن لحماية حياته”، مؤكدًا أنه لن يسمح “بتدمير مدغشقر”.

ونقلت رويترز عن مصدر عسكري أن الرئيس غادر البلاد على متن طائرة عسكرية فرنسية من طراز “كازا” أقلعت من مطار “سانت ماري”، بعد أن نقل إليه بمروحية. وأفادت إذاعة آر إف أي الفرنسية أن راجولينا توصل إلى اتفاق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتأمين خروجه.

وفي تعليق من القاهرة عقب مشاركته في قمة شرم الشيخ للسلام، قال ماكرون إنه لا يستطيع تأكيد مشاركة فرنسا في عملية الإجلاء، لكنه شدد على ضرورة “الحفاظ على النظام الدستوري في مدغشقر”، داعيًا إلى عدم استغلال “مطالب الشباب المشروعة” من قبل الفصائل العسكرية.

انتفاضة جيل “زد” 

وتفجرت الاحتجاجات في 25 سبتمبر الماضي على خلفية نقص المياه وانقطاع الكهرباء، قبل أن تتطور سريعًا إلى انتفاضة ضد الفساد وسوء الحكم وغياب العدالة الاجتماعية.

ومع اتساع رقعة الغضب، أعلن فيلق النخبة العسكري “كابسات” – الذي كان قد دعم راجولينا في انقلابه عام 2009 – انضمامه إلى المتظاهرين، مؤكدًا رفضه إطلاق النار على المدنيين. بل قام عناصره بتأمين المسيرات في العاصمة أنتاناناريفو، ورافقوا آلاف المحتجين نحو ساحة الاستقلال.

وأكدت مصادر برلمانية أن رئيس مجلس الشيوخ – الذي كان من أبرز وجوه السلطة – أقيل من منصبه، وتم تعيين جان أندريه ندريمانجاري مؤقتًا، في انتظار الانتخابات المقبلة.

وحسب الدستور، يتولى رئيس مجلس الشيوخ منصب الرئيس بالإنابة في حال شغور المنصب.

وتعتمد البلاد على تصدير الفانيليا، والنيكل، والكوبالت، والمنسوجات، والروبيان كمصادر رئيسية للدخل، إلا أن الفساد وسوء الإدارة أضعفا الاقتصاد بشدة.

وقبل مغادرته، أصدر راجولينا عفوًا رئاسيًا عن عدد من السجناء، بينهم فرنسيان كانا قد أدينا بمحاولة انقلاب عام 2021، بحسب وثيقة داخلية اطلعت عليها رويترز.

Exit mobile version