Site icon السعودية برس

دليل المتداولين إلى محادثات ترمب وبوتين في ألاسكا من الأسهم للسلع

يدرس المتداولون كيفية التعامل مع مختلف الاحتمالات الجيوسياسية المتوقعة للاجتماع المقرر اليوم بين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين، بحثاً عن أي مؤشرات قد تكشف كيف ستؤثر نتيجة اللقاء على الاتجاه المستقبلي للأسواق.

قبيل انطلاق المحادثات، تدفق المستثمرون على الأصول التي قد تستفيد من وقف إطلاق النار في أوكرانيا أو من تخفيف العقوبات على روسيا، إذ ارتفعت سندات الحكومة الأوكرانية، إلى جانب أسهم الشركات التي قد تستفيد من إعادة إعمار أوكرانيا، والبنوك الأوروبية التي لا تزال تحتفظ بوجود لها في روسيا.

كما أضاف الاجتماع مزيداً من الزخم لموجة الارتفاع الأوسع في الأسهم الأوروبية، التي كانت بالفعل من بين الأفضل أداءً العام الجاري مع دعم الإنفاق المالي في ألمانيا لآفاق النمو الاقتصادي في المنطقة.

اقرأ أيضاً: قبل لقاء ترمب وبوتين.. 6 محطات تكشف التحول الدرامي في علاقة الزعيمين

قال كريستوفر غرانفيل، المدير الإداري في شركة الأبحاث “تي إس لومبارد” (TS Lombard): “مهما كانت النتيجة المعلنة، فإن اجتماع ألاسكا يُمثل البداية الحاسمة للمرحلة الختامية من حرب أوكرانيا”.

وأضاف: “بصرف النظر عن تأثيره قصير الأجل على الأسواق، فإن أي تهدئة ستعزز الأسس التي يقوم عليها الاستثمار في أوروبا”.

فيما يلي نظرة على مختلف فئات الأصول وكيف يُرجّح أن تتأثر بأي تسوية محتملة:

الأسهم

تفوقت الأسهم في وسط وشرق أوروبا على معظم نظيراتها العالمية العام الجاري، مع تحسّن الآفاق الاقتصادية للمنطقة بفضل الآمال في تسوية الحرب في أوكرانيا. وتأتي المؤشرات القياسية في سلوفينيا والمجر وبولندا وجمهورية التشيك ضمن قائمة أفضل 10 مؤشرات أداءً من بين 92 مؤشراً تتابعها “بلومبرغ”.

أما في أوروبا الغربية، فيركز المستثمرون على قطاعات مثل البنية التحتية والشركات ذات الانكشاف على الصراع. فقد ارتفع مؤشر أسهم أعدته مجموعة “يو بي إس” يضم شركات قد تستفيد من إعادة إعمار أوكرانيا، مثل “شنايدر إلكتريك” (Schneider Electric) و”سيمنس إنرجي” (Siemens Energy)، بنسبة 32% العام الجاري ليصل إلى مستوى قياسي.

قد يهمك أيضاً: أهداف ترمب وبوتين تتباين في قمة ألاسكا

شهدت الأسواق أيضاً تحولاً طفيفاً بعيداً عن أسهم قطاع الدفاع، التي ارتفعت بأكثر من 70% هذا العام مع استثمار أوروبا، بقيادة ألمانيا، مليارات اليوروهات لإعادة تسليح نفسها. وتراجع مؤشر شركات الدفاع بما يصل إلى 6% من ذروته المسجلة في يوليو مع اقتراب قمة ألاسكا.

مع ذلك، يرى غرانفيل من “تي إس لومبارد” أن وقف إطلاق النار المحتمل قد يدعم أيضاً أصول قطاع الدفاع الأوروبية، إذ سيحتاج التكتل حينها إلى زيادة الإنفاق العسكري لردع أي عدوان روسي إضافي.

ومن جهة أخرى، قال راجيف دي ميلو، الرئيس التنفيذي للاستثمار في “غاما أسيت مانجمنت” (Gama Asset Management)، إن الأسهم الهندية والروبية قد يحققان مكاسب إذا ظهرت أي مؤشرات على أن ترمب سيلغي الرسوم الجمركية الثانوية على شركاء روسيا التجاريين.

السندات والعملات

قال ستيفن بارو، رئيس استراتيجية عملات مجموعة العشر في “ستاندرد بنك”، إن تحقيق انفراجة ملموسة في ألاسكا قد يدفع اليورو إلى مستويات لم يشهدها منذ ما قبل الغزو الروسي في 2022.

تابع بارو: “إذا ساد أي شعور بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام حقيقي، أو حتى وقف مؤقت للقتال، فقد نشهد تراجعاً في الدولار وارتفاعاً قوياً في اليورو على وجه الخصوص”. ويرى أن اليورو قد يتداول بين 1.20 و1.25 دولار لأول مرة منذ 2021، ارتفاعاً من حوالي 1.16 دولار حالياً.

تستحوذ السندات الأوكرانية المقوّمة بالدولار أيضاً على اهتمام المستثمرين، إذ منحتهم عوائد بلغت 10.6% خلال هذا الربع، وهي ثاني أفضل أداء بين 69 دولة نامية يتابعها “مؤشر بلومبرغ للعائد الإجمالي للسندات السيادية في الأسواق الناشئة”، كما أن أي نتيجة إيجابية للمحادثات ستعزز السندات وعملات دول مثل بولندا والمجر.

السلع

تتداول أسعار النفط قرب أدنى مستوياتها في شهرين قبيل الاجتماع. وحذّر “سيتي” هذا الأسبوع من أن إحراز تقدم نحو اتفاق لإنهاء الحرب قد يدفع خام برنت للتراجع إلى أوائل الستينيات دولاراً للبرميل، انخفاضاً من قرابة 66 دولاراً حالياً.

في الوقت نفسه، شهدت أسعار الغاز حالة من الاستقرار في الفترة التي سبقت الاجتماع. وبينما سيكون لأي تقدم ملموس في وقف إطلاق النار أثر هبوطي على أسعار الطاقة، فمن غير المرجح أن تُرفع العقوبات الأميركية عن مشاريع الغاز الطبيعي المسال الروسية في وقت قريب.

اقرأ أيضاً: سعر الغاز يهبط لأدنى مستوى في 2025 بأوروبا ترقباً لقمة ترمب وبوتين

كان الصراع أيضاً محفزاً رئيسياً لموجة الارتفاع الطويلة في أسعار الذهب، التي تضاعفت من أواخر 2022 حتى أوائل العام الجاري. وأي مؤشرات على وقف إطلاق النار قد تقلص الطلب على الملاذات الآمنة. أما المعادن الصناعية مثل النحاس، فستكون حساسة لأي دلائل على أن روسيا تسير في مسار العودة للتجارة مع الدول الغربية.

وقال محللو “بلومبرغ”: “الأسهم الأوروبية، والنفط، واليورو، والروبية الهندية هي الأصول التي ستتأثر بالنتيجة بشكل أوضح. ورغم أن النتائج المتطرفة غير مرجحة، فإن التباين السائد في التوقعات يعني أن الأسواق ستتفاعل، بغض النظر عما سيحدث”.

Exit mobile version