أثار إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن شروعه في توفير خيام إيواء لسكان مدينة غزة، ابتداء من اليوم الأحد، استعدادا لتهجيرهم ونقلهم من مناطق القتال إلى جنوب القطاع، غضبا واستهجانا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن هذه الخطوة تأتي “بناء على توجيهات المستوى السياسي، وفي إطار تحضيرات الجيش لنقل السكان المدنيين من مناطق القتال إلى جنوب قطاع غزة حفاظا على أمنهم” على حد قوله، مشيرا إلى أنه اعتبارا من اليوم (الأحد) سيتم تجديد توفير الخيام ومعدات المأوى لسكان القطاع.
ووفقا لأدرعي فإن المعدات ستنقل عن طريق معبر كرم أبو سالم بواسطة الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية “بعد خضوعها لتفتيش دقيق”، مضيفا أن “العمل سيتواصل لإتاحة دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”.
وفي السياق ذاته، ذكرت قناة “i24news” الإسرائيلية أن الجيش اختار منطقة “جنوب محور موراغ” قرب رفح، جنوبي قطاع غزة، لإقامة “مخيم الإيواء” الذي سينقل إليه مئات آلاف الفلسطينيين قبل بدء عملية احتلال غزة.
وقد أشعل إعلان جيش الاحتلال عن إقامة “مخيمات إيواء” في رفح جنوبي قطاع غزة جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعدما اعتبره ناشطون مقدمة لعملية تهجير جماعي تهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه قسرا من أراضيهم، تحت غطاء توفير المأوى والمساعدات.
جيش الاحتلال يعلن عن استئناف إدخال خيام ومعدات إيواء إلى قطاع غزة الأحد القادم – بزعم تقديم المساعدات الإنسانية، لكن الهدف الحقيقي هو تسهيل عملية التهجير القسري ونقل السكان جنوبًا – تنفيذًا لتوجيهات المستوى السياسي.
الخيام ومستلزمات الإيواء ستدخل عبر الأمم المتحدة ومنظمات… pic.twitter.com/pGxb8oyOD2
— الحـكـيم (@Hakeam_ps) August 16, 2025
وجاء الإعلان بالتزامن مع تدمير مئات المنازل في مدينة غزة وحي الزيتون خلال عملية عسكرية واسعة منذ عدة أيام، مما عزز المخاوف من أن الخيام ليست سوى غطاء لمخطط تهجير قسري.
وأشار ناشطون إلى أن ما يجري على الأرض يثبت ذلك، حيث يشن الاحتلال منذ أيام عملية برية واسعة في حي الزيتون والأطراف الشرقية لمدينة غزة، دمر خلالها بشكل ممنهج كل ما يصادفه.
🔺خلال 6 أيام فقط نسف جيش الإحتلال أكثر من 400 منزل في #حي_الزيتون بمدينة #غزة شمال القطاع، ثم أعلن اليوم مفاجأة عن استئناف إدخال خيام ومعدات إيواء.
🔺هذه الخيام هي لتسهيل عملية #التهجير القسري ونقل السكان جنوبًا، حيث المعتقل الذي تعمل #اسرائيل على إنشاءه في رفح باسم مدينة الخيام pic.twitter.com/SIKXS37qvQ— Ola (@Ogypte) August 17, 2025
وأكدوا أن الجيش نسف خلال 6 أيام فقط أكثر من 400 منزل في حي الزيتون شمال القطاع، ثم أعلن بالتزامن عن إدخال خيام ومعدات إيواء، في خطوة وصفوها بأنها تمهيد مباشر لعملية التهجير القسري بعد تعرض منذ عدة أيام لتفجيرات مرعبة ومتتالية تنفذها جرافات وآليات عسكرية ضخمة، في إطار تمهيد الاحتلال للسيطرة عليه ضمن عدوانه البري.
تفجيرات مرعبة ومتتالية ..
الاحتلال الصهيوني ينسف بالمتفجرات عددا كبيرا من المنازل في حي الزيتون، جنوب شرق مدينة #غزة. pic.twitter.com/bUl69wLv7r
— Talal Ibrahim (@Talal81ibrahim) August 17, 2025
وأشاروا إلى أن قوات الاحتلال تهدم كل شيء بشكل ممنهج لتدمير مقومات الحياة، وتحويل الحي إلى بيئة غير صالحة للعيش عبر سياسة الأرض المحروقة، كما حدث في مناطق الشمال بيت حانون وجنوبا كمدينة رفح.
ورأى مغردون أن هذه الخيام ليست إلا أداة لتسهيل نقل السكان جنوبا، حيث يجري العمل على إقامة “مدينة الخيام” في رفح، والتي وصفوها بأنها أشبه بمعتقل جماعي.
واعتبروا أن الاحتلال بدأ بالفعل تنفيذ أخطر أهداف حربه على قطاع غزة، ببناء مخيم ضخم لحشر الفلسطينيين فيه وتهيئتهم لعمليات تهجير تبدو طوعية في ظاهرها لكنها قسرية في حقيقتها، بعد تحويل القطاع إلى منطقة مدمرة وغير صالحة للسكن.
وأشار آخرون إلى أن الخطوة تثير تساؤلات خطيرة حول الوسائل التي سيلجأ إليها الاحتلال لدفع المواطنين للانتقال إلى هذه المخيمات، والدور الذي ستلعبه المنظمات الدولية التي يقول إنه ينسق معها، فضلا عن مواقف بعض الدول التي قد تتجاوب مع مخطط التهجير.
وكتب أحد النشطاء: “إسرائيل بدأت فعليا بتنفيذ مخطط التهجير واحتلال غزة عسكريا”، فيما علق آخر: “خراب رفح تهيئة لتهجير سكان القطاع وتفريغه”.
وتساءل مدونون: هل يعقل أن تكفي مواصي خان يونس ودير البلح لمليوني إنسان؟، مؤكدين أن هذا ما يفسر عمليات التدمير والتهجير الجارية، إذ جرى تفريغ منطقة رفح وتطهيرها تمهيدا لجعلها الوجهة الأساسية لتوافد النازحين إليها.
كما أشار مدونون إلى أن الهدف النهائي يتمثل في حشر سكان غزة جنوبا على الحدود المصرية، تمهيدا لدفعهم بالقوة نحو الأراضي المصرية، مؤكدين أن ما يجري هو مقدمة لحرب شاملة تهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه بالكامل واحتلاله.
ورأى عدد منهم أن بهذا القرار، يتضح أن المساعدات ليست سوى أداة أخرى لفرض مخططات التهجير وتفريغ المناطق الشمالية من سكانها، تمهيدا لمرحلة أشد قسوة من الحرب.