Site icon السعودية برس

خطة ترامب للسيطرة على غزة بين “العبثية” والضغوط القصوى

مع وقف إطلاق النار في غزة كثفت إسرائيل من عمليات القصف في الضفة  وعلى مخيم جنين (الجزيرة)

هدية لإسرائيل

يصف محللون ترامب بكونه أكثر “تطرفا” في معاداة الحق الفلسطيني من سلفه جو بايدن الذي اعتبر نفسه أنه “صهيوني”، بل إن إدارة ترامب -بحسبهم- تستهدف تغيير المشهد في المنطقة بشكل أكثر راديكالية، وتصفية القضية الفلسطينية.

دعمت إدارة بايدن إسرائيل في حربها الوحشية على غزة، بينما يستكمل ترامب المهمة “بفجاجة” الحديث عن “تطهير غزة” من سكانها الفلسطينيين ونقلهم إلى سيناء أو الأردن أو أي مكان آخر.

كانت تصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية -بشكل بدا مقبولا- عن إيقاف الحرب، أو ضغطه على نتنياهو للقبول بوقف إطلاق النار قبل تنصيبه، مجرد مناكفة لسلفه الديمقراطي الذي قدم لإسرائيل كل شيء، لكنه لم يجرؤ على تصور الطرح الذي قدمه ترامب.

في ولايته الأولى (2017-2021) أعطى ترامب لإسرائيل أكثر مما كانت تنتظر، حين اعترف بالقدس “عاصمة موحدة وأبدية للدولة العبرية”، واعترف بضمها غير القانوني للجولان السوري المحتل، وفي عهده بلغ التوسع الاستيطانى بالضفة الغربية أوجه، وفي عهده منحها “صفقة القرن” التي خرج من البيت الأبيض من دون أن يستكمل أركانها، كما تصورها.

ويعود ترامب في ولايته الثانية بمخطط “الاستيلاء” لتلك الصفقة التي لم تكتمل أركانها بشكل أكثر “توحشا”، وهو بذلك لا ينفي التاريخ فقط، أو ينتهك القانون الدولي أو ينسف “حل الدولتين”، بل هو يحاول -وفق المحللين- أن يعصف بالوجود الفلسطيني كله والقضية برمتها.

وفي هذا السياق، تقول هالي سويفر الرئيسة التنفيذية للمجلس الديمقراطي اليهودي في أميركا “إن فكرة أن الولايات المتحدة ستستولي على غزة ليست متطرفة فحسب، بل إنها منفصلة تماما عن الواقع. في أي عالم يحدث هذا؟”.

كان الرؤساء الأميركيون يساندون إسرائيل بشكل مطلق، لكن أحدا منهم لم يجرؤ على القول “إن مساحة إسرائيل تبدو صغيرة جدا على الخريطة، ولطالما فكرت كيف يمكن توسيعها”، أو يدعون إلى تهجير سكانها واحتلالها، وهي أفكار ترامب الخارجة عن الصندوق تماما.

ويقول بيتر بيكر المحلل السياسي في صحيفة نيويورك تايمز إن “الرئيس ترامب كان يستمتع بإشادة نتنياهو باستعداده للتفكير خارج الصندوق، ولكن عندما يتعلق الأمر بغزة كان تفكير السيد ترامب خارج الصندوق إلى الحد الذي لم يكن من الواضح معه أنه كان يعرف حتى أن هناك صندوقا”.

Exit mobile version