قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن الكمين الذي وقعت فيه القوات الإسرائيلية اليوم الخميس خلال محاولة تسللها إلى مارون الراس جنوبي لبنان تؤكد حالة العمى الاستخباري التي تعيشها إسرائيل في هذه العملية.
وأشار حنا إلى أن دخول لواء غولاني واللواء السابع وفرقة إيغوس النخبوية إلى مارون الراس يؤكد بحث إسرائيل عن معلومات تخص منظومة القيادة والسيطرة والتمركزات الخاصة بحزب الله، مؤكدا أن إسرائيل لا يمكنها التضحية بقواتها في منطقة دون تحصيل الحد الأدنى من المعلومات.
وعن محاولات قوات الاحتلال التوغل في مناطق بعينها على الحدود مع لبنان، قال حنا إن التحركات تعكس محاولة إسرائيل السيطرة على المرتفعات بحيث تتمكن من مراقبة لبنان وتمنع الحزب من مراقبة شمال إسرائيل.
محاولة السيطرة على المرتفعات
وأشار حنا إلى أن الواقع الميداني والجغرافي يفرض توغلات محددة في أماكن محددة، مؤكدا أن الحرب اليوم مختلفة تماما عن حرب 2006، لأن مقاتلي حزب الله تمرسوا على القتال وأعدوا نفسهم لصد هذه التوغلات خلال العام الماضي تحديدا.
وفيما يتلعق بالمناطق التي يدور فيها القتال حاليا، قال حنا إنه يتركز في أصبع الجليل كونها منطقة عسكرية وفي المطلة (بوابة فاطمة) التي تمثل عقدة قتالية أساسية لحزب الله في الطريق إلى نهر الليطاني، مشيرا إلى أنها تفصل بين قوة الرضوان وقوات بدو ونصر وعزيز.
ورجح الخبير العسكري أن تحاول إسرائيل السيطرة على هذه المناطق لحماية الجليل الأعلى، لأنها ذهبت إلى العديسة التي ترتفع 900 متر عن سطح البحر، وكذلك كفر كلا الملاصقة للجدار الإسرائيلي على الحدود.
وبشأن ما حدث في مارون الراس، قال حنا إن لواء غولاني واللواء السابع وقوات إيغوس الخاصة ذهبت إلى هناك للاستطلاع والاستعلام وليس لتنفيذ هجوم كبير، وهو ما يؤكد وجود حالة “عمى استخباري” كتلك التي عانتها إسرائيل في قطاع غزة.
وأعلن حزب الله اللبناني أنه فجّر عبوات ناسفة في قوات إسرائيلية أثناء محاولتها التسلل اليوم الخميس عبر الحدود، وأوقع قتلى وجرحى في صفوفها، كما قصف مدينة طبريا ومستوطنات الجليل بعشرات الصواريخ، في حين تجددت الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى في لبنان.
وقال الحزب في بيان إن قوة إسرائيلية تسللت إلى محيط بلدة مارون الراس بجنوب لبنان، حيث جرى تفجير العبوتين فيها.
وأضاف أن مقاتليه فجّروا عبوة ناسفة في قوة من لواء غولاني كانت تحاول الالتفاف من الجهة الغربية للبلدة، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.
التوغلات تؤكد عمى إسرائيل استخباريا
وقال حنا إن هذه العملية تؤكد جاهزية حزب الله للقتال وتعكس عدم تأثر قوة الرضوان باغتيال قائدها إبراهيم عقيل قبل أقل من أسبوعين، لأنها هي التي تخوض المواجهة حتى الآن دون الحصول على إسناد من قوات أخرى، وفق قوله.
ولفت الخبير العكسري إلى أن “كل كمين وكل خسارة هما درس لإعادة تقييم العمل العسكري”، مشيرا إلى إسرائيل ذهبت إلى منطقة أصبع الجليل لأنها الأسهل في الاختراق.
وقال حنا إن حزب الله لا يوجد بشكل كبير في إصبع الجليل، وبالتالي فإن أي خرق في هذه المنطقة لا يمثل خطرا كبيرا عليه، ومع ذلك فقد تمكن من الإيقاع بالقوات الإسرائيلية عندما دخلت على الأرض.
وخلص إلى أن إسرائيل تحاول المناورة والهرب من المواجهة المباشرة، في حين أن حزب الله يريد العكس ويحاول جرها إلى مسافة صفرية قد تكون في حدود المدى المؤثر لصواريخ كورنيد وليست كتلك التي نراها في غزة، مؤكدا أن جيش الاحتلال قد يسيطر على بعض المناطق بالنار، لكن ليس لفترة طويلة لأن الطائرات لا تحقق حسما كاملا.
وقال حنا إن إسرائيل ستخسر إذا دخلت لبنان وإذا لم تدخل أيضا، لأنها أعلنت أهدافا عالية قبل التوغل، مؤكدا أن حزب الله لن يترك الحدود من أجل الدفاع عن العمق إلا بعد إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الإسرائيليين.
وعن المدرعة “إم 113” التي تركتها قوات الاحتلال بعد انسحابها من كفر كلا، قال حنا إنها مدرعة مسيرة يتم التحكم بها عن بعد، لأن إسرائيل توقفت عن استخدامها منذ فترة.
ولفت إلى ضرورة عدم الاقتراب من أي آلية عسكرية يتم تركها في ساحة المعركة، خصوصا أن إسرائيل استخدمت هذه المدرعة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة كآلية مفخخة.
وظهرت المدرعة مصفوفة إلى جانب أحد المنازل، وقد نقلت الجزيرة عن مصدر أمني لبناني أنها قد تكون مفخخة.