قالت النائبة هناء رزق الله عضو مجلس النواب، إن السوق المصرية للسيارات في الآونة الأخيرة تشهد حالة من التراجع الملحوظ في الأسعار، بعد فترة طويلة من الارتفاع غير المسبوق نتيجة أزمات الاستيراد وسعر الصرف والقيود الجمركية.
وأكدت النائبة هناء أنيس رزق الله، عضو لجنة العلاقات الخارجية وعضو أمانة المرأة المركزية بحزب الشعب الجمهوري، أن هذا التراجع يعكس تحركات حكومية وبرلمانية لضبط السوق وتخفيف الأعباء عن المواطنين.
وتوضح رزق الله أن أزمة السيارات لم تكن محلية فقط، بل ارتبطت بالأوضاع الاقتصادية العالمية ونقص سلاسل الإمداد، مشيرة إلى أن الفترة الأخيرة شهدت انفراجة واضحة نتيجة تدخلات الدولة وفتح قنوات جديدة للاستيراد.
تحرير سعر الصرف وتراجع الدولار الجمركي
أحد أبرز الأسباب المباشرة لانخفاض أسعار السيارات في مصر هو استقرار سعر الصرف وتراجع الدولار الجمركي، الأمر الذي انعكس إيجابياً على تكلفة استيراد السيارات وقطع الغيار.
وأشارت النائبة هناء أنيس رزق الله إلى أن استقرار السوق النقدية أتاح للتجار والمستوردين هامشاً أوسع لتخفيض الأسعار، بعد فترة من الغموض وعدم القدرة على التسعير.
كما أن إعلان الحكومة المصرية عن تسهيلات للمستوردين وتخصيص حصص دولارية للسلع الاستراتيجية والسيارات ساعد في تحريك السوق وتقليل الضغوط التضخمية.
دور المبادرات الحكومية والرقابة على السوق
تؤكد رزق الله أن المبادرات الحكومية لعبت دوراً محورياً في إنعاش السوق، ومنها مبادرة استيراد سيارات المصريين بالخارج التي ساهمت في ضخ كميات إضافية من السيارات بأسعار أقل نسبياً. إلى جانب ذلك، شنت الأجهزة الرقابية حملات لمتابعة الأسواق ومنع الممارسات الاحتكارية لبعض الوكلاء.
وترى أن وجود رقابة برلمانية وشعبية على السوق كان عاملاً أساسياً في الحد من ظاهرة “الأوفر برايس” التي أرهقت المواطنين خلال الفترة الماضية، ما أدى إلى خلق مناخ تنافسي انعكس على تراجع الأسعار.
زيادة المعروض وتراجع الطلب
تشير النائبة إلى أن أحد الأسباب الجوهرية في انخفاض أسعار السيارات هو زيادة المعروض بعد دخول شحنات جديدة من السيارات، في مقابل تراجع نسبي للطلب نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة وتفضيل شريحة من المواطنين تأجيل قرار الشراء.
وأضافت أن السوق حالياً يشهد نوعاً من التوازن، حيث لم يعد التجار قادرين على فرض أسعار مبالغ فيها على المستهلك، خاصة مع ظهور بدائل تمويلية ومنافسة أكبر بين الشركات.
مستقبل سوق السيارات في مصر
أكدت رزق الله أن انخفاض أسعار السيارات لا يعني بالضرورة استمرار التراجع، لكنه يعكس بداية مرحلة جديدة من ضبط السوق وتوفير مناخ عادل للتجار والمستهلكين.
وشددت على ضرورة استثمار هذه المرحلة في تشجيع الصناعة المحلية للسيارات، حتى لا تظل مصر رهينة للاستيراد وظروف الأسواق الخارجية.
وأوضحت أن التوسع في الصناعات المغذية ودعم الاستثمار الأجنبي في مجال تجميع السيارات بمصر سيكون الضمان الحقيقي لاستقرار الأسعار على المدى الطويل.
التكنولوجيا والسيارات الكهربائية
وفي رؤيتها المستقبلية، أكدت النائبة هناء أنيس رزق الله أن الاتجاه العالمي نحو السيارات الكهربائية والهجينة يمثل فرصة كبيرة لمصر، خاصة مع دعم الدولة لمشروعات البنية التحتية للشحن الكهربائي. مشيرة إلى أن تشجيع هذه الصناعة محلياً سيقلل من كلفة الاستيراد ويمنح السوق المصرية ميزة تنافسية إقليمية.
وقالت إن ربط التكنولوجيا الحديثة بقطاع السيارات يفتح الباب أمام فرص عمل جديدة، ويضع مصر على الخريطة العالمية كمركز إقليمي لصناعة السيارات.