Site icon السعودية برس

حقيقة مشاهد متداولة لمقاتلات أميركية وزوارق هجومية قبالة السواحل الفنزويلية

في ذروة التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وفنزويلا، غمرت منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة صور ومقاطع فيديو تزعم أنها توثق حشودا عسكرية أميركية ضخمة تنذر بانفجار حرب وشيكة في الكاريبي.

وتداولت حسابات عربية وأجنبية منشورات دعمتها بتقارير ومقاطع فيديو، تحدثت عن وصول مقاتلات أميركية متطورة إلى بورتوريكو، وهو إقليم تابع لها، ونشر زوارق إيرانية الصنع على السواحل الفنزويلية، بل ذهبت إلى حد الادعاء بأن هجوما على العاصمة كراكاس بات وشيكا.

اقرأ أيضا

list of 2 itemsend of list

فريق “الجزيرة تحقق” أجرى بحثا حول المشاهد المتداولة، وظهر أن معظم هذه المواد إما مضللة أو قديمة أو جرى التلاعب بها، في حين أن بعض الوقائع صحيحة لكنها أحيطت بقدر كبير من التهويل يوحي بأن المواجهة العسكرية على الأبواب.

غموض وتوعد

في ذروة الجدل المتصاعد، اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يبقي الغموض قائما؛ إذ امتنع الأحد عن تأكيد أو نفي احتمال توجيه ضربات عسكرية داخل فنزويلا.

جاء ذلك بالتوازي مع تقارير تحدثت عن هبوط 10 مقاتلات أميركية من طراز “إف-35” في بورتوريكو، على مسافة لا تتجاوز 550 ميلا من الأراضي الفنزويلية.

وفي الضفة الأخرى من المشهد، صعّد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من لهجته، وندد بما وصفه “أكبر تهديد تشهده قارتنا خلال 100 عام”.

ولم يكتف مادورو بالتحذير، بل تعهد بأن فنزويلا ستدخل مرحلة “الكفاح المسلح” إذا تعرضت لأي هجوم أميركي، في خطاب بدا أقرب إلى إعلان استعداد لمواجهة مفتوحة.

تصعيد إعلامي

على وقع التصعيد، انشغلت الصحافة الأميركية وصفحات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي بعقد مقارنات بين القدرات العسكرية للولايات المتحدة وفنزويلا، في مشهد يعكس حجم التوتر ويفاقم من مناخ المواجهة المحتملة.

هذه الأجواء المشحونة وفرت أرضية خصبة لحسابات ومنصات رقمية وظفت لغة الإثارة والتهويل، لتصوغ روايات مضللة تضخم من التطورات في الكاريبي وتقدمها كأنها تمهيد لحرب وشيكة.

مقاتلات إف-35 في بورتوريكو

تداولت حسابات موثقة على منصة “إكس” مقطع فيديو زعمت أنه يوثق هبوط مقاتلات أميركية من طراز “إف-35” في بورتوريكو، وقالت إن هذه الخطوة تأتي في إطار استعدادات واشنطن لشن هجوم محتمل على فنزويلا.

ورغم أن المقطع ارتبط بتغريدة من حساب “ديفينس إنتيليجنس”، فقد كشف التحقق أن الفيديو قديم، إذ تعود نسخته الأصلية إلى 21 مايو/أيار 2025، حين نُشر لأول مرة على “إنستغرام” قبل أن يُعاد تدويره حاليا للإيحاء بتطور جديد في المشهد العسكري.

زوارق إيرانية في فنزويلا

كما تداول ناشطون مقطعا حصد مئات آلاف المشاهدات، زُعم أنه يوثق نشر فنزويلا زوارق هجومية إيرانية الصنع، مزودة بصواريخ كروز مضادة للسفن من طراز “سي إم 90″، المصممة لاستهداف القطع الحربية الضخمة.

غير أن التحقق عبر تقنيات البحث العكسي أظهر أن المقطع نفسه منشور سابقا في 30 ديسمبر/كانون الأول 2023 على منصة “إكس”، مما ينسف الادعاء بارتباطه المباشر بالتطورات الأخيرة بين الولايات المتحدة وفنزويلا.

تحرك قاذفات الشبح

انتشر على منصات التواصل مقطع فيديو يظهر استعراضا جويا لمقاتلات أميركية من طراز “بي-2 سبيريت” (قاذفات الشبح)، أُرفق بعبارات تزعم أن واشنطن تستعد لشن هجوم واسع النطاق على كراكاس لتدمير بنيتها التحتية ومنشآتها النفطية، تمهيدا لفتح جبهة أخرى ضد إيران.

لكن المراجعة كشفت عن أن الفيديو قديم، إذ وجدت نسخة سابقة له منشورة على “تيك توك” و”ثريدز”، تتضمن خليطا من لقطات واقعية وأخرى معدلة باستخدام مؤثرات صوتية وبصرية، شملت تعديلات على الخلفية وإضافة موسيقى.

كما أن التقارير العسكرية المتاحة لم تشر إلى أي تحرك للقاذفات، بل اقتصرت على الحديث عن هبوط مقاتلات “إف-35” في بورتوريكو واستعداد حاملة الطائرات “يو إس إس إيوجيما” لإبحار محتمل، مما ينفي صحة المزاعم المرتبطة بتحرك “قاذفات الشبح”.

@pendrivedomito

B-2 espirit O anjo da Mort3 É lindo esse avião da força aérea americana (EUA) TRUMP o melhor presidente 🇺🇲🫡 #airforce #politica #fyppppppppppppppppppppppp #mundo #fyp

♬ The Promise – When In Rome

خلط الصحيح بالمضلل

في محاولة لصياغة مشهد أكثر إثارة، نشر حساب موثق على منصة “إكس” مقطعي فيديو للتحشيد العسكري، متسائلا إن كان ذلك استعدادا لغزو فنزويلا.

 

وتبين أن أحد المقطعين حديث (يمين) ويظهر تدريبات عسكرية واسعة للقوات البحرية الأميركية في جنوب بورتوريكو، أما الآخر (يسار) فيعود إلى مايو/أيار الماضي، ولا علاقة له بالتصعيد الحالي.

المدمرة الأميركية

وفي الخامس من سبتمبر/أيلول الجاري، أعلنت وزارة الحرب الأميركية أن طائرتين فنزويليتين من طراز “إف-16” حلقتا فوق مدمرة أميركية في المياه الدولية بالبحر الكاريبي، ووصفت الواقعة بأنها “خطوة استفزازية للغاية”.

وسرعان ما انتشر مقطع مصور للحادثة على نطاق واسع، واعتبرته حسابات رقمية “صفعة قوية للولايات المتحدة”.

غير أن البحث أظهر أن الفيديو منشور على “إنستغرام” بتاريخ 30 أغسطس/آب الماضي من حساب منسوب لضابط فنزويلي، أي قبل 5 أيام من الحادثة المعلنة.

 

يذكر أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أعلن تعبئة 25 ألف عنصر من القوات المسلحة في المناطق الحدودية مع كولومبيا وعلى السواحل البحرية، في تصعيد جديد بعد نشر الولايات المتحدة سفنا حربية في البحر الكاريبي قرب المياه الإقليمية الفنزويلية.

وكانت واشنطن قد نشرت سفنا حربية في البحر الكاريبي، وأرسلت 10 مقاتلات من طراز “إف-35″ إلى بورتوريكو وهو إقليم تابع لها، ضمن ما وصفته بـ”الحرب على تهريب المخدرات”.

Exit mobile version