Site icon السعودية برس

“جيش كامل”.. هكذا بدت القسام خلال تسليم الأسير الأميركي كيث سيغال

|

في مشهد حمل من التحدي أكثر مما حمل من الاحتفاء، سلمت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الأسير الإسرائيلي الأميركي كيث شمونسل سيغال.

ففي أول عملية تبادل بعد إعلان استشهاد قائد أركان القسام محمد الضيف، سلَّمت وحدة الظل القسامية سيغال (65 عاما) في ميناء غزة، وذلك في حضور مئات من مقاتلي كتائبها المختلفة.

وكانت صور أعضاء المجلس العسكري الذين أعلنت القسام مؤخرا عن استشهادهم خلال المعركة وعلى رأسهم الضيف، حاضرة على منصة التسليم.

وشارك في تأمين العملية مقاتلون من وحدات المشاة والقنص والدروع التابعة للقسام، كما قال مراسل الجزيرة في غزة محمد قريقع، وقد انتشروا في المكان لساعات قبل وصول وحدة الظل التي حضرت بزيها الخاص ومركباتها الخاصة وبرفقتها سيغال الذي احتفظت به طيلة 15 شهرا.

لكن المفاجأة الكبرى تمثلت في حضور قائد كتيبة الشاطئ هيثم الحواجري، عملية التسليم بزيه العسكري، وهو الرجل الذي قال الجيش الإسرائيلي إنه قتله خلال الحرب.

احتفاء شعبي كبير

ومنذ الصباح الباكر، توافد مئات الفلسطينيين إلى ميناء غزة لحضور عملية تسليم سيغال، وكانت بعض النساء تنثر الورود على رؤوس المقاتلين في حين قام كثيرون بتوزيع الحلوى.

ولأول مرة، وصل الفلسطينيون إلى الميناء من شارع الرشيد الساحلي الذي منعهم الاحتلال من الوصول إليه طيلة فترة الحرب، وقد فضَّلوا حضور تسليم سيغال على العودة لبيوتهم، كما قال قريقع.

وقطع هؤلاء ما يصل إلى 10 كيلومترات لحضور هذا المشهد التاريخي، وكان اختيار موقع التسليم مقصودا لأن العائدين إلى بيوتهم في الشمال كانوا يمرون به حتى إن بعض جرحى الحرب حرصوا على حضور تسليم الأسير الأميركي، حسب قريقع.

وكما حدث في مشاهد التسليم السابقة، كانت الأسلحة الإسرائيلية التي غنمتها المقاومة من الجيش الإسرائيلي خلال عملية طوفان الأقصى، حاضرة على أكتاف مقاتلي القسام، بيد أن أسلحة أكثر نوعية ظهرت خلال عملية تسليم سيغال.

وكان تموضع مقاتلي القسام في المكان مهندسا بحكمة، وأرسل رسالة قوية إلى إسرائيل بأن الكتائب قد استعادت قوتها وتشكيلها، كما قال كرام.

ووفقا لمراسل الجزيرة في فلسطين إلياس كرام، فإن مشهد التسليم سيمثل صدمة لإسرائيل التي قال قادتها العسكريون إنهم دمروا قدرات حماس العسكرية، وهو ما تنفيه هذه الصورة.

مراسم صادمة لإسرائيل

كما أن مراسم تنظيم عملية التسليم تؤكد بقاء حماس سياسيا في قطاع غزة، كما قال كرام، مضيفا أن ما ظهر اليوم “هو جيش كامل وليس منظمات إرهابية كما تحاول إسرائيل تصويرها”.

وكانت السيارات البيضاء حاضرة أيضا في عملية التسليم الجديدة، وهي السيارات التي تثير الرعب في قلوب الإسرائيليين لأنها هي التي اقتحمت غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حسب مراسل الجزيرة.

وردد المقاتلون الهتاف المشهور “حط السيف قصاد السيف.. إحنا رجال محمد ضيف”. وقال كرام إن على المتحدث العسكري الإسرائيلي أن يرد على هذه المشاهد “التي تتناقض تماما مع ما كان يتبجح به من تصريحات عن تدمير القسام”.

ومن وجهة نظر كرام، فإن المقاومة أرادت من خلال المشهد العسكري المصمم بعناية القول “نحن هنا”، وهو أمر يتوافق مع نتائج استطلاع صحيفة معاريف الإسرائيلية الأخير الذي أظهر أن 4% فقط يعتقدون أن الحرب قد حققت أهدافها بالكامل.

وتم تسليم سيغال وهو في كامل صحته وأناقته، وقد منحته المقاومة هدية له ولزوجته التي كانت أسيرة وأفرج عنها خلال الهدنة الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وقبل تسليم سيغال، سلّمت كتائب القسام الأسيرين الإسرائيليين ياردن بيباس وعوفر كالدرون في مدينة خان يونس جنوب القطاع. وقد تم نقلهما في عربة عسكرية قالت القناة 12 الإسرائيلية إن المقاومة غنمتها من خلال طوفان الأقصى.

Exit mobile version